رجّح مصدر معارض، أن تكون حالة عدم الانسجام بين الجيش الوطني السوري، ووزارة الدفاع في “الحكومة المؤقتة”، هي أحد الأسباب التي دفعت اللواء سليم إدريس إلى تقديم استقالته من منصب وزارة الدفاع.
وكانت المؤقتة، قد أعلنت الأربعاء، أن رئيس الحكومة عبد الرحمن مصطفى، وافق على استقالة إدريس، التي تقدم بها من منصبه وزيراً للدفاع ورئيساً لأركان الجيش الوطني السوري.
وإلى جانب حالة عدم الانسجام بين الوزارة وتشكيلات الجيش الوطني السوري، أشار المصدر إلى استياء إدريس من الاقتتال الداخلي بين الفصائل، والاحتكام للسلاح بين الفصائل.
ووفق تأكيد المصدر ل”المدن”، فإن الخلاف الذي نشب بين الفصائل حول غرفة القيادة الموحدة (عزم) التي شكلتها الفصائل مؤخراً، هو أحد أهم الأسباب التي حملت إدريس على اتخاذ قراره.
وأضاف المصدر أن التوتر الذي جرى إثر خروج “فرقة الحمزة”، و”فرقة السلطان سليمان شاه”، و”لواء صقور الشمال” من “حزم”، وقيام فصائل أخرى (الجبهة الشامية، السلطان مراد) بإرغامها بالقوة على سحب بيان خروجها، استنزف طاقة إدريس، الذي بذل جهداً كبيراً لاحتواء الموقف، ومنع تطوره نحو مواجهة مباشرة بالسلاح.
وقال: “صحيح أن الخلاف قد انتهى، لكن ما جرى من تطويق عسكري لمقرات الفصائل التي غادرت حزم، وعدم اللجوء إلى الخيارات الأخرى، دفعت إدريس إلى خيار الاستقالة”.
وحسب المصدر، فإن الوضع الصحي لإدريس المصاب بداء “السكري”، وعدم قدرته على تحمل القدر الكبير من الضغط والإرهاق الجسدي، إلى جانب إقامته في مدينة أنطاكيا التركية، البعيدة نسبياً عن أعزاز ومدينة غازي عينتاب (مقر الحكومة)، وغيرها من الأسباب أدّت في نهاية المطاف إلى ترك المنصب، الذي تولاه في صيف العام 2019.
مصدر ثانٍ من وزارة الدفاع، أجملَ الأسباب التي أدت إلى استقالة إدريس ب”الوضع الصحي”، قائلاً ل”المدن”: يحتاج هذا المنصب في حالة التشرذم التي أمامنا إلى عمل مستمر على مدار اليوم، في حين أن الوضع الصحي للواء إدريس لا يساعد على ذلك”.
وعن الأسماء المرشحة لخلافة إدريس، قال المصدر: “الموضوع لا زال محل نقاش بين رئيس الحكومة عبد الرحمن مصطفى، والائتلاف”، كاشفاً عن التحضيرات لعقد اجتماع حول اختيار وزير للدفاع بدلاً من إدريس، ووزير للتربية بدلاً من هدى العبسي، التي قدمت استقالتها في نيسان/أبريل 2021.
ومن أبرز الأسماء المرشحة لخلافة إدريس، وفق مصادر “المدن”، هو العميد حسن حمادة الذي يشغل منصب معاون وزير الدفاع، إلى جانب العميد فضل الله الحجي نائب رئيس الأركان.
وينحدر إدريس الذي انشق عن النظام السوري في آب/ أغسطس 2012، من ريف حمص الغربي، وترأس هيئة أركان الجيش الحر منذ كانون الأول 2012 حتى آذار 2014.
ويُعرف إدريس بعلاقاته القوية مع المسؤولين الغربيين، وتحديداً الأميركيين الذين قدموا الدعم العسكري للجيش الحر عندما كان إدريس رئيساً لهيئة الأركان.
المصدر: المدن