هبة محمد
أوقفت القيادة الروسية في حميميم، المرتبات الشهرية المخصصة للواء الثامن التابع للفيلق الخامس، والذي يضم بقايا فصائل المعارضة في محافظة درعا جنوب سوريا، بهدف الضغط على قيادة اللواء للرضوخ للمطالب الروسية، وحشد مقاتليه للمشاركة في العمليات العسكرية ضد تنظيم «الدولة» في البادية السورية، جنباً إلى جنب مع الميليشيات الإيرانية.
واعتبر المتحدث باسم تجمع أحرار حوران، عامر الحوراني أن الخطوة الروسية هذه تأتي في إطار الضغوط التي تمارسها موسكو على قيادة اللواء من أجل القبول بإنشاء معسكر لهم في منطقة السخنة في ريف حمص الشرقي.
وقال الحوراني، إنّ روسيا أبلغت قيادة اللواء الثامن بقرب إغلاق «معسكر سلمى» الخاص باللواء، في محافظة اللاذقية، وتوزيع نقاط عسكرية دائمة للواء في البادية السورية للبدء بمعركة ضد تنظيم «الدولة – داعش – فيها، الأمر الذي واجهته قيادة اللواء الثامن بالرفض لاسيما أنّ اللواء سيعمل هناك برفقة الميليشيات الإيرانية ولواء القدس.
وأفاد مصدر مقرّب من اللواء الثامن، لتجمع أحرار حوران بأنّ اللواء لم يعد يملك السلطة على المنطقة كما كان منذ تأسيسه، وخصوصاً بعد تحويل تبعيته إلى شعبة المخابرات العسكرية 265 في السويداء في أيلول الفائت، مشيراً إلى أنّ أي مشكلة تحدث مع عناصر اللواء يتم دراستها في الشعبة وليس في مقر اللواء في مدينة بصرى الشام.
ومنذ أن تحوّلت تبعية اللواء إلى شعبة المخابرات العسكرية أوقفت روسيا المنح المالية المخصصة للواء الثامن الذي تدعمه منذ تموز/يوليو 2018 جنوبي سوريا.
وسبق أن طالبت القوات الروسية اللواء الثامن في مايو/أيّار العام الفائت، بإنشاء معسكر لهم وتثبيت نقاط عسكرية في بادية السخنة، بعد الانتهاء من عمليات التمشيط التي شاركوا فيها ضد تنظيم «الدولة»، في البادية، وبعد رفض قيادة اللواء وقتئذ المطالب الروسية، قطعت الأخيرة المخصصات المالية عن اللواء، ليعاد توزيعها في آب من العام ذاته. وكان اللواء الثامن قد شكل بقيادة أحمد العودة، بعد سيطرة نظام الأسد على محافظة درعا في تموز 2018، ويضم نحو 1600 عنصر، معظمهم عناصر سابقون في فصائل المعارضة المسلحة.
وكشف تنظيم «الدولة» الاثنين، في تقرير مفصل، عدد الهجمات التي نفذها في أماكن انتشار عناصره حول العالم، وعلى رأسها سوريا، حيث شملت الهجمات عدد القتلى والآليات التي استهدفها، ومجموع الكمائن والاشتباكات التي خاضها في تلك المناطق، تزامن ذلك مع ووفق البيان الذي نشرته وكالة «أعماق» المقربة من التنظيم، فإن سوريا شهدت 268 هجوماً بعدد قتلى وصل إلى 736.
ويشن تنظيم الدولة هجمات مكثفة، ضد قوات النظام السوري وميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» أو ما يعرف اختصاراً بـ «قسد» إضافة إلى الميليشيات الإيرانية.
وكشف تنظيم الدولة عن حصيلة هجماته حول العالم خلال العام 2021 الفائت، حيث أحصى في صورة «انفوغراف» تنفيذ 268 هجمة في سوريا، نتج عنها مقتل 736 عنصراً بين عناصر النظام السوري والميليشيات الإيرانية وقوات سوريا الديمقراطية «قسد» ووحدات حماية الشعب الكردية وهي الميليشيا التي تقودها «قسد».
ومنذ عام 2016 أعد التنظيم مخابئ ومقرات عديدة له في البادية السورية، ومع أواخر 2017 قرر التنظيم تجهيز ملاذات آمنة في العراق إضافة إلى مربع «دير الزور-الرقة- حمص» في سوريا، ليكون ملاذاً له في المرحلة القادمة إثر تراجع التنظيم في كلا البلدين.
وحدد الخبير بشؤون الجماعات الجهادية عرابي عبد الحي عرابي لـ«القدس العربي» أهم أماكن وقطاعات التنظيم في البادية، حيث قال إن عناصر التنظيم تنتشر في المسافة الممتدة من الميادين إلى البوكمال، إضافة إلى المنطقة الغربية من ناحية التبني وصولاً إلى الشولا وكباجب شمالاً، ومنطقة الدفينة وفيضة ابن موينع جنوب غربي دير الزور وشمالها، ومنطقة جبل البشري في الجزء الجنوبي الشرقي من الرقة، كما تنتشر خلايا تنظيم الدولة في محيط المحطة الثالثة في المنطقة الصحراوية بين تدمر والسخنة من الغرب، والمنطقة 55 من الجنوب في دير الزور، ومحطة التي تو (T2) شرق حمص.
وتتميز هذه المناطق وفق المتحدث «بتضاريس مواتية للتخفّي، مثل الجبال والوديان والكهوف الجيرية الطبيعية شديدة العمق، بالإضافة إلى اتساع حجم المنطقة والعواصف الترابية اليومية، التي تحجب الرؤية الجوية، وتزيلُ آثار التحركات بسرعة». وقال عرابي «يتمتع أفراد التنظيم في هذه الجيوب الصحراوية بالمهارات والقدرة على التأقلم مع الظروف الصحراوية القاسية، ومعظمهم من سكان المناطق الصحراوية على جانبي الحدود السورية العراقية». كما نفذ التنظيم، وفق وكالة أعماق، 1127 هجوماً في العراق، بحصيلة 2093 قتيلاً.
المصدر: «القدس العربي»