عماد كركص
تعرض الناشط الإعلامي وعضو في حزب “يكيتي” الكردستاني في سورية، ومراسل وكالة “يكيتي” الإعلامية جيندار بركات، للضرب والتعذيب من قبل عناصر “حزب الاتحاد الديمقراطي” (PYD)، وذلك عقب اختطافه الثلاثاء وسط مدينة الحسكة شمالي شرق سورية، بعد تلقيه تهديدات عدة وعلى فترات متقطعة نتيجة انتقاده سياسة الحزب ضمن مناطق سيطرته.
بدروه، قال إسماعيل رشيد، وهو عضو الهيئة السياسية ضمن “حزب يكيتي الكردستاني في سورية”، خلال حديثه لـ”العربي الجديد”، إنه “في تمام الساعة التاسعة من صباح الثلاثاء، شوهدت سيارة تابعة لمسلحي (PYD) تتبع بركات خلال توجهه لمكان عمله في أحد محلات الصرافة بالحسكة، وعند وصوله ترجلت مجموعة ملثمين مسلحين من السيارة ليختطفوه ويقتادوه إلى منطقة السد شمال غرب المدينة بحوالي 20 كم، وهي منطقة خالية من السكان”.
وأضاف رشيد أن بركات تعرض للضرب والتعذيب بالعصي والأسلاك المعدنية، وأقدم المسلحون على كسر أصابع يديه بالحجارة، وضربه بشكلٍ مبرح على ظهره وبطنه ورأسه، وقالوا له: “هذه رسالة لك لكي لا تعود لانتقادنا مرة أخرى وتخطئ في حقنا.. هذه فرصتك الأخيرة”. بحسب ما أكد رشيد.
ولفت المتحدث إلى أن “عملية الاختطاف استمرت منذ الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة الثانية والنصف ظهرا، ليتركوه معصوب العينين بوضع صحي سيء، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة”.
وأكد عضو الحزب أن “هذه الحادثة ليست الأولى التي يتعرض لها الناشط الإعلامي بركات للمضايقة والتهديد والاستجواب والتعذيب من قبل سلطات (PYD)، التي ألقت قبل شهر قنبلة صوتية على منزله”.
ولفت عضو الهيئة السياسية إلى أن “جيندار بركات شأنه شأن الذين يعملون في الحراك الجماهيري والإعلامي والحزبي، وإدارة (PYD) هدفها ترهيب وتخويف الناس، ويجب أن يكون كل شيء وفق سياساتهم ووفق لونهم ولا مخالف في قاموس هذه الإدارة، ومن يخالفهم مصيره التهديد والقتل والتهجير، أو السجن والتعذيب”.
ونوه رشيد إلى أن “إدارة (PYD) فشلت حتى الآن في سياساتها الترهيبية لأنه هناك إرث تاريخي لنضال الحركة السياسية الكردية في المنطقة، الممتدة من عام 1957 وحتى اليوم”، مضيفاً أن “النظام السوري حاول بجميع الوسائل والطرق ترهيب وتعذيب وتخويف الناس، ولكن القضية والحراك السياسي بقيا كما هم عليه”.
وتابع: “هناك الكثير من السلطات والميليشيات فُرضت على الواقع الكردي في تلك المناطق بأجندات دولية وإقليمية لغايات مُعينة، وهذه السلطات لا تمثل إرادة الكرد، حيث أن هذه السلطات لم تأتي عن طريق الانتخابات وهي دخيلة على المجتمع الكردي، ومن يتحكم فيها ويديرها هو حزب العمال الكردستاني (PKK) وجبال قنديل”.
وأضاف: “نحن ككرد سورية نعاني كثيراً من ممارسات هذه المنظومة، وفي كل الحالات وكل التجاوزات الفظيعة التي تحدث، يتم تبليغ الجانب الأميركي الذي هو على الأساس الضامن لحوارات المجلس الوطني الكردي وأحزاب (PYD) وتوابعها”.
وأشار المتحدث: “للآسف الجانب الأميركي غير جاد حتى الآن، فهو لم يضغط على إدارة (PYD) لوقف هذه الممارسات، وعندما كل هذه الممارسات تجري في مناطق نفوذ أميركا فبالتأكيد هذه مسؤولية أميركا بالدرجة الأولى، والتي تتحمل مسؤولية كامل ما يحدث في مناطقنا”.
وأوضح أن “هذه الممارسات سوف تستمر طالما هناك تخاذل من المجتمع الدولي وتحديداً من الولايات المتحدة الأميركية، وعدم وجود رؤية واضحة للسياسة الأميركية في المنطقة والمجتمع الدولي، طالما لم يتم تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالشأن السوري وخاصة القرار 2254 والابتعاد عن الحل السياسي”.
وكانت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) قد أوقفت قبل أسبوع، مصور وكالة الصحافة الفرنسية (AFP) عن العمل في مناطقها، إثر تسليط الضوء من قبل المصور على معاناة عائلات فقيرة بالقامشلي، خلال عملهم بنبش النفايات في أكبر مكب بالمدينة، التي تعد الأكثر امتلاكاً للثروات الباطنية من نفط وغاز.
المصدر: العربي الجديد