فرانس برس
توصّل قادة العالم، اليوم الثلاثاء، في الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 26)، المنعقدة في غلاسكو باسكتلندا، إلى اتفاقَين رئيسيَّين يهدفان إلى احتواء غازات الدفيئة المسبّبة للاحتباس الحراري وحماية الغابات.
ويتعرّض قادة العالم إلى ضغوط من أجل بذل مزيد من الجهود لمكافحة تغيّر المناخ وحصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية، في مؤتمر الأطراف “كوب 26″، الذي يستمرّ حتى الثاني عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري. وقد تعهّد أكثر من 80 بلداً، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، بخفض انبعاثات الميثان، وهو أحد غازات الدفيئة الرئيسية المسبّبة للاحتباس الحراري، بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2030، بحسب ما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين.
وقالت فون ديرلاين، إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن، إنّ “الميثان هو أحد الغازات ويمكن خفضه بشكل أسرع” من غيره، مشيرة إلى أنّه مسؤول عن “نحو 30 في المائة” من ارتفاع حرارة الكوكب منذ الثورة الصناعية. من جهته، أشار بايدن إلى أنّه “أحد أقوى غازات الدفيئة”، مؤكّداً أن موقّعي هذا الالتزام يمثّلون 70 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. يُذكر أنّ الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي كانا قد بدآ العمل معاً في منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي على مسوّدة هذا الاتفاق الذي انضمّت إليه منذ ذلك الحين دول أخرى، من بينها كندا وكوريا الجنوبية وفيتنام وكولومبيا والأرجنتين.
والميثان الذي ينبعث من الزراعة وتربية المواشي والوقود الأحفوري والنفايات هو ثاني غاز دفيئة مرتبط بالنشاط البشري بعد ثاني أكسيد الكربون. وعلى الرغم من أنّه لا يُصار إلى الحديث عنه كثيراً، فإنّ تأثيره على الاحتباس الحراري هو أكبر بنحو 29 مرّة لكلّ كيلوغرام واحد من تأثير ثاني أكسيد الكربون على مدى 100 عام، ونحو 82 مرّة في خلال فترة 20 عاماً. وتقليل الانبعاثات ليس الهدف الوحيد، إنّما كذلك التخلّص من مزيد منها.
إلى جانب ذلك، فإنّ الغابات التي تمثّل رئة الكوكب إلى جانب المحيطات تؤدّي دوراً أساسياً في مكافحة تغيّر المناخ من خلال امتصاص جزء كبير من مليارات الأطنان من غازات الدفيئة التي تطلقها الأنشطة البشرية في الغلاف الجوي سنوياً. وبهدف وقف تدهور الغابات واستصلاحها، أقرّ قادة أكثر من 100 دولة تضمّ 85 في المائة من الغابات العالمية، من بينها غابة كندا البوريالية وغابة الأمازون في البرازيل وغابة حوض الكونغو المدارية، الإعلان المشترك في خلال اليوم الثاني من مؤتمر الأطراف “كوب 26”. وسوف تستفيد المبادرة من تمويل رسمي وخاص قدره 19.2 مليار دولار أميركي على مدى سنوات.
وفي هذا الإطار، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الثلاثاء: “لا يمكننا التعامل مع الخسارة المدمّرة للموائل والأنواع من دون مكافحة تغيّر المناخ، ولا يمكننا التعامل مع تغيّر المناخ من دون حماية بيئتنا الطبيعية واحترام حقوق الشعوب الأصلية”. أضاف جونسون أنّ “حماية غاباتنا هي الأمر الصحيح الذي يجب علينا القيام به ليس لمكافحة تغيّر المناخ فحسب، بل من أجل مستقبل أكثر ازدهاراً للجميع”.
ووفقاً لمنظمة “غلوبل فورست ووتش” غير الحكومية، فقد تسارعت وتيرة إزالة الغابات في العالم في السنوات الأخيرة، إذ ازداد تدمير الغابات الأصلية بنسبة 12 في المائة في عام 2020 مقارنة بالعام الذي سبق. ومن بين الدول الموقّعة الصين وروسيا وفرنسا وأستراليا والولايات المتحدة الأميركية. من جهتها، أعربت منظمة “غلوبل ويتنس” عن خشيتها من “تكرار الفشل الذي كان مصير التعهدات السابقة” بسبب نقص التمويل وعدم الوفاء بالعهود.
المصدر: العربي الجديد