حذرت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية في افتتاحية لها اليوم السبت من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو المشكلة الحقيقية التي تواجه الغرب وأنه تحدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوكرانيا من قبل، وقد يراهن على أنه قادر على فعل ذلك مرة أخرى، ولذا يجب أن يكون مستعدا له.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة نبهت حلفاءها إلى أن الآلاف من القوات الروسية تتجمع على الحدود مع أوكرانيا وسط مخاوف من أن بوتين ربما يخطط لغزو؛ في تكرار لضمه لشبه جزيرة القرم في عام 2014.
وشددت على أن بوتين لا يزال مصمما على تقويض الاستقلال الأوكراني، وهو مشروع يراه حيويا للأمن الروسي من خلال توفير حصن ضد الغرب، والذي نجح في نسجه برواية محلية قوية لأمة روسية محاطة بشكل غير عادل بقوات الناتو المعادية. لكن القوى الغربية ترفض مثل هذا الادعاء، مشيرة إلى العديد من حالات الاستفزاز في الأشهر والسنوات الأخيرة من جانب روسيا.
ونوهت إلى ما يجري على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، حيث يقوم الدكتاتور البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الذي يعتمد بقاء نظامه على دعم بوتين، باستخدام المهاجرين كـ”سلاح” ضد أوروبا، حيث يتعمد دفع الآلاف من المهاجرين اليائسين من الشرق الأوسط نحو الحدود مع بولندا في محاولة لتقويض وارسو، وفي الأمد البعيد، إثارة الانقسام بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وأكدت الصحيفة أنه في الوقت الذي تشتت فيه الشخصيات البارزة في قمة تغير المناخ بسبب الأحداث المخيبة للآمال في أسكتلندا؛ نشأت أزمة دولية كبرى على الحافة الشرقية لأوروبا.
واختتمت قائلة بأن الأسابيع الأخيرة شهدت اجتماعين رئيسيين لزعماء العالم، وهذا الشتاء قد يأسف العالم على أن هذه الاجتماعات لم تستخدم لوضع إستراتيجية لاحتواء بوتين بدلا من محاولة مبالغ فيها للتعامل مع تغير المناخ لسنوات عديدة في المستقبل.
المصدر: “القدس العربي”