نائلة الإمام
أحبُّ الشامَ في سِرّي
وأكْرهُها
وأنساها وأذكرُها
تراءتْ لي على البعدِ
بوجهينِ
وأشعرُ أنّ لي في الصدرِ
قلبينِ
يتوقُ لوصلِها قلبٌ ويعشقٌها
منَ السينِ
إلى التاءِ
ومنْ ألفٍ إلى الميمِ
وقلبٌ حين يلمحُها بصورتِكَ
برهطٍ من عصابتكَ
بأتباعٍ وتجارٍ
وأشياخِ السلاطينِ
أباحتْ طهرَ عفّتها
وماءَ حيائِها ذُلاً
وذخراً من كرامتِها
يشيحُ بوجهه كبراً
فيلفظُها ويأبَاها
ويلعن طيفَِ ذكراها
بآذارٍ وتشرين ِ
متى ترحلْ
نسائلُِ عنك (جارتَكَ )
ونحنُ بقصفِها نُقتلْ
فإن شاءتْ تهادنُنا
وإن شاءتْ مشافينا
مدارسُنا مبانيننا
لها الملعبْ
فلا يأسى لنا خِلٌّ
ولا يغضبْ
وتنجح في إبادتنا
ولا تخجلْ
متى ترحلْ ؟!!!
لنشطفَها من الأغوارِ للجبلِ
نطهِّرُها من الأغرابِ
والحشراتِ والقملْ
نعطرُها بماءِ الزهر ننثُرُهُ
بذوقِ المغرمِ الثَمِلِ
ونجلوها نوافذنا
بصُفرٍ من جرائدكَ
بأكداسِ الشعاراتِ
ومهزلةِ الخطاباتِ
وأسفارِ الميادينِ
إذا ترحلْ
رهابُ فصامِنا يشفى
فيشرقُ وجهُها الأولْ
متى ترحلْ ؟!