أعلن منسق الاتحاد الأوروبي لمفاوضات الاتفاق النووي في فيينا إنريكي مورا انتهاء جولة المحادثات مساء الجمعة، والاتفاق على عقد جولة أخرى، من دون أن يحدد موعدها.
وقال مورا في مؤتمر صحافي في ختام الجولة السابعة من المباحثات في فيينا، إن المفاوضات تهدف “للعودة إلى الاتفاق النووي السابق وليس إعادة صياغته”، مضيفاً أنه جرى “الاتفاق على قرابة 80 في المئة من نص الاتفاق، وال20 في المئة المتبقية هي التي تحتاج إلى إرادة سياسية”.
وأكد مورا أن هناك “ورقة تشمل نصوصاً عديدة ونعمل على التفاوض للاتفاق على نص موحد”، وقال: “لا تاريخ محدداً يتعين وجوباً التوصل فيه إلى اتفاق، ولكن الأكيد أنه علينا الوصول إلى نتيجة خلال أسابيع على الأكثر”.
بدورهم، حذر ممثلون عن المجموعة الأوروبية الثلاثية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، من أن فوائد الاتفاق النووي المُبرم عام 2015 ستضيع في “أسابيع” بدلاً من “أشهر”، بعد الإعلان عن توقف في محادثات فيينا النووية الجمعة.
ووصفت المجموعة الأوروبية الثلاثية التوقف عن الجولة السابعة من المحادثات بأنه “مخيب للآمال”. وقال مفاوضو المجموعة في بيان نشرته قناة “سي أن أن” الاميركية: “نحترم قرار كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كاني بالعودة إلى طهران اليوم للتشاور رغم أنه يجلب وقفة مخيبة للآمال في المفاوضات”.
وأضاف المفاوضون “لم تمر أسابيع قبل أن تضيع المزايا الأساسية لخطة العمل الشاملة المشتركة لعدم الانتشار”، مضيفين أن البرنامج النووي الإيراني “أصبح الآن أكثر تقدماً مما كان عليه في أي وقت مضى”.
وتابع البيان: “كان هناك بعض التقدم التقني في الساعات الأربع والعشرين الماضية، لكن هذا يعيدنا أقرب إلى حيث توقفت المحادثات في حزيران/يونيو”.
بدورها، نقلت وكالة “إيرنا” الإيرانية عن مصدر مطلّع الجمعة، أن الدول الأوروبية بريطانيا وفرنسا وألمانيا، حاولت عرقلة مفاوضات فيينا قبيل اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق الدولي.
وأضاف المصدر أن محاولات الترويكا الأوروبية وضع العراقيل أمام مفاوضات فيينا “تصل إلى درجة التوتر مع الأطراف المتفاوضة، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، والصين، وروسيا، وحتى الولايات المتحدة”.
وتابع المصدر أن “الأطراف الأخرى تتفق على المسار الذي انتهجته إيران، إلا أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا تحاول الحصول على تنازلات أكبر، وتقليص مصالح إيران، من خلال القيام بدور مدمر”، وذكر أن “هذه النقطة كانت موضع خلاف، حتى من جانب ممثل الولايات المتحدة، في الاجتماعات المتعددة الأطراف”.
وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت عن ثلاثة دبلوماسيين الخميس، أن “الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي الإيراني ستجتمع الجمعة، لتعلن تأجيل المحادثات بشأن إنقاذ الاتفاق”. وفيما أفاد أحدهم بأنه من المقرر استئناف المحادثات في 27 كانون الأول/ديسمبر، حدّد آخر إطاراً زمنياً بين عيد الميلاد والعام الجديد.
من جهتها، قالت وكالة “فارس” الإيرانية إن الولايات المتحدة قدّمت مسودتين غير رسميتين إلى إيران خلال مفاوضات فيينا تتعلقان برفع العقوبات والبرنامج النووي الإيراني.
ونقلت الوكالة عن مصدر في الوفد الإيراني في فيينا أن الوفد ردّ على المقترحات الأميركية بمسودة تضم 12 بنداً قدمها للوفد الأميركي عبر وسيط. وقال المصدر إن “الأميركيين يتطلعون إلى مواصلة المفاوضات”، كما “يتمتع كل من الأوروبيين والأميركيين بتفاعل جيد نسبياً في البيئة التفاوضية حالياً، لكنهم يظهرون أن المفاوضات تسير ببطء ويلقون اللوم في ذلك على إيران”.
وأشار المصدر إلى أن الأوروبيين وافقوا على إعداد مسودة لتكون أساس المفاوضات الحالية، مضيفاً أن المسودة ستتضمن مقترحات سبق وأن قدمتها إيران في المسودة الأولى.
واستُؤنفت الجولة السابعة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة حول الاتفاق النووي في 29 تشرين الثاني/نوفمبر. وقدم الوفد الإيراني في 1 كانون الأول/ديسمبر مسودتين حول رفع العقوبات والمسائل النووية، رفضهما الجانبين الأميركي والأوروبي. وبناءً عليه، قررت الدول المشاركة في الاتفاق النووي بالعودة الى عواصمها للتشاور، وتوقفت المفاوضات ثم استُؤنفت الخميس في 9 كانون الأول.
وقبل يوم من بدء الجولة السابعة من مفاوضات الاتفاق النووي، أعلنت كل من طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية الأربعاء، عن توصلهما إلى اتفاق ينهي أزمة “منشأة كرَج”، ويقضي بتبديل كاميرات المراقبة المتضررة في المنشأة المخصصة لتصنيع أجهزة الطرد المركزي غربي طهران.
وكشفت وكالة “نور نيوز” الإخبارية المُقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن طهران سمحت للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتغيير كاميراتها في وحدة إنتاج مكونات أجهزة الطرد المركزي بمنشأة كرج.
وقالت الوكالة: “بعد استكمال فحوص الأجهزة القضائية والأمنية للكاميرات المذكورة، وبعد تحرك الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإدانة عمل التخريب الذي استهدف مجمع تيسا، أجازت إيران طوعاً للوكالة الاستعاضة عن الكاميرات المتضررة بأخرى جديدة”.
وكانت طهران قد أعلنت يوم 23 حزيران/يونيو، إحباط عملية “تخريب” طالت أحد منشآتها غربي طهران، واتهمت إسرائيل بالمسؤولية عنها.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن تقديره لخطوة إيران بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والموافقة على استبدال كاميرات منشأة كرج، مضيفاً أن هذا الإجراء علامة على تعاون إيراني جيد مع الوكالة، الأمر الذي سيكون له أثر إيجابي في بناء الثقة أثناء مفاوضات الاتفاق النووي في فيينا.
من جهته، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن المحادثات حول الاتفاق النووي لن تنجح من دون استكمال عمليات التفتيش بالمنشآت النووية الإيرانية “التي من شأنها أن تطمئن الأطراف الأخرى في المفاوضات”.
فيما وصف ممثل روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف الاتفاقية بأنها مساهمة قيّمة في محادثات فيينا وإحياء الاتفاق النووي.
المصدر: المدن