هددت إدارة جامعة دمشق، طلابها، بالفصل النهائي من مقاعد الدراسة، في حال نشرهم لانتقادات تطاول الحياة الجامعية والمدرسين في الجامعة، في مشهد ليس فقط متكرر منذ العام 2017 بل يدخل حيز التنفيذ الفعلي أيضاً، ضمن دولة تعاني تراجعاً مخيفاً في الحريات عاماً بعد عام.
ونشرت وسائل إعلام محلية صورة لوثيقة تضمنت تهديدات وجهتها إدارة كلية الآداب بجامعة دمشق، بالفصل النهائي، في حال استخدموا مواقع التواصل لفضح ممارسات الكوادر التدريسية والتعليمية والإدارية.
وأرجعت الجامعة الأمر إلى ما أسمته “تنامي ظاهرة الانتقادات المعلنة لأعضاء الكادر التدريسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي”، وزعمت أن بعض الطلاب “غير الملتزمين” يستخدمون مواقع التواصل لـ”قدح وذم المدرسين” في ظاهرة “تزايدت مؤخراً” حسب تعبيرها، علماً أن هذه الاتهامات باتت رائجة في سوريا حيث تتم ملاحقة الصحافيين والناشطين والمدنيين بتهمة القدح والذم عبر فرع الجريمة المعلوماتية في وزارة الداخلية.
وأشارت الجامعة في تعميمها أن ذلك القرار يستند إلى المرسوم التشريعي الرقم 17 للعام 2012 والذي ينص على أن “الجريمة التي ترتكب بواسطة الأجهزة الحاسوبية واستخدامها كوسيلة أو أداة جريمة مثل القدح والذم سيتم ملاحقة هؤلاء حتى لو حسابات وهمية”.
ولا يعتبر كل ذلك مفاجئاً في سوريا الأسد، بل تكررت حوادث فصل الطلاب بسبب نشاطهم في مواقع التواصل منذ العام 2017 على الأقل. ففي العام 2019 على سبيل المثال أصدرت جامعة دمشق إنذارات وفرضت عقوبات بحق طلاب نشروا تعليقات في مواقع التواصل، اعتبرتها ادارة الجامعة “تسيء اليها”، تفاوتت حينها بين الفصل بحق من كتب المنشورات، وبين توجيه إنذارات وعقوبات متنوعة، بحق من أبدى إعجابه بتلك المنشورات.
والعام الماضي فصلت عمادة كلية الحقوق في جامعة الفرات – فرع الحسكة، أحد الطلاب، إثر تعليق له منصات التواصل الاجتماعي. كما أصدرت عمادة كلية التربية في جامعة حماة قراراً يمنع على طلاب الكلية تشكيل مجموعات “واتسآب” أو “فايسبوك” من دون موافقة رسمية.
وسبق أن أصدرت جامعة دمشق قراراً العام 2017 يحدد مجموعة من الإجراءات العقابية تتراوح بين الفصل من أسبوع إلى 3 شهور وحتى الفصل النهائي بحق الطلاب الذين ينشرون “إساءات” بحق أساتذة الجامعة وأخباراً كاذبة تتعلق بالجامعة وعمليتها التعليمية والامتحانية عبر مواقع التواصل بالإضافة إلى مخالفات أخرى تتعلق بالسكن الجامعي وتعاطي المخدرات وغيرها.
وتنتشر عبر مواقع التوصل صفحات ومجموعات طلابية تنشر معلومات تتعلق بالجامعات السورية والقرارات الإدارية والامتحانات والمقررات الدراسية يتخلل بعضها “الإشاعات” و”الأخبار الكاذبة” كما يقول مناصرو النظام السوري.
المصدر: المدن