وديع عواودة
تتواصل هبة القدس وتتصاعد المواجهة مع قوات الاحتلال التي أدت لإصابة أكثر من 200 فلسطيني معظمهم بالرصاص المطاطي مقابل إصابة 20 شرطيا إسرائيليا وسط مخاوف إسرائيلية من المزيد من التصعيد.
وتأتي هذه المخاوف في ظل مؤثرات متنوعة منها التخطيط لتنظيم مسيرة استيطانية استفزازية ضمن ما يعرف بـ”مسيرة القدس” السنوية الإثنين وفيه من المتوقع صدور حكم المحكمة الإسرائيلية العليا بشأن البيوت المهددة بالتهجير في حي الشيخ جراح.
ومما يزيد خطورة الانفجار الكبير في القدس رغبة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مواصلة اللعب بالنار بدوافع سياسية حزبية وشخصية محاولا دق الأسافين بين مكونات المعسكر المناهض له وإفشال مهمته بتشكيل حكومة بديلة وبالتالي الذهاب لانتخابات خامسة علها تنتهي بنتيجة تبقيه في سدة الحكم.
وتحوم شكوك كثيرة حول تورط نتنياهو بالخلط بين الحسابات والاعتبارات الشخصية والعامة منذ أن بادرت شرطة الاحتلال بشكل غير مفهوم لمنع الشباب المقدسيين في مطلع رمضان من الجلوس مقابل باب العمود بخلاف السنوات الماضية قبل أن يجبرها الفلسطينيون على التراجع عن موقفها.
وزادت هذه الشكوك الإسرائيلية أيضا بنتنياهو وحساباته غير المعلنة مع إقدام عضو الكنيست من حزب “الصهيونية الدينية” المستوطن المتطرف ايتمار بن غفير على بناء مقر برلماني له في قلب حي الشيخ جراح، واضعا إصبعه في عيون أهاليه المقدسيين. وقتها قال مكتب نتنياهو رسميا وفق تسريبات صحافية إن نتنياهو طلب من بن غفير الخروج فورا من الشيخ جراح بسبب وجود إنذارات بأن حركة حماس تنوي الثأر بإطلاق صواريخ من غزة نحو القدس.
غير أن بن غفير لم يكن ليدخل الشيخ جراح دون ضوء أخضر من نتنياهو خاصة أن علاقة متينة مباشرة تربطهما ولا يمكن قراءة التصعيد الإسرائيلي في القدس بمعزل عن تجاذبات الساحة السياسية داخل دولة الاحتلال.
بعدما فشل نتنياهو بتشكيل الحكومة وانتقال التكليف بتأليفها للمعارضة يتضح أن هناك حالة تعادل شبه كاملة فقد انخفض عدد نواب المعسكر المناهض لنتنياهو اليوم إلى 57 نائبا فقط عقب إعلان أحد نواب حزب “يمينا” برئاسة نفتالي بينيت عن عدم دعمه حكومة بديلة تعتمد على دعم غير مباشر من قبل نواب عرب.
يشار إلى أن حكومة يتناوب على رئاستها نفتالي بينيت ورئيس حزب “هناك مستقبل” يائير لابيد لن تقوم في المرحلة الحالية سوى بدعم نواب عرب وعلى ما يبدو ستكون هذه القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس (4 نواب) أما المشتركة (6) فتميل بمعظم مكوناتها لعدم القيام بأي نوع تعاون معها حتى ولو من خلال الامتناع المتفق عليه مسبقا عن التصويت على خلفية ما تشهده القدس. وهذا يعني أن الحكومة البديلة مرشحة لأن تقوم بأغلبية صوت واحد فقط ولذا يسعى نتنياهو من خلال إشعال حرائق محاولا خلق صراعات ونقاشات جديدة داخل الأحزاب وبينها على أمل أن يتراجع نائب واحد على الأقل عن دعم حكومة جديدة مما يشق الطريق لانتخابات خامسة باتت هي عجل النجاة الوحيد بالنسبة له.
ويرى المحلل العسكري طال ليف رام أن شرطة الاحتلال قد حضرت للقدس جاهزة لكن الحكومة اختفت، معتبرا أن التصعيد في المدينة يعكس عجز الحكومة الانتقالية التي لا تدرك أن المواجهات تنتقل لسائر الضفة الغربية وغزة. وينوه في تحليله إلى أن مركز المواجهة انتقل هذه المرة للحرم القدسي الشريف، معتبرا ذلك درجة جديدة فيها تنذر لتصعيد خطير سريع. ويتابع “في مثل هذه الحالة من الضروري حشد قوات كثيرة لمواجهة أعداد من كبيرة جدا من مثيري الشغب ولكن في المقابل يجب عدم فقدان السيطرة والحفاظ على ضبط للنفس في حالة يمكن أن تنزلق بسهولة لحدث أخطر بكثير”.
ويقول رام إن شرطة الاحتلال تستحق التقدير على عملها المهني الذي يجمع “الرد القوي مع رباطة الجأش” في القدس مدركة مهمتها في إبعاد التصعيد الأمني بعيدا عن القدس.
تصعيد برعاية نتنياهو
من جهته انتقد المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، قيام شرطة الاحتلال هذه باعتراض حافلات أقلت آلافا من فلسطينيي الداخل وحرمتهم من حق ممارسة شعائر دينية، معتبرا أن مشاهد اقتحام أفراد الشرطة للحرم القدسي والدوس بأقدامهم على سجاد الصلاة وإلقاء القنابل الصوتية داخل الأقصى سيكون لها تأثير أسوأ على صورة الوضع، محذرا من احتمالات نشوب موجة عنف أشد، داخل أراضي 48 أيضا لا في القدس وكل الضفة الغربية فحسب.
ويوضح هرئيل أن المشاكل في حي الشيخ جراح لا تنتهي عند النائب إيتمار بن غفير أو بعنصريين آخرين يرعاهم نتنياهو، خلال محاولاته اليائسة للتمسك بالحكم. في معرض اتهامه لنتنياهو وحكومته بإشعال حريقة لخدمة مصلحته الشخصية يضيف هارئيل: “عقب الخطوة الغبية بوضع الحواجز عند باب العمود، في البداية جاء التراجع وإخلاء هذه الحواجز. وليس واضحا بعد إذا كان أداء الشرطة في هذه الأيام نتيجة إملاءات سياسية مباشرة أم مبادرة مستقلة من جانب قيادتها، لكن يبدو أن شيئا ما أساسيا جدا تشوش في رجاحة رأي المفتش العام للشرطة يعقوب شبتاي وضباطه”.
مسيرة “يوم القدس”
وضمن تسليطه الضوء على تأثير التجاذبات السياسية الداخلية في إسرائيل يكشف هارئيل أن جهاز الأمن العام (الشاباك) يبحث عن طريقة لتقصير مسار “مسيرة الأعلام” منوها أن الأوضاع السياسية، التي يتعين فيها على نتنياهو ونفتالي بينيت أن يظهرا من الأكثر وطنية من منافسه، لا تساعد في تسهيل الأمور.
وتابع محذرا “إذا سقط قتلى يهود وعرب خلال الأيام المقبلة، فسيضع ذلك صعوبة أمام أحزاب اليمين في كتلة التغيير للاستعانة بأحزاب عربية من أجل تشكيل ائتلاف. وإلى جانب ذلك، قد تجد القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس نفسها بحالة قاسية وعاجزة عن دعم لحكومة إسرائيلية بديلة يرأسها نفتالي بينيت الذي يحاول القيام بمزاودة مضادة على نتنياهو خاصة إذا استمر الصراع في القدس باكتساب طابع ديني. وفيما يدعو هارئيل نتنياهو لإبداء مسؤولية كبيرة وتغليب العام على الخاص فإنه يحذر من احتمال اقتران نهاية حكمه بالكثير من الدم والنار ضمن الصراع مع الفلسطينيين.
حالة غليان
كما يرى المحلل البارز في صحيفة “يديعوت أحرونوت” نحوم بنياع أيضا أن قرارات شرطة الاحتلال بوضع حواجز في باب العمود، اقتحام المسجد الأقصى، واعتراض الحافلات التي نقلت المصلين إلى القدس “كانت خاطئة” مستدلا على عدم وقوع قتلى علامة نجاح ومهنية للشرطة. لكن برنياع بخلاف رام يستبعد سفك دماء لأن نتنياهو ورغم لعبه بالأوراق وخلطها حذر وسبق أن تعلم على جلده خطورة ذلك بعد “أحداث النفق” في القدس التي قتل فيها 17 جنديا إسرائيليا و100 فلسطيني في بداية ولايته الأولى عام 1996.
أما المحلل العسكري في صحيفة “يسرائيل هيوم”، يوآف ليمور فيتهم حركة حماس بالسعي لخلق حالة غليان داخل القدس والضفة من أجل ترسيخ تأثيرها عليها بعد إلغاء الانتخابات التشريعية وبناء معادلة قوة جديدة مقابل إسرائيل، منوها لعودة البالونات الحارقة كدليل على تهمته هذه.
وحذر ليمور من وضع خطير قابل للمزيد من الانفجار لحد فقدان السيطرة في أي لحظة ويتوقع المزيد من المواجهات التي تؤثر عليها لحد بعيد مدى قوة رد الفعل الإسرائيلي عليها. ورغم قوله إن الأوامر الصادرة إلى قوات الأمن السبت هي باحتواء الأحداث قدر المستطاع ومنع سقوط قتلى يلمح ليمور لوجود اعتبارات غريبة لدى قادة حكومة الاحتلال الراهنة بالقول: “الواقع الآخذ بالتطور في المناطق المحتلة واحتمال تصاعده، تأتي في وضع سياسي إسرائيلي حساس مما يتطلب من صناع القرار والقيادة الأمنية الميدانية التحلي بأعصاب حديدية، والامتناع عن تصريحات وأعمال استفزازية”.
وبذلك يتطابق ليمور مع تصريحات الجنرال في الاحتياط عاموس غلعاد رئيس الجناح السياسي – الأمني في وزارة الأمن سابقا والذي قال لإذاعة جيش الاحتلال في معرض انتقاداته واتهاماته أيضا لنتنياهو بخلط الأوراق “أشعر بنقص الحكمة في معالجة الحكومة الإسرائيلية للأزمة الحالية”. وتبعه موشيه كرادي المفتش السابق لشرطة الاحتلال الذي دعا في تصريح للإذاعة العبرية العامة حكومة نتنياهو للتصرف بحكمة وإن كان هو الآخر يوجه إصبع الاتهام للرئيس محمود عباس وحركة حماس بمحاولة استغلال الوضع المتفجر في القدس لاعتبارات وحسابات فلسطينية داخلية. ولذا أعرب عن تأييده لفكرة تغيير مسار مسيرة “يوم القدس” وتقليص عدد المشاركين فيها بسبب التوتر الشديد السائد في المدينة.
تحذيرات أمنية
على مستوى المهني التنفيذي قالت صحيفة “هآرتس” إن المؤسسة الأمنية تحذر من مغبة تنظيم “مسيرة الأعلام” فيما يعرف بـ”يوم القدس” الإثنين وتخشى من إشعال نار أكبر. وحسب “هآرتس” ترى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بضرورة تغيير توقيت ومسار المسيرة وتقليص عدد المشاركين فيها منعا من الاحتكاك مع الفلسطينيين محذرة من أن دخول اليهود للحرم القدسي الاثنين من شأنه لتصعيد التوتر في الضفة والقطاع أيضا.
وما زالت شرطة الاحتلال غير مكترثة بهذه التحذيرات وقال عدد من الناطقين بلسانها الأحد إن مسيرة يوم القدس التي تأتي للاحتفال بتوحيد شطري القدس ستتم دون تغيير. ولذا فإن جيش الاحتلال رفع الأحد درجة جاهزيته بدفع المزيد من القوات للقدس والضفة الغربية وفي محيط القطاع خوفا من انفجار جديد ومن إطلاق صواريخ من غزة كما كشفت الإذاعة العبرية العامة ظهر الأحد.
وتزداد حساسية هذا الاستفزاز بأن “مسيرة” يوم القدس تؤدي لإغلاق شوارع كثيرة في الشطر الشرقي من القدس واضطرار التجار المقدسيين إغلاق محالهم عشية عيد الفطر وبالتزامن مع الذكرى السنوية للنكبة الفلسطينية. على خلفية كل ذلك يعرب عدد من مديري المدارس اليهودية في القدس المحتلة عن معارضتهم لمرور “مسيرة يوم القدس” من البلدة القديمة معتبرين ذلك استفزازا خطيرا ولذا فهم يعارضون في مذكرة مشتركة لبلدية الاحتلال مشاركة تلاميذ مدارسهم فيها وفق ما أكده موقع “والا” العبري.
مشعل الحرائق
كما حذر النائب أحمد الطيبي في مقال بالعبرية من مشعلي النار ومن الحرائق مؤكدا أن فقدان الحكم لا يبرر إحراق القدس وذلك في اتهام موجه لنتنياهو بعد فشله في تشكيل حكومة.
وحذر من ذلك أيضا رئيس لجنة المتابعة العليا في أراضي 48 محمد بركة الذي قال في حديث لإذاعة جيش الاحتلال إن اعتراض الشرطة الإسرائيلية الحافلات القادمة من الداخل نحو القدس تنم عن رغبتها ترهيب الشعب الفلسطيني وإنتاج صورة بالقمع لردعه من الوصول للحرم القدسي عشية ليلة القدر وبعدها.
ويواصل عشرات آلاف الفلسطينيين من أراضي 48 كما في كل رمضان الرباط في رحاب القدس والحرم القدسي الشريف وشاركت أوساط شبابية منهم في الاحتجاجات والمواجهات في عدة مواقع منها وأصيب العشرات منهم بعضهم ما زال يمكث للعلاج في المستشفيات جراء الرصاص المطاطي.
دور فلسطينيي الداخل بين الواقع وبين الرومانسية
وتأتي مشاركة فلسطينيي الداخل بمثل هذه الفعاليات والاحتجاجات بالأساس على خلفية كون الأقصى رمزا دينيا مقدسا وصرحا وطنيا تاريخيا جامعا يوحد كل الفلسطينيين. وسبق أن صعد فلسطينيو الداخل من دورهم ونشاطهم مع بقية شعبهم بحكم تأثير القدس والأقصى بالذات كما حصل يوم اقتحم أرئيل شارون للحرم عام 2000 مما تسبب باندلاع انتفاضة استمرت سنوات شاركوا فيها من خلال ما يعرف بهبة القدس والأقصى واستشهد 13 منهم وأصيب واعتقل مئات آخرون منهم. ويبقى السؤال الأهم ما يرتبط بمصير هذه الهبة الشعبية العفوية والسلمية في القدس والتي تشارك أطراف كيرة في محاولة استغلالها مثلما أن هناك أسئلة مهمة أخرى منها هل تنجو الانتفاضة الشعبية من العسكرة وهل تشكّل مشاركة فلسطينيي الداخل في التكافل مع القدس والرباط في الحرم مؤشرا قاطعا على رغبتهم بالانتقال لدور عملي فعال في مقاومة الاحتلال؟
تأتي هذه الهبة في القدس نتيجة عوامل محلية متراكمة تنبع كافتها من جرائم احتلالية حولت حياة المقدسين لكابوس ودفعتهم للعيش داخل “طنجرة ضغط” في ظل التفتيشات والاستفزازات اليومية وهدم المنازل والتهويد والحصار الاقتصادي والترحيل الصامت ولذا هناك من يرى أن هبة القدس الحالية هي فصل جديد من هبة أوسع بدأت عام 2015 كما يؤكد الباحثان المقدسيان سليمان أبو دية وزياد الحموري لـ”القدس العربي”.
ولا شك أن نصرة هذه الهبة الشعبية من قبل أوساط فلسطينية على طرفي الخط الأخضر تعبّر عن مركزية القدس والعامل الديني في الصراع التاريخي مع الاحتلال وعن حالة غضب وإحباط من حالة العجز الفلسطيني الرسمي والغياب العربي والإسلامي والدولي حيال استمرار الانتهاكات بحق الفلسطينيين.
وبما يتعلق بفلسطينيي الداخل تعبر هذه الهبة أيضا بالإضافة للموقع الخاص للقدس في وجدانهم في رمضان بالذات عن غضب على استمرار محاولة تهميشهم ونزع الشرعية عن مواطنتهم رغم استعداد بعض فعالياتهم السياسية خاصة القائمة العربية الموحدة المشاركة في اللعبة الإسرائيلية وتبنّي قوانينها ومصطلحاتها وتسمياتها ليجدوا أنفسهم مع ذلك في وضع ينطبق عليهم قول “رضينا بالبين والبين لم يرض فينا”.
بين الواقع والرومانسي
على خلفية ألسن اللهب المرتفعة في القدس يغالي بعض المراقبين والمحللين الفلسطينيين في توصيف دور فلسطينيي الداخل والمقدسيين واعتبارهم مركزا جديدا بديلا للنضال الفلسطيني ولحركة التحرر. رغم المشاركة في الهبة تشهد السياسة العربية الفلسطينية داخل إسرائيل أزمة حقيقية في ظل تراجع دور الأحزاب وتفضيلها المسار البرلماني على العمل الاحتجاجي الميداني وعلى خلفية الاحتراب بين قادتها ناهيك عن عوامل أخرى ترتبط بالواقع الفلسطيني العام والحالة العربية والعالم. ولذا يحق من يحذر من تحميل هذه الهبة المقدسية المسنودة من فلسطينيي الداخل أكثر مما تحمل داعين للبحث عن سبل لتوسيعها وتعزيزها وترشيدها.
ويعتقد الكاتب السياسي منسق “ملتقى فلسطين” ماجد كيالي أن فكرة وضرورة مشاركة وإشراك فلسطينيي الداخل في صلب العملية الوطنية والإطار الوطني الجامع قد جرى ترجمتها فعلا في هبة القدس الراهنة.
ويضيف “أكد فلسطينيو الداخل وحدة شعبنا وقضيته وأرضه وروايته التاريخية بمشاركتهم في هبة القدس المجيدة. هذا يؤكد مجددا أهمية تمثيلهم في الكيان الوطني الجامع لشعب فلسطين ويرد كل الدعوات لغير ذلك. المقاومة الشعبية طريقنا لتوحيد شعبنا ومواصلة كفاحه لاستعادة حقوقه في وطنه فلسطين”.
في المقابل يرى المحاضر في العلوم السياسية في جامعة حيفا في الداخل بروفيسور أسعد غانم أن التغيير الحقيقي في الساحة الفلسطينية العامة يحتاج لتغيير داخلي جوهري ولفكرة جديدة تحتل الفراغ القائم من الناحيتين الفكرية والتنظيمية. ويدعو غانم لمناقشة دور الفلسطينيين في الداخل منهم منصور عباس وأيمن عودة وغيرهما كثر من الذين يقودون خطا سياسيا واهما.
وينوه غانم إلى أن الوضع مركب جدا مشكّكا بجدوى إعادة التعامل مع فلسطينيي الداخل للخطاب الرومانسي في تغيير الموقف الراهن. وتابع “أي تغيير يجب أن يأتي من عموم الفلسطينيين ولابد من وقف تقسيم الفلسطينيين حسب الموقع، مرة اللاجئون ومرة الضفة وغزة ومرة الـ48 ومن النظر لنضال فلسطين متكامل”.
المصدر: “القدس العربي”