محمد الأحمد
قال نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، الإثنين، إنه “لا يستبعد إقدام المسلحين في سورية على تنفيذ استفزازات أثناء إجراء الانتخابات الرئاسية السورية”. وفق ما نقلت وكالة “تاس” الروسية.
ومن المقرر إجراء الانتخابات في الـ 26 من مايو/ أيار الحالي بعد قبول طلبات ثلاثة مرشحين أولهم رأس النظام الحالي بشار الأسد، والنائب السابق عن “الحزب الاشتراكي” عبد الله سلوم عبد الله، ومحمود أحمد مرعي، الأمين العام للجبهة الديمقراطية السورية التابعة للنظام.
واتهم المبعوث الخاص للرئيس الروسي فصائل المعارضة قائلاً “قد تحدث استفزازات في يوم الاقتراع أو قبله أو بعده، لأن الوضع بالطبع صعب للغاية للأسف”. وأضاف: “لم نحقق بعد انتصاراً كاملاً على الإرهابيين في المنطقة وفي سورية على وجه الخصوص”.
من جانبه، ادعى نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سورية الأدميرال ألكسندر كاربوف، في بيانٍ لوزارة الدفاع الروسية، ليل الأحد، أن “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) برفقة “الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء) يخططان لتنفيذ هجوم إرهابي كيماوي في محيط مدينة جسر الشغور غرب محافظة إدلب، شمال غرب سورية. وفق وكالة “نوفوستي” الروسية.
وقال كاربوف إن “المسلحين كانوا يعدون لاستفزازات في محافظة إدلب باستخدام مواد سامة قبل بدء الانتخابات الرئاسية في سورية”. وأشار إلى أن “المركز تلقى معلومات تفيد باستعداد مسلحي (هيئة تحرير الشام) لاستفزازات في غربي محافظة إدلب باستخدام مواد سامة، برفقة ممثلين عن منظمة (الخوذ البيضاء) الإنسانية التي وصفها بـ (الزائفة)”. واتهمهما بأنهما “قاما يوم أمس الأحد بتسليم 6 حاويات بها مواد سامة، يفترض أنها مادة الكلور، إلى منطقة جسر الشغور”.
وحول هذه الاتهامات أوضح رائد الصالح مدير “الدفاع المدني السوري”، في تصريح لـ”العربي الجديد” أن “ماكينة البروباغندا الروسية لم تتوقف يوماً عن نشر الادعاءات الكاذبة عن عمل الدفاع المدني السوري، ومحاولة تشويه صورته وخاصة أن متطوعي الدفاع المدني السوري هم المستجيبون الأوائل لإنقاذ المدنيين، جراء الغارات الجوية الروسية، وبالتالي هم الشهود الأوائل على الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين، فوضع طبيعي أن يكون من ينقذ عدواً لمن يقتل، ووضع طبيعي أن يكون من يساعد المدنيين ويخاطر بنفسه عدواً لمن يشردهم ويدمر منازلهم، فهذا السبب من أهم الأسباب”.
وأضاف: “كما أن هناك أسباباً أخرى كامتلاك الدفاع المدني وثائق وأدلة على جرائم الحرب التي ارتكبتها روسيا بحق المدنيين في سورية (كون متطوعيه هو المستجيبون الأوائل) والتي لا يدخر الدفاع المدني جهداً في عرض هذه الوثائق في أي محفل دولي لإدانة روسيا، بالاضافة إلى القاعدة الشعبية التي تمتلكها الخوذ البيضاء بين السوريين، وقدرتها على إيصال صوت السوريين للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية على الرغم قوة الآلة الدعائية الروسية والتي حاولت على مدى سنوات تشويه الحقائق وتزييفها، إلا أن الحقيقة كانت هي الأوضح دائماً”.
وشدد الصالح على أنه لا بد من توضيح نقطة مهمة، وهي أننا في كل مرة تجدد فيها روسيا هذه الاتهامات نشعر بالريبة مما قد يحدث بعدها، فقد يشن التحالف الروسي مع النظام هجوماً كيميائياً لاتهامنا به، ولا سيما أنهم استخدموا هذا السلاح أكثر من 200 مرة موثقة دون أي ردة فعل دولية حقيقية ترقى لمستوى هذه الجرائم”.
وأشار إلى أن “الاتهامات المتكررة تصب ضمن جهود روسيا لإبعاد التهمة عن نظام الأسد والتشويش على نتائج التحقيقات التي تقوم بها الجهات الدولية الأخيرة فيما يخص ملف الهجمات الكيميائية في سورية، بعد أن أيقنوا أن المحاسبة قادمة لا محالة، وأنهم لا يمكنهم دحض الأدلة المقدمة عن الهجمات الكيميائية (بما فيها أدلة الخوذ البيضاء)”.
وبين مدير الدفاع المدني أن “هناك نوعين لتكرار الاتهامات، الأول إيقاعي، أي يسير وفق إيقاع و لا يرتبط بأي عامل آخر بمجرد تكرار الكذب، متبعين نظرية جوزيف غوبلز، بوق الإعلام النازي وذراع هتلر القمعية ضد حرية الفكر والتعبير: (اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس”، وروسيا والنظام لا يختلفون بشيء عن النازية؛ أما التكرار الثاني للاتهامات فهو يرتبط بأحداث مباشرة كتحقيقات دولية، أو جلسات لمجلس الأمن حول سورية، أو ظهور أدلة جديدة تدين النظام وروسيا، أو محاولة التغطية على موضوعات مهمة في الشأن السوري، ومحاولة إما حرف البوصلة عنها أو تبرئة نظام الأسد من أي تهمة يتداولها الإعلام، وحتى عند تكريم أو حصول “الخوذ البيضاء” على أي جائزة إنسانية ينبري الإعلام الروسي ومن بعده إعلام النظام لتكرار الاتهامات، وآخرها الانتخابات الهزلية التي يجريها نظام الأسد”.
وأشار إلى أن تزامن تكرار الاتهامات الآن يصب ضمن جهود روسيا في تلميع صورة النظام وإعادة تعويمه ومحاولة نفي استخدامه للأسلحة الكيميائية رغم تقارير منظمة “حظر الأسلحة الكيميائية” التي أثبتت استخدامه السلاح الكيميائي في أكثر من موضع في خان شيخون وسراقب واللطامنة، ومع كل محاولة جديدة لبث الرعب وتحويل انتباه المجتمع الدولي، نقلق بكل جدية عما قد ينتج عن هذه الاتهامات الكيدية، فنحضر فرقنا ونرفع الجاهزية تحسباً لوقوع هجمات كيميائية جديدة لتنسبها روسيا إلينا.
المصدر: العربي الجديد