قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إن روسيا أوجدت الظروف المناسبة للعملية السياسية في سوريا، مشيراً إلى أن بلاده ليست مسؤولة عن حالة الجمود المحيطة بتلك العملية.
وأشار لافروف خلال لقائه مع ممثلي الجمعيات الوطنية والثقافية في مدينة فولغوغراد الروسية، إلى أن روسيا “خلقت الظروف الملائمة لإجراء عملية تسوية سياسية، التي هي الآن لا تتحرك، ولكن ليس بسبب خطئنا، إلا أنها لا تزال مستمرة”.
وأضاف أن روسيا “ساعدت ليس فقط بالحفاظ على الدولة، ولكن أيضاً على المسيحية في سوريا”، متابعاً “كانت البلاد مهددة باختفاء جميع المواطنين الذين يعتنقون الديانة المسيحية”.
واتهم لافروف الدول الغربية باستخدام “الإرهابيين” في محاولة للإطاحة برئيس النظام بشار الأسد. وقال: “حين وصل إرهابيون حقيقيون من تنظيم داعش وفروعه إلى أعتاب العاصمة السورية، وفي الأسابيع التي سبقت استيلاء الإرهابيين على السلطة في سوريا، لم يحرك الغرب ساكناً”.
كما أعلن لافروف عن جولة جديدة من المشاورات مع الولايات المتحدة حول الاستقرار الإستراتيجي في أيلول/سبتمبر. وقال: “عقب اجتماع الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين في جنيف في حزيران/ يونيو، بدأنا حواراً استراتيجياً مع زملائنا الأميركيين”، مضيفاً “عُقد اللقاء الأول… وحتى الآن لم نتفق على القاعدة التي ستشكل أساساً لمزيد من المفاوضات بشأن الحد من فئات معينة من الأسلحة”.
وكانت قمة بايدن- بوتين تناولت الأوضاع في سوريا، وعقب اللقاء، أعلن البيت الأبيض أن المشاورات التي أجراها الرئيسان بشأن الوضع في سوريا وتقديم المساعدات إلى البلد كانت بناءة. وأوضح مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان حينها أن المشاورات الخاصة بسوريا تركزت على مسألة ضمان الإيصال الإنساني، لافتاً إلى أن بايدن شدد على أن “ملايين الأشخاص الجياع” يحتاجون إلى الدعم في شمال شرقي وشمال غربي سوريا.
وتتزايد تصريحات المسؤولين الروسيين في الآونة الأخيرة بشأن تدخل بلادهم في سوريا، إذ أشار وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الاثنين، إلى أن القوات الروسية “ذهبت إلى سوريا لدعم نظام الأسد وليس لها أهداف أخرى”.
وقال شويغو خلال لقاء تلفزيوني مع قناة “سولوفيف لايف” الروسية على “يوتيوب”: “سبب قدوم روسيا إلى الأراضي السورية هو لأهداف محددة للغاية تتمثل في محاربة الإرهابيين، وليس لمحاربة السلطة في هذا البلد”. وأضاف أن روسيا “نجحت في سوريا بينما فشلت الولايات المتحدة هناك، لأن روسيا حريصة على خصوصيات الدول الأجنبية، ولا تحاول فرض قواعدها الخاصة عليها”.
وكانت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا أكدت في وقت سابق، أن القوات الروسية مسؤولة بشكل مباشر عن جرائم حرب في سوريا، وقدمت معلومات إضافية ومفصلة عن دور روسيا في ارتكاب جرائم حرب ومساعدة نظام الأسد في شن غارات جوية على المدنيين والسكان المدنيين في إدلب، فضلاً عن تزويده بالسلاح والعتاد لتعزيز حربه ضد السوريين.
المصدر: المدن