هبة محمد
أصيب 10 أطفال من عائلة واحدة، بجروح خطيرة، الأحد، نتيجة قصف مدفعي لقوات النظام السوري على ريف إدلب الجنوبي، بينما عزّزت قوات الجيش الروسي مواقع انتشارها في البادية السورية، في إطار رفع مستوى مواجهة تمدد تنظيم «داعش» في أرياف حمص وتحديداً قرب منطقة تدمر.
وقال القيادي المتطوع لدى الدفاع المدني السوري عبد العليم جمول في اتصال مع «القدس العربي» إن قوات النظامين السوري والروسي جددت هجماتها العسكرية الأحد على بلدات شمال غربي سوريا، واستهدف بقذائف المدفعية الموجهة بالليزر بلدة معرزاف في ريف إدلب الجنوبي ما أدى لإصابة 10 أطفال من عائلة واحدة بجروح.
وأضاف «تواجه فرقنا صعوبة بالغة في انقاذ الأطفال من تحت أنقاض منزلهم بسبب تكرار استهداف المنطقة ورصدها بطائرات الاستطلاع، كما تعرض قرية كفرتعال في ريف حلب الغربي لقصف مماثل دون وجود إصابات في صفوف المدنيين» لافتا إلى أن هجمات النظام وحليفه الروسي مستمرة وتهدف إلى منع استقرار المدنيين وزيادة معاناتهم لاسيما مع قدوم فصل الشتاء وصعوبة العيش في المخيمات التي تفتقد للحد الأدنى من مقومات الحياة. وقال جمول «الأطفال هم الضحية الأكبر لتلك الهجمات، حيث وثقت فرق الدفاع المدني مقتل 63 طفلاً منذ بداية شهر حزيران حتى أمس الأربعاء 17 تشرين الثاني، قتلوا جميعهم بسبب الهجمات المدفعية والغارات الجوية على مدن وبلدات شمال سوريا».
واعتبر قائد إحدى فرق الدفاع المدني أن الجرائم التي يرتكبها الحلف السوري – الروسي، تأتي في سياق التصعيد الذي يعيشه السوريون منذ أكثر من عشر سنوات، وفي إطار الضغط المستمر على المدنيين لتحقيق مكاسب سياسية وأخرى على الأرض، لتكون رسائلهم مكتوبة بدماء الأبرياء وتمر عبر أشلاء الأطفال والنساء، وهذا ما يثبت للعالم أن روسيا ونظام الأسد لا يمكن أن يكونا يوماً بضفة السلام، فهما لا يتقنان إلا القتل والتدمير والتهجير. من جهته ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ان قوات النظام نفذت قصفًا صاروخيًا مكثفًا بنحو 50 قذيفة، استهدفت قرى وبلدات في ريف إدلب الجنوبي.
وفي ريف حلب، ارتفعت حصيلة انفجار السيارة المفخخة التي ضربت مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، أمس، إلى أربعة قتلى من عائلة واحدة، بينهم أطفال.
ووفقاً لمصدر طبي في مشفى الحكمة بمنبج، فقد قتل سيدتان وطفل بعد وصولهم إلى المستشفى بنصف ساعة نتيجة إصابة بالغة، كما قتل طفل لحظة انفجار السيارة الملغمة.
وكانت قد انفجرت سيارة مفخخة وسط مدينة منبج بالقرب من «دوار الشهداء» ما أسفر عن مقتل وجرح نحو 10 مدنيين فضلا عن دمار الموقع المستهدف. وفي البادية السورية، عزّزت القوات الروسية خلال الساعات الماضية مواقع انتشار قواتها، وأرسلت أكثر من 100 جندي، كما دفعت بتعزيزات عسكرية لرفع مستوى قتالها ضد تنظيم «داعش» في أرياف حمص. وذكر موقع «عين الفرات» المحلي الإخباري، أن طائرتين روسيتين من نوع «سوخوي 24» وصلتا أمس، إلى مطار تدمر العسكري في ريف حمص الشرقي، للمشاركة في قصف مواقع تنظيم «داعش» في بادية حمص.
ووفقاً للمصدر، فإن الطائرة الحربية رافقتها طائرة من نوع «يوشن» محملة بما يقارب 120 عنصرًا من ميليشيا «فاغنر» الروسية، وتم إنزالهم داخل مطار تدمر، موضحاً أن التعزيزات آنفة الذكر تعتبر من أكبر دفعات المقاتلين الروس إلى المنطقة، في إشارة إلى عزم الروس على رفع مستوى عملياتهم العسكرية وتقوية نفوذهم إضافة لرفع مستوى الضربات الجوية.
وتشهد البادية السورية بشكل متكرر، هجمات لتنظيم «داعش» على مواقع للنظام والميليشيات الإيرانية، حيث يسيطر التنظيم على جيب صحراوي واسع في البادية السورية يمتد على محافظات الرقة ودير الزور وحمص وحماة والسويداء. تزامناً، اتهمت قيادية كردية حزب «الاتحاد الديمقراطي – PYD» بالتعامل مع النظام السوري، لتحييد المكون الكردي في سوريا عن المشاركة في الثورة السورية.
وذكرت القيادية الكردية في الحزب الديمقراطي الكردستاني سكينة حسن، أنّ «العلاقة بين النظام و»PYD» علاقة عضوية، حيث أوكل إليه نظام الأسد مهمة تحييد الأكراد عن المشاركة الفعالة في الثورة السورية، وذلك من خلال عملية التسليم والاستلام للمناطق إلى PYD (ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا)».
وأوضحت في حوار مع موقع «باسنيوز» ان «المحادثات السرية العلنية التي تجري بين PYD ونظام الأسد، لا تدور حول حقوق الأكراد، لأن هذه المسألة ثانوية لدى الحزب، وما يهمه هو أن يحافظ على وجوده وسيطرته على الأرض تحت أية تسمية» مشيرة إلى أن «إيران لعبت دوراً رئيسياً في هذا الأمر في محاولة لاستغلالهم ضد تطلعات السوريين كرداً وعرباً في دولة الحق والعدل والمساواة».
المصدر: «القدس العربي»