آدم جابر
تحت عنوان: “حزب الله يهاجم فرنسا”، قال موقع mondafrique الاستقصائي الفرنسي، إنه من أجل أن تظل جماعة حزب الله سيدة اللعبة في لبنان لصالح النظام الإيراني، فإن الحزب الشيعي يطلق الرصاص الأحمر على الجهود الفرنسية- الأمريكية الهادفة إلى مساعدة اللبنانيين على مواجهة الأزمة التي تعصف ببلدهم.
وأشار الموقع إلى أن القليل من المعلومات تم تسريبها بشأن نتائج المحادثات الأمريكية الفرنسية السعودية الجديدة، التي أجرتها سفيرتا فرنسا والولايات المتحدة في لبنان الأسبوع الماضي، في الرياض مع كبار المسؤولين السعوديين، في إطار متابعة الاجتماع الثلاثي الذي عقده وزراء خارجية الدول الثلاث في روما يوم الـ29 يونيو/حزيران الماضي، على هامش اجتماعات مجموعة العشرين.
وأوضح الموقع الفرنسي أن الهدف من هذا التنسيق الفرنسي- السعودي- الأمريكي المتزايد بشأن لبنان، هو تقديم المساعدة المباشرة للجيش اللبناني والقطاعات الحيوية المتضررة بشدة من الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة التي ضربت البلاد منذ ما يقرب من عامين -مساعدات دون المرور عبر السلطات الرسمية التي تتهمها جهات دولية بعرقلة أي انفراج سياسي على مستوى تشكيل حكومة جديدة؛ ومن جهة أخرى، حمل السعودية على العودة سياسياً إلى الساحة اللبنانية.
وتابع الموقع القول إن باريس وواشنطن تريدان وضع حد لـ”الانسحاب” السعودي من لبنان، بهدف إعادة التوازن الاستراتيجي في هذا البلد، مع تجنب ترك المجال مفتوحا لحزب الله، وبالتالي إيران.
وقال الموقع الفرنسي إن هذا الهدف الأخير، الحيوي لحماية هوية بلد الأرز، يفسر رد الفعل العنيف من حزب الله حيال التحركات الفرنسية- الأمريكية المشتركة لصالح لبنان. ففي هجوم مباشر ‘‘مفاجئ’’ على فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون، نشرت الصحيفة اليومية المحلية التي تعكس سلوك حزب الله عنوانا ‘‘واحدا’’ في عددها الصادر يوم الخميس الـ8 يوليو/ تموز: ‘‘فرنسا تلعب بالنار’’. وتحدثت وسيلة الإعلام الموالية لحزب الله، في عددها الصادر في اليوم الموالي، ضد ما أسمته ‘‘محاولة من جانب فرنسا (والغرب بشكل عام) لإحياء الانتداب الفرنسي في لبنان’’.
وأثار موقف حزب الله من هذه الخطة عددا كبيرا من ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي من نشطاء لبنانيين، لاحظوا أنه إذا كان الحزب الشيعي الموالي لإيران مهتما جدا بالحفاظ على سيادة واستقلال لبنان، فعليه أن يبدأ بإنهاء الولاء الأعمى وغير المشروط -المدرج باللونين الأبيض والأسود في ميثاقه السياسي- للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية، تماما كما يجب أن يتوقف عن الاعتماد كليا على المساعدات العسكرية والمالية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية واللوجستية والاستخباراتية التي يرسلها نظام الملالي الإيراني كل شهر وكل سنة.
وتلاحظ بعض أوساط المعارضة اللبنانية في هذا الصدد أن رد فعل حزب الله المحموم على العمل الفرنسي الأمريكي، مقرونا بالتنسيق مع الرياض، لصالح لبنان، يذكرنا بالتكتيكات التي اتبعها النظام. من الواضح –يضيف الموقع الفرنسي- أن حملة حزب الله الحالية ضد فرنسا تهدف إلى نسف الجهود التي أعادت إطلاقها باريس وواشنطن لوضع لبنان على طريق الحل، أو على الأقل التسهيلات الاجتماعية والاقتصادية التي انتظرها اللبنانيون منذ شهور.
المصدر: “القدس العربي”