وائل عصام
طالب المجلس الإسلامي السوري «باحترام أواصر الأخوة» بين السوريين والأتراك، داعياً في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخة منه، إلى عدم استغلال السوريين كورقة تنافسية بين الأحزاب التركية.
وأضاف في بيانه بعنوان «حتى لا تكون فتنة» أن تركيا كانت أفضل من آوى الشعب السوري المهجر من بلاده، وأن السوريين كانوا أوفياء لهذا البلد المعطاء وشعبه، مستدركاً «لكن هناك بعض الناس يشوه بين الفينة والأخرى هذه العلاقة الصافية».
وكانت مناطق في أنقرة، قد سجلت الأسبوع الماضي، هجمات من مواطنين أتراك على السوريين المقيمين في عدد من أحياء أنقرة، بعد مقتل شاب تركي وجرح آخر، إثر شجار حصل بين مجموعتين من الشبان السوريين والأتراك. وفي هذا الصدد، قال المجلس في بيانه، «يجري أحياناً مواقف فردية من أحد الطرفين، وهي أقل من أن تؤثر في متانة العلاقة بين الشعبين السوري والتركي».
وذكر البيان، أن السوريين هاجروا فراراً بدينهم وأنفسهم من الظلم، داعياً العلماء الأتراك والسوريين إلى «إرشاد الناس إلى آداب التعامل فيما بيننا، والأخذ على يد المسيء دون غيرِه، وتذكيرِ الجمهور بوجوب مراعاة أعراف الناس وعاداتهم، والتزام الضيوف بآداب الضيافة، والتزام صاحب الدار بإكرام ضيوفه، ومعاني الإسلام السامية في المحبة والإيثار والعطاء».
وكانت أوساط سورية، قد وجهت انتقادات للسلطات التركية، بسبب ما اعتبرته «تقصيراً» تجاه حماية اللاجئين السوريين، الذين تعرضت ممتلكاتهم للتخريب من قبل جموع المتظاهرين الغاضبين في أحياء أنقرة. لكن المتحدث باسم «المجلس الإسلامي السوري» الشيخ مطيع البطين، قال: «الواضح أن السلطات التركية كانت حريصة على التوازن في طريقة تعاطيها مع الأحداث التي شهدتها أنقرة، بحيث كانت كل التصريحات الرسمية حريصة على المصلحة العامة.
وأضاف لـ«القدس العربي» أن السلطات التركية كانت إيجابية، بحيث لم تحمل أي طرف مسؤولية ما حدث، وكذلك كانت تسعى إلى حماية اللاجئين، من بعض الجهات التي كانت تسعى إلى الإيقاع بين السوريين والأتراك. وكان «المجلس الإسلامي السوري» قد تعرض لانتقادات من سوريين، واتهامات بعدم التفاعل مع قضايا السوريين، بدلالة تأخر صدور البيان حول الأحداث في أنقرة، وعن ذلك يقول البطين: «لم يتأخر المجلس عن الحدث، حيث أجرى أعضاء منه اجتماعات مع الأتراك، من أجل العمل المشترك للحفاظ على أرواح الجميع، وتأخر البيان كان الهدف منه اتضاح الصورة، منعاً للالتباس، وللمجلس بيانات سابقة في قضايا مشابهة».
واتهم رئيس الائتلاف المعارض سالم المسلط من وصفهم بـ «أعداء الشعبين الشقيقين» بالوقوف خلف الأحداث الأخيرة التي شهدتها أنقرة. وأضاف المسلط في تسجيل مصور، نشره الائتلاف على معرفاته الرسمية، الأربعاء أنه «في الوقت الذي يجب علينا فيه شكر الدول التي استقبلت السوريين الفارين من بطش وإجرام النظام وعلى رأسها تركيا الشقيقة، فإننا نؤكد دوماً للجميع أننا نبذل أقصى ما يمكن من أجل إسقاط هذا النظام المجرم».
وأبدى المسلط أسفه لأحداث الشغب التي طالت أحياء يقطنها سوريون في العاصمة أنقرة مؤخراً، إثر وفاة الشاب أميرهان يالتشن جراء مشاجرة مع شاب سوري، مقدماً العزاء لعائلة الشاب أميرهان الذي قضى في ذلك الحادث، مشدداً على أن العدالة ستتحقق من خلال القضاء والإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات. وقال المسلط، إن هذه الأزمة جاءت بتأثير من خطاب الكراهية الذي يتبناه بعض الأطراف وبعض الشخصيات المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً أنه أصبح لها دور كبير في التأثير على الرأي العام والقدرة على التحريك السلبي والإيجابي للجمهور، كاشفاً عن قيام الائتلاف بالتواصل مع الجهات الرسمية التركية من أجل تطويق هذه التداعيات وآثارها السلبية على الشعبين الشقيقين، ومن أجل التعويض عن الأضرار الناجمة عنها، كما أنه أجرى زيارات لبعض المتضررين.
ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي من المقرر أن تجرى في العام 2023، تشهد تركيا تصاعداً في الخطاب «التحريضي» على اللاجئين السوريين وغيرهم، والأرجح أن تتصاعد وتيرة هذا الخطاب، مع إصرار المعارضة التركية على استخدام هذا الملف، في حسابات انتخابية.
المصدر: القدس العربي»