تمتلك القوات الأميركية في ريف دير الزور عدة قواعد عسكرية أبرزها، “حقل كونيكو للغاز” و”حقل العمر النفطي”، وتتعرض القاعدتان نتيجة للتوترات الأميركية الإيرانية لعمليات قصف لم تكن موجودة منذ تقاسم روسيا وإيران وأميركا السيطرة على دير الزور نهاية عام 2017، بعد الهجوم الكبير على تنظيم “الدولة”.
اليوم باتت القواعد الأميركية عرضة للاستهداف الإيراني بأيادي ميليشياتها، وفق تبنٍ شبه رسمي من هذه الميليشيات، وحتى اليوم الأحد (11 من تموز 2021) وصل عدد تلك الاستهدافات إلى 5 بعضها بقذائف الهاون وأخرى بطائرات مسيرة.
أساس التوتر بين أميركا والميليشيات الإيرانية بسوريا والعراق
في 27 من حزيران الماضي، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها نفذت ضربات جوية ضد ميليشيات مدعومة من إيران في سوريا والعراق، بتوجيه من الرئيس جو بايدن.
وأوضحت أن الغارات استهدفت منشآت تشغيلية ومستودعات للأسلحة في موقعين بسوريا وموقع في العراق، مشيرة إلى أن العديد من الميليشيات، ومن بينها “كتائب حزب الله” و”كتائب سيد الشهداء”، كانت تستخدمها.
وبعد الاستهداف توعد قائد ميليشيا “كتائب سيد الشهداء” العراقية بـ “الانتقام من أميركا”، لمقتل أربعة من رجاله في الضربات الأميركية.
وتعرضت قاعدة عسكرية أميركية، في 28 من حزيران الماضي، لهجمات صاروخية في حقل “العمر” الذي تتخذ منه واشنطن قاعدة عسكرية لها، حسبما أكدت قوات التحالف الدولي.
تطور الأمر ليصل إلى شعور “البنتاغون” بـ “قلق عميق” إزاء سلسلة هجمات على أفراد أميركيين في العراق وسوريا في الأيام الأخيرة، خلال العشرة أيام الأولى من تموز الحالي.
وفي 8 من تموز، استُهدف دبلوماسيون وقوات أميركية في العراق وسوريا، بثلاث هجمات صاروخية وطائرات مسيّرة.
ونقلت وكالة “رويترز” عن المتحدث باسم “البنتاغون”، جون كيربي، “أنهم (لم يسمهم) يستخدمون أسلحة فتاكة” وقال “لا أعرف كيف يمكنك قول أي شيء آخر غير أنه يمثّل تهديدا خطيرا”.
ويوم الأربعاء الماضي، تعرضت قاعدة “عين الأسد” الأميركية الجوية في العراق لقصف بـ 14 صاروخا، ما أدى إلى إصابة اثنين من القوات الأميركية بإصابات طفيفة.
وفي اليوم ذاته، قالت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) الحليفة للقوات الأميركية في سوريا، إن قاعدة “حقل العمر” الذي تسيطر عليه القوات الأميركية في دير الزور، تعرض لهجوم بطائرة مسيّرة، وتصدت له “قسد”.
واليوم الأحد، قالت حسابات على موقع “تويتر” تابعة للميليشيات الإيرانية، إن هجوما شنته تلك الميليشيات بالقذائف على قاعدة “حقل كونيكو للغاز” الأميركية في ريف دير الزور الشرقي، جاء بعد 24 ساعة من هجوم مماثل.
وأضافت أن قاعدة “حقل العمر” تعرضت أيضا اليوم لقصف مماثل لما جرى في “كونيكو”، وبذلك يكون عدد الاستهدافات على القواعد الأميركية خلال 10 أيام وصل إلى 5.
قاعدتا “العمر” و”كونيكو”
تتقاسم القوات الأميركية والقوات الروسية والإيرانية السيطرة على محافظة دير الزور منذ نهاية عام 2017، ويفصل بينهما نهر الفرات، حيث تكون جهة الجزيرة لأميركا و”قسد” بالمطلق إلا بعض القرى، في حين كون جهة البادية (الشامية) بيد روسيا والميليشيات الإيرانية.
ووفق هذا التقسيم فإن القوات الأميركية تسيطر على أهم حقول النفط والغاز في شرقي سوريا، وأبرزها “حقل العمر” النفطي الذي يعد أكبر حقول النفط في سوريا مساحة وإنتاجا.
ويقع الحقل على الضفة الشرقية لنهر الفرات، على بعد حوالي عشرة كيلومترات شرق مدينة الميادين في محافظة دير الزور، في منطقة الشامية التي تعد مكانا رئيسيا للميليشيات الإيرانية.
ووصل إنتاج الحقل قبل اندلاع الثورة في سوريا إلى 30 ألف برميل يوميا، ومثّل أبرز مصادر تمويل تنظيم “الدولية” الذي سيطر عليه منذ 2014، وخسره في تشرين الأول 2017.
وانخفض إنتاج الحقل تدريجيا مع تعرضه مرارا لغارات جوية من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
ويفصل بين قاعدة “حقل العمر” في بادية الميادين والميليشيات الإيرانية نهر الفرات، ووفق تقديرات التحالف الدولي فإن القصف الذي تعرض له الحقل مؤخرا مصدره الميليشيات الإيرانية في الطرف المقابل، وكانت الطائرات الأميركية قد شنت خلال الأيام الماضية غارات على مواقع الميليشيات في ريف دير الزور الشرقي.
إلى جانب “العمر” تسيطر القوات الأميركية في دير الزور على “حقل كونيكو” للغاز، وهو أكبر معمل لمعالجة الغاز في سوريا، كما يستفاد منه في إنتاج الطاقة الكهربائية ويقع بريف دير الزور الشمالي.
ويقع “كونيكو” في بادية خشام التي تقع في منطقة الجزيرة بدير الزور، وعلى عكس “حقل العمر” فإن للقوات الروسية والإيرانية نقاطاً بالقرب من “كونيكو” في منطقة الجزيرة كـ (مظلوم ومراط وحطلة) مما يسهل عملية استهداف الحقل.
وسبق أن حاولت الميليشيات الإيرانية ومرتزقة “فاغنر” الروسية السيطرة على حقل “كونيكو”، إلا أن القوات الأميركية تصدت لهم بالطائرات وقتلت منهم المئات، في السابع من شباط 2018.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا