محمد الأحمد
أعلن عدد من المكاتب الأمنية التي تعمل لـ “شعبة المخابرات العسكرية 217″ التابعة للنظام السوري، و”الفرقة 25 مهام خاصة” المدعومة من روسيا، فتح باب التجنيد للمدنيين والعسكريين المقيمين في مختلف المحافظات السورية ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، وذلك بُغية حراسة وحماية منشآت نفطية وطرق إمداد تسلكها القوافل النفطية في البادية السورية، وتدعيم الخطوط الخلفية على جبهات القتال في محافظة إدلب شمال غربيّ سورية.
وقالت مصادر خاصة لـ”العربي الجديد” (مُطلعة على ملفات التجنيد) إن “شعبة المخابرات العسكرية 217 طلبت من مكاتبها الأمنية المنتشرة في محافظات حمص وحماة واللاذقية وطرطوس وريف دمشق فتح باب التجنيد لشعبة المخابرات، لحماية صهاريج المحروقات والقوافل النفطية التابعة لقوات النظام، التي تسلك طريق أثريا – الرصافة الواصل بين محافظة حماة ومحافظة الرقة ضمن البادية السورية”، مضيفةً أن “الشعبة طلبت أيضاً تجنيد شُبان لحراسة مصفاة الرصافة الواقعة جنوب غربيّ محافظة الرقة”.
وأوضحت المصادر أن “بنود العقد أكدت أن عمل المتطوعين الجدد سيكون ضمن نقاط حراسة أنشأتها المخابرات العسكرية في وقت سابق على الطريق ذاته”، لافتةً وفق بنود العقد إلى أن “النقاط التي سيتمركزون فيها آمنة”.
وأضافت المصادر أن “مدة العقود مفتوحة مقابل راتب شهري قدره 175 ألف ليرة سورية (ما يعادل 50 دولاراً أميركياً)، وستُسلَّم الرواتب كل أربعة أشهر، وستُوزَّع سلة غذائية لكل مجند يراوح سعرها ما بين 60 ألف ليرة سورية إلى 70 ألف ليرة سورية، مع قبول الأعمار من مواليد 1961 حتى 2003″، مُشيرةً إلى أنّ “العقد يشمل المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والفارين، والاحتياط، بالإضافة إلى تزويد جميع المجندين ببطاقة ليزرية تحمل شعار شعبة المخابرات العسكرية لتسهيل مرورهم على الحواجز ضمن مناطق سيطرة النظام”.
إلى ذلك، لفتت المصادر إلى أن مليشيا “القاطرجي” طلبت من مكاتبها الأمنية المنتشرة أيضاً ضمن المحافظات التي يُسيطر عليها النظام السوري استقطاب عناصر تعمل لها، وتكمن مهمة العناصر في العمل على مرافقة القوافل النفطية التابعة لشركة “القاطرجي” القادمة من مناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) إلى مناطق سيطرة النظام السوري، مقابل راتب شهري قدره 175 ألف ليرة سورية.
في السياق، أعلنت “الفرقة 25 مهام خاصة” فتح باب التطوع براتب شهري قدره 100 ألف ليرة سورية (30 دولاراً أميركياً)، وذلك لتدعيم الخطوط الخلفية من جبهات القتال في محافظة إدلب، شمال غربيّ سورية.
وأكدت المصادر لـ”العربي الجديد” أنّ “المجندين الجدد سيخضعون لدورة تدريبية مدتها 15 يوماً في معسكرات الفرقة 25 مهام خاصة المنتشرة شرقيّ محافظة حماة، وبعدها سيُنشَرون في مقرات عسكرية ضمن قرى الغدفة، ومعرشورين، وتلمنس، ومعرشمارين، ومعرشمشة شرق مدينة معرة النعمان (المعقل الرئيسي للفرقة 25 جنوبيّ محافظة إدلب)”.
وذكرت المصادر أن “الفرقة 25 طلبت تجنيد 600 شاب، فيما طلبت شعبة المخابرات العسكرية تجنيد نحو 900 شاب، ليصبح العدد الإجمالي المطلوب للمتطوعين الجدد في إدلب والبادية السورية نحو 1500 متطوع، وسيتم تجهيزهم خلال مدة أقصاها 20 يوماً”.
وكانت شركة “المهمات الخاصة للحماية والحراسات الأمنية” (شركة سورية تعمل لمصلحة الروس في مناطق سيطرة النظام) قد أعلنت، في 20 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، توفير “فرص عمل” بصفة “حرس طبيعة” (حراسة منشآت نفطية) في سبع مناطق بريف محافظة دير الزور شرقيّ سورية، براتب شهري قدره 175 ألف ليرة سورية (50 دولاراً أميركياً) مقابل دوام كامل (20 يوماً)، واستراحة عشرة أيام لمن تصفه بـ”المتطوع” تحدد من قبل الشركة، بالإضافة إلى عقود مماثلة لصالح “الفرقة 25 مهام خاصة” لتدعيم خطوط التماس على جبهات محافظة إدلب”.
مقتل طفل بنيران قناصة النظام في حماة
في غضون ذلك، قال الناشط عبد العزيز قيطاز، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “الطفل معتز محمود المقصوص البالغ من العمر 12 عاماً، قضى مساء اليوم الخميس، إثر استهدافه بسلاح القناصة من قبل عناصر قوات النظام في أثناء رعيه للأغنام ضمن أرضٍ زراعية على أطراف قرية المنصورة الواقعة ضمن منطقة سهل الغاب غربيّ محافظة حماة”.
في سياق منفصل، قُتل عنصران يتبعان لمليشيا “الدفاع الوطني” المدعومة من روسيا، مساء اليوم الخميس، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في محيط حقل صفيان النفطي القريبة من بادية الرصافة جنوب غربيّ محافظة الرقة.
إلى جنوب سورية، قال الناشط أبو البراء الحوراني، عضو “تجمع أحرار حوران” إن “عناصر يعملون لفرع أمن الدولة التابع للنظام السوري داهموا اليوم الخميس، منزلاً في مدينة الحارة بريف درعا الشمالي الغربي، واعتقلوا كلاً من الأخوين شادي منيب الشاكوش، والطفل محمود منيب الشاكوش (14 عاماً)”، مُشيراً إلى أن “دوافع الاعتقال جاءت للضغط على شقيقهم الثالث من أجل تسليم نفسه لكونه مطلوباً للفرع ذاته”.
مقتل مدنيين بقصف تركي شماليّ الحسكة
قضت امرأة وطفلها، وأُصيب مدنيون آخرون، بينهم أطفال، مساء اليوم الخميس، إثر قصف مدفعي للقوات التركية استهدف ناحية أبو راسين والقرى المحيطة بها شمال غربيّ محافظة الحسكة، شمال شرقيّ سورية.
ولفتت المصادر إلى أن “ثلاثة عناصر من قوات النظام السوري أُصيبوا بجروح متفاوتة، بالإضافة إلى إصابة عنصرين آخرين يتبعان لقسد، إثر قصف مدفعي تركي طاول مقرات مشتركة ما بين قوات النظام وقسد تنتشر على أطراف قريتي صوغانكة وقنيطرة التابعتين لناحية شيراوا في ريف مدينة عفرين شماليّ محافظة حلب”.
المصدر: العربي الجديد