وسام سليم
اتهمت الحكومة السورية المؤقتة النظام السوري بتنفيذ مخطط تغيير ديمغرافي من خلال تهجير سكان محليين في درعا جنوبي سورية، ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته.
وقالت “الحكومة المؤقتة” الممثلة للمعارضة السورية، في بيان لها، اليوم السبت: “تستمر عمليات التهجير القسري لسكان مدينة درعا في جريمة إضافية من جرائم نظام الأسد وحلفائه”.
وأضافت أنّ “عمليات التهجير القسري التي يقوم بها نظام الأسد بالتنسيق مع حلفائه جاءت ضمن سياق مخطط خطير للتغيير الديمغرافي في سورية، وهو ما يدحض وبالدليل القاطع أكاذيبه ودعواته الزائفة لعودة اللاجئين التي يروج لها في محاولة يائسة لخداع المجتمع الدولي ودفعه إلى تقديم الأموال، وخاصة بعد انهيار اقتصاد نظام الأسد وعجزه عن دفع التكاليف لحليفيه الروسي والإيراني عن حملات القتل التي قاموا بها ضد الشعب السوري”.
وأشار البيان إلى أنّ النظام السوري وحلفاءه “استغلوا صمت المجتمع الدولي ليوغلوا في إجرامهم ووحشيتهم، وفرضوا حصاراً مطبقاً على درعا البلد منذ ثلاثة أشهر، قطعوا خلاله كل سبل الحياة عن خمسين ألفاً من سكان المدينة”.
وأضاف: “ترافق ذلك مع حملات قصف ممنهجة ومحاولات اقتحام عديدة، مما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من المدنيين وتدمير واسع في البنى التحتية والممتلكات، وكل ذلك من أجل كسر إرادتهم وفرض شروط الاستسلام عليهم”.
وأكدت “الحكومة المؤقتة” أنّ “التغاضي عن تلك الجرائم يمثل سقوطاً أخلاقياً للمجتمع وانهياراً في منظومة القيم الإنسانية والعدالة الدولية، بعد أن أخذت الأمم المتحدة منذ نشأتها على عاتقها وعبر كافة مؤسساتها مهمة الدفاع عنها وحمايتها”.
كما اعتبرت أنّ ما يحصل في سورية من جرائم وانتهاكات وسط تجاهل المجتمع الدولي “يمثّل تحولاً خطيراً لأنه سوف يؤدي إلى الانتشار الواسع للجرائم الدولية طالما أنها بقيت دون محاسبة، وإلى تصاعد الاعتداء على القيم الإنسانية، إذا لم تتوقف الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري وردع المجرمين وملاحقتهم عنها”.
قصف بالصواريخ على درعا
على صعيد ميداني، قال الناشط الإعلامي في درعا أبو محمد الحوراني، لـ”العربي الجديد”، إنّ قوات النظام صعّدت، بعد ظهر اليوم السبت، قصفها العنيف على أحياء درعا المحاصرة، مستخدمة راجمات الصواريخ وقذائف المدفعية الثقيلة، وصواريخ من نوع أرض – أرض و”جولان”، ما أدى إلى خسائر كبيرة في ممتلكات المدنيين، دون وجود معلومات مؤكدة عن حجم الخسائر البشرية.
وأشار الناشط إلى أنّ جولة جديدة من المفاوضات عقدت، اليوم السبت، بين اللجنة المركزية الممثلة لأهالي درعا واللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري، دون تحقيق أي تقدم يذكر؛ بسبب إصرار النظام على مطالبة بوضع حواجز عسكرية ضمن الأحياء السكنية في درعا البلد، وتهجير المطلوبين أو إجراء تسوية أمنية وتسليم السلاح الخفيف.
ويأتي القصف المكثف لقوات النظام على أحياء درعا بعد محاولة تقدم فاشلة، ليلة أمس الجمعة، واشتباكات بين الجانبين على محور الكازية في منطقة المنشية بدرعا البلد، حيث حاولت مليشيات “الفرقة الرابعة” التسلل من عدة محاور إلى داخل درعا البلد، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع أبناء المنطقة، أجبر فيها المهاجمون على التراجع دون إحداث أي تغيير في خريطة السيطرة.
المصدر: العربي الجديد