علي بردى
يستمع مجلس الأمن إلى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، خلال جلسة مشاورات مغلقة، يعقدها اليوم، وهي الأولى حول الوضع السياسي منذ إجماع الأعضاء الـ15 قبل عشرة أيام على إصدار القرار 2585 لتمديد تفويض آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى ملايين السوريين في شمال غربي البلاد.
ومن المقرر أن يقدم بيدرسن إحاطته عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف، إلى أعضاء مجلس الأمن الذين سيجتمعون شخصياً في نيويورك، وسط آمال معقودة على البناء على روحية التعاون التي ظهرت بالقرار 2585 في 9 يوليو (تموز) الماضي، إذ أجاز لوكالات الأمم المتحدة وشركائها في المجال الإنساني، مواصلة استخدام معبر باب الهوى على الحدود السورية – التركية لمدة ستة أشهر إضافية، حتى 10 يناير (كانون الثاني) 2022، مع تمديد ستة أشهر إضافية حتى 10 يوليو 2022، رابطاً ذلك بإصدار تقرير من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في شأن شفافية هذه العمليات، والتقدم المحرز في الوصول عبر الجبهات في تلبية الحاجات الإنسانية. ووصف الإجماع على القرار، بأنه «لحظة مهمة» في العلاقات الروسية الأميركية حيال الملف السوري. وقال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، «نشهد لحظة تاريخية»، آملاً في أن يكون التوافق «نقطة تحول» في سياق الحرب السورية.
ولفت دبلوماسيون إلى أن أعضاء المجلس يتطلعون إلى مناقشة صريحة مع بيدرسن، حول كيفية استثمار روح التعاون التي ظهرت في 9 يوليو في التقدم على المسار السياسي، وتنفيذ القرار 2254، الذي يدعو إلى وضع دستور جديد لسوريا وإجراء الانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة. ويرجح أن يشدد بيدرسن على أن وحدة المجلس ضرورية للعملية السياسية، علماً بأنه كان رحب باعتماد القرار 2585، آملاً في أن يكون «بداية لبناء المزيد من الوحدة الدولية» حول طريقة الحل في سوريا. ويرجح أن يطلع بيدرسن أعضاء المجلس على جهوده الأخيرة للترويج لمبادرته لإجراء حوار دولي حول سوريا، علماً بأنه أشار الشهر الماضي إلى أن مثل هذا الحوار يهدف إلى «مناقشة خطوات ملموسة (…) ينبغي أن تكون متبادلة، وتتسم بالواقعية والدقة، وتنفذ بصورة متزامنة ويمكن التحقق منها».
ويسعى أعضاء المجلس إلى الحصول على مزيد من التفاصيل حول الردود على اقتراح بيدرسن لزيادة الحوار الدولي خلال هذه المشاركات الدولية. ويتوقع أن يطلع بيدرسن أعضاء المجلس على المحادثات الثنائية الأخيرة التي أجراها مع المسؤولين الروس والأتراك، وتواصله مع الحكومة في دمشق والمعارضة السياسية السورية، ونتائج اجتماعاته مع مجموعة واسعة من وزراء الخارجية على هامش الاجتماع الوزاري الذي شهدته في 28 يونيو (حزيران) الماضي كجزء من التحالف العالمي لهزيمة «داعش». ويرتقب أن يطلعهم أيضاً على مشاركته مع أعضاء عملية آستانة (روسيا وتركيا وإيران) الذين التقاهم في كازاخستان يومي 7 يوليو و8 منه كجزء من الاجتماع الدولي السادس عشر لصيغة آستانة حول سوريا.
ويرجح أن يسأل أعضاء المجلس بيدرسن عن الجولة التالية المحتملة للجنة الدستورية، علماً بأنه أخبرهم سابقاً بأن اللجنة «لا تعمل بعد على وجه السرعة للتوصل إلى نتائج واستمرار التقدم في تفويضها المتفق عليه». ومع ذلك، قال إنه سعى إلى «تسهيل اتفاق بين الرئيسين المشاركين السوريين»، من شأنه أن يسمح لهما بمعالجة «التحديات القائمة». وأكد كذلك أنه «سيبدأ على الفور التخطيط لعقد دورة سادسة في جنيف» فقط بمجرد التوصل إلى مثل هذا الاتفاق.
المصدر: الشرق الأوسط