رامز الحمصي
منذ اندلاع الصراع السوري، كانت إيران أقرب حليف لسوريا. لم تعترف إيران فقط بشرعية الأسد، لكنها وطدت علاقات دبلوماسية رسمية مع دمشق. استفادة في توسيع نفوذها العسكري والاقتصادي وصولا إلى بيروت عبر العراق وسوريا.
الحرب المدمرة في سوريا والتي أودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص وشردت ملايين آخرين. جعلت من البلاد ساحة معركة بالوكالة للقوى الإقليمية والعالمية.
نشاط ثلاثي في طهران
شهد النشاط الدبلوماسي السوري الإيراني، ارتفاعاً ملحوظاً، مع العودة التدريجية للنشاط الدبلوماسي الاقتصادي العربي، لا سيما من دولة الإمارات. ويبدو أنّ هذا النشاط في مراحل متطوره مع اجتماع وزراء الدول الثلاثة في طهران.
وغم أن الحكومة السورية فقدت معظم حلفائها خلال هذا الوقت، لكن إيران ظلت واحدة من الدول القليلة التي قدمت الدعم العسكري والسياسي مقابل زيادة نفوذها في سوريا.
تجلى هذا النشاط مع وصول وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، الأحد الفائت، على رأس وفد رسمي، إلى العاصمة طهران، تلبيةً لدعوة رسمية من إيران للقاء عدد من المسؤولين الإيرانيين.
وتزامنت زيارة الوفد السوري المقرب من طهران، بزيارة مماثلة لمستشار الأمن القومي الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد. أمس الاثنين.
زيارة الإماراتي جاءت تلبية لدعوة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني. واللافت في هذه الزيارة أنها الأولى منذ قطع العلاقات الإيرانية السعودية في عام 2016.
لم تكتف الأطراف الثلاثة تبادل العبارات الترحيبية، بل أثنى الجميع على فتح العلاقات الدولية مع دمشق. ما يثير تساؤلا حول تداعياته على الدول الإقليمية.
اتفاق الإمارات وسوريا من إيران
زيارة المقداد ونائبه بشار الجعفري، هي الأولى إلى إيران، منذ تسلم إبراهيم رئيسي الرئاسة، وهي مؤشر على أن طهران تبارك عودة النشاط الدبلوماسي العربي مع سوريا.
ويرى المحلل السياسي، أحمد سعدو، أنّ هناك تغيرات سياسية كبرى تجري في المنطقة هذه الايام. مشيراً إلى أنّ الإمارات تذهف في كل الاتجاهات لإعادة رسم المنطقة وفق أساسيات متجددة قد يكون منها بالضرورة دخول الاسرائيلي على خط التوافقات.
وبحسب سعدو، فإنّ حجم التغيرات الكبرى في السياسات يتضح من خلال العلاقات البينية التي يتم نسجها وضوحا وعلنا بين الامارات وتركيا كذلك.
ويعتقد المحلل السياسي، في حديثه لـ(الحل نت)، أنّ أميركا لا تزال مترددة بشأن إعادة تعويم الرئيس السوري، بشار الأسد، قبل الحل السياسي. وتجلى ذلك من خلال اتصال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأحد الفائت، مع محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي.
وعليه فإن اللقاء الثلاثي وبحسب سعدو، فإنّه لقاء المصالح للتغطية عن ما وراء الستارة. ولاشك أن الاتفاق النووي فيما لو حصل فسيكون الأهم للأميركان والإيرانيين على حد سواء.
مشروع أمني لرعاية الشرق الأوسط
ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي، درويش خليفة، أنّ الإمارات تحاول تلعب دور محوري. لتكون هي المحور لكل قضايا من خلال تقريب وجهات النظر أو من خلال رعاية مشروع أمن الشرق الأوسط. وبالتالي الإمارات تبحث عن مصالح اقتصادية وعقود تجارية في دول المنطقة ككل.
ويقول خليفة، خلال حديث لـ(الحل نت)، أنّ االيوم هناك تنافس خفي بين الإمارات وبين المملكة العربية السعودية للاستحواذ أو لمن سيكون الدولة الأقوى اقتصاديا في المنطقة. وبالتالي الامارات الآن تبحث عن استثمارات وبالذات في الدول الكبيرة من حيث عدد السكان كتركيا وإيران والعراق.
فالإمارات تبحث عن مساحات ومجالات استثمارات كبيرة. تستطيع من خلالها يعني أن تكون الدولة الأكثر ثراء في الشرق الأوسط.
ويشير خليفة، إلى التحركات الإماراتية الأخيرة كلها تصب في مصلحتها على وجه الخصوص ثم في مصلحة المنطقة من خلال عودة الاستقرار والابتعاد عن الصراعات البينية التي تحصل إن كان بين الدول العربية.
ويعود النشاط الدبلوماسي السوري الإماراتي إلى طبيعته تدريجياً بعد فترة من التوترات. إذ أغلقت الإمارات سفارتها في سوريا عام 2012 تزامنًا مع إجراءات مماثلة اتخذتها عدة دول عربية وغربية، لتعيد فتحها في دمشق أواخر 2018.
وتسارع تقارب العلاقات بين البلدين، باستقبال الرئيس السوري، لوزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، برفقة وفد رفيع المستوى، في العاصمة دمشق، في 9 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
المصدر: الحل نت