ابتسام الصمادي
عددْ مواضع طعنتي وانسَ العددْ
مرَّ الصهيل بنا، وخيلك ما وردْ
ما إن صَفَقْنا الباب خلف عذابنا
حثّ الخُطى
وإليك سارع ما اتّأدْ
فنزعتُ صوتي عن جدارك خلسةً
كي لا يفكك رمزك الغالي، أحدْ
ولخشيتي أن يفتحوا صندوق عزّكَ،
دمعتي،
أخفيتها عمن قصدْ
يرمي عليَّ قاسيونك* معطفاً
ويضمني ، من فرط ما عظمي بَرَدْ
وأنا ألفُّ سفوحَهُ بالعاشقين ودفئهم
وبِ “قل هو الله أحد”
عطري؟!
تركتهُ في الشآم مُيسمناً
كي لا يشمّ-سواك- رائحتي بلد
إن يأخذوا بصمات عيني أو يدي
ويح الزمانِ- وليس في الأيام غد-
في العين نهرٌ راودته جوارحي
عن ضفتيه ، فصبّ فيها واتحَدْ
طميَ النفائس، حاملاً، عطرَ القرى،
لكأنما يحتاج هذا الدفق سَدْ
في الراحِ لمْسُ حنانها ،…هي بصمةٌ
تعني عروقي ، غير ما تعنيه يَدْ
هذا المكانُ، حدود ما يأتي به
طردُ البريد وليس عنواني أبَدْ
شرف المسافة أن تُقاس بوجدنا
والصمت أبلغ أن يذيع بما وجَدْ
إن كبّرَتْ،
ليس المآذنُ ،إنها
أرواحُنا رفُعتْ هناك بلا عمد
وطنٌ بحجم الشوق أرسى وِسْعَهُ
بعبارةٍ ضاقت… وما اتسع الأمد
فنخاف يوماً ، تستحي منا المرايا
– لا المنايا -والسجايا
والنخيلُ إذا سجد
يتفلّتُ الوجدانُ إذ مسكوا به
أن يبعدوه عن الحريق وما ابتعد
لم يُوفَ نذرُ خميسهم ،
فدوى لهم ،
سقط الخميس ودونه سقط الأحد
حدسي؟…رَموهُ في ضلالة بئرهم
مذ كان ذئب الوقت في صدٍ و ردْ
ما هزّ جذعي عذرُهم لكنما
اشتدّ المخاضُ فلا جنين ولا ولد
جالت رؤاي على ذراك ولم ترَ
قمحاً لطيرٍ، أو عزيزاً، أو سند
فهرعتُ أرفو للبلاد ثيابها
كان النسيجُ ممزقاً حتى العُقد
أكدتُ للأجفان : دمعي ما همى
هذي كرامة دورهم سقطَتْ بَدَدْ
أنا إن صددتُ الريحَ دون قصيدتي
وجعي خيامٌ، واللغاتُ لها وتد
وإذا شققتُ الثوبَ،
جرحُ حريرهِ
يمتدُّ من توت الشآم إلى صفد
أهلي …كأصفاد المنافي ،
في يدٍ
ضوءُ الكلامِ،
وليلُ مقتلنا، بيد
حيث الشواطىء بدّلت أمواجها
وتناهبتْ أطفالَنا جزراً ومد
بلْ قُلْ بحار الله ، قد صارت لنا
كفناً عريضاً، ضاقَ ،فاتسعَ الزبد
إن كانت الأسماكُ وجبةَ صيدكم
فالطعم لو تدرون من ذاك الجسد
القصيدة الفائزة بجائزة الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد