الولايات المتحدة لديها مخاوف جدية بشأن الأنشطة العسكرية لموسكو والخطاب المتشدد تجاه كييف. لكن نفى جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي الاثنين 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، الاتهامات الغربية لموسكو بالتخطيط لاجتياح أوكرانيا.
وأبدت دول غربية قلقها هذا الشهر إثر تقارير عن نشاط عسكري روسي قرب أوكرانيا. وقالت الولايات المتحدة، إن لديها “مخاوف حقيقية” بشأن ما وصفته بـ”النشاط العسكري غير الاعتيادي”.
“تصعيد التوتر”
وأفاد جهاز الاستخبارات في بيان أوردته وكالات أنباء روسية، “يرسم الأميركيون صورة مخيفة لحشود الدبابات الروسية التي ستبدأ سحق مدن أوكرانية، قائلين إن لديهم معلومات موثوقة بشأن نوايا روسية من هذا النوع”.
وأكد البيان الروسي أن الولايات المتحدة ترسل إلى حلفائها “معلومات باطلة تماماً عن تركز للقوات على أراضي بلدنا بهدف اجتياح أوكرانيا عسكرياً”.
لكن جهاز الاستخبارات لفت إلى أن “بيروقراطيي الولايات المتحدة يخيفون المجتمع الدولي” من خلال هذه الاتهامات.
وأفاد الكرملين في وقت سابق الاثنين، بأن الغرب يقود “حملة معلومات” في هذا الصدد هدفها “تصعيد التوتر”.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين، إن “أي تحرك للقوات الروسية داخل أراضينا لا يشكل تهديداً لأي كان، ولا يجب أن يثير قلق أحد”.
وسبق أن وصف الاتهامات الغربية بـ”الهستيريا”.
الغرب “يصعد” النزاع؟
في السياق، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي الاثنين، إن أوكرانيا بصدد التصعيد في شرق البلاد الانفصالي.
وبحسب بيان الكرملين، ناقش بوتين “الخطوات الاستفزازية التي اتخذها الجانب الأوكراني لتعمد تصعيد الوضع في دونباس (الانفصالية)، بما في ذلك استخدام أسلحة محظورة” بموجب محادثات السلام.
وانتقد الرئيس الروسي أوكرانيا لاستخدامها طائرة مسيرة تركية ضد المتمردين الموالين لموسكو.
كما أعرب عن قلقه بشأن التدريبات البحرية الأميركية في البحر الأسود.
وقال بوتين الأسبوع الماضي، إن الغرب “يصعّد” النزاع من خلال إجراء تدريبات في البحر الأسود، مؤكداً أن الولايات المتحدة أجرت طلعات بطائرات قاذفة قنابل قرب حدود روسيا.
من جهة اخرى، أفاد جهاز الاستخبارات الروسي في بيانه، بأن لديه معلومات تفيد عن “تقدم بطيء” للقوات الأوكرانية، وبأن كييف “تحشد قوات” في المناطق المحاذية لروسيا وبيلاروس.
وذكرت كييف، أنها ستنشر آلاف عناصر حرس الحدود والأمن عند حدودها مع بيلاروس نظراً لأزمة الهجرة، التي أدت إلى ارتفاع منسوب التوتر بين الاتحاد الأوروبي ومينسك.
إحياء محادثات السلام
وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على “تويتر”، أن الاتهامات الروسية لكييف بـ”التخطيط لهجوم عسكري” في المنطقة الانفصالية في شرق البلاد، “خاطئة”.
كما حذر من “تصاعد في المعلومات المضللة الروسية”.
وأكد بأن بلاده “تعمل بجد لإعادة إحياء” محادثات السلام بوساطة كل من فرنسا وألمانيا، ودعا موسكو “للانخراط بشكل بنّاء في جهود السلام هذه بدلاً من تقويضها”.
مخاوف أميركية
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحافيين الإثنين إن الولايات المتحدة لديها مخاوف جدية بشأن الأنشطة العسكرية الروسية والخطاب المتشدد تجاه أوكرانيا.
وأضافت “ندعو موسكو لتهدئة حدة التوتر”.
وجاءت تصريحات ساكي في الوقت الذي توجه فيه الرئيس الأميركي جو بايدن جواً إلى فورت براغ في نورث كارولاينا. وأضافت أن المسؤولين الأميركيين أجروا محادثات مكثفة مع الحلفاء الأوربيين بشأن هذه القضية.
واتهمت فرنسا وألمانيا، موسكو الأسبوع الماضي، بخرق القواعد الدبلوماسية عبر نشر مراسلات سرية بشأن التخطيط لمحادثات سلام.
ويخوض الجيش الأوكراني نزاعاً منذ عام 2014 ضد انفصاليين موالين لموسكو في منطقتين على حدود روسيا، بعدما ضمت الأخيرة شبه جزيرة القرم.
وتتهم كييف وحلفاؤها الغربيون روسيا بإرسال قوات وأسلحة عبر الحدود دعماً للانفصاليين، وهو أمر تنفيه موسكو.
المصدر: وكالات/اندبندنت عربية