تداعت العديد من الشخصيات الوطنية السورية في محافظة ادلب / مدينة أريحا لإنجاز عمل وطني محلي يساهم في خدمة المواطن السوري، بعيدًا عن كل أنواع القهر والقصف الأسدي التي تطال الناس، حيث اجتمع ممثلي المجتمع المدني وشخصيات ثورية مدنية، ووجهاء المدينة ، تلبية لدعوة المجلس المحلي المنتهية مدته، وقد تم التوافق على 14 شخصية وطنية ثورية محمودة السيرة، للتنسيق والاشراف على انتخابات محلية قادمة، كما تم الاتفاق على أن يكون المجلس القادم المنتخب هو السلطة العليا في مدينة أريحا، ويستلم الصلاحيات الموكلة إليه وفق الأنظمة الداخلية، وذلك بعد إعلان نتائج الانتخابات بيوم واحد. وتتم العملية الانتخابية وفق اللائحة التنفيذية للإدارة المحلية، من أجل انتخاب 21 عضوًا لمجلس مدينة أريحا، و7 منهم أعضاء المكتب التنفيذي ومن ضمنه رئيس المجلس. وقد حددوا شروط الترشح وحيثياته، وكان من الشروط عدم قبول أي مرشح ينتمي إلى أي فصيل عسكري، في محاولة منهم لإبعاد المجلس عن كل أنواع تغول الفصائل على مجريات عمل مدني بامتياز. كما حددوا شروط الناخب، وخطوات العملية الانتخابية، وتعتبر هذه الخطوة من الخطوات الجريئة التي لا تتبع لأي فصيل عسكري، بل يذهب البعض إلى أنها أيضًا لا تتبع لأي من الحكومتين (الإنقاذ أو المؤقتة)، نتيجة الأوضاع الخلافية الاقتتالية التي جرت في الأشهر السابقة في ادلب، والتي أدت الى ما أدت اليه. وهذه اللجنة التي جرى الإعلان عن تشكيلها تتكون من أعيان مدينة أريحا، غايتها التهيئة لإجراء انتخابات محلية للمجلس المحلي القادم. وستكون بعيدة عن هيمنة حكومة الإنقاذ، وستبنى على أسس ديمقراطية واسعة وحديثة. لكن يبقى السؤال: لماذا الآن؟ وما حيثيات ذلك حقيقة؟ وهل من إجراءات ستقوم بها اللجنة المدنية؟ وهل من معوقات في هذا الطريق من بعض الفصائل العسكرية؟ وما طبيعة وماهية التجربة؟ بهذه الأسئلة وسواها توجهت جيرون إلى أعضاء بارزين من اللجنة المشرفة وهي شخصيات ثورية مدنية حيث أكد لنا السيد فاخر قزموز عضو اللجنة ورئيس مجلس محلي سابق قائلًا ” الاجتماع كان جله من المثقفين الثوريين وممثلين للمنظمات والهيئات المدنية وممثلين لأعيان البلد، وما يلفت النظر أن قسمًا كبيرًا من الحاضرين كان من الشباب”. وأضاف بقوله ” أما عن ابتعادنا عن حكومة الانقاذ فسببه أنه مسيطر عليها من قبل فصيل معين، وهذا غير مقبول بالنسبة لنا، علمًا أن المجلس السابق والأسبق لم يتبع لأي فصيل، بالرغم من الضغوطات التي كانت تهيمن عليه، والذي أدى إلى ضعف الدعم الخارجي له من قبل المنظمات، لذلك نحن اجتمعنا من أجل وضع خطة عمل لتشكيل مجلس منتخب بحرية وديمقراطية”. لكنه تحدث كذلك عن خلو العملية من أية معوقات حتى الآن وقال ” لم نجد معوقات من أي جهة، وتم التفاهم على أن المجلس هو الذي سوف يدير شؤون البلد، وتنتهي إدارة العسكر، وبالطبع هذا ما نأمل به، إلا أن الأيام لا نعرف ماذا تخبئ. لقد كان هناك اجتماع وعين خمسة أعضاء لأجل الادارة والاشراف على الانتخابات، لكن كان بينهم من يميل لجهة معينة، وهنا تم الاعتراض على تعيين هذه اللجنة، وتم حلها، ثم جرى التوافق على لجنة من ١4 شخصًا لهذه المهمة تم التوافق عليها خلال الاجتماع” وأضاف ” الواقع أن تجربتنا ضعيفة، لكن سوف نخوضها بأخطائها وسلبياتها، كي نتعلم ونرتقي، ومعًا سنبني بلدنا الحر إن شاء الله”.
أما جمال سليمان عضو مجلس محلي سابق ومشارك بالاجتماع فقال لجيرون ” لا توجد أية معوقات، والانتخابات ستكون حرة وديمقراطية وبعيدة عن حكومة الإنقاذ كلية، بل ومستقلة،
تحت إشراف لجنة من أهالي أريحا منتخبة بالإجماع، من تجمع لنشطاء ومثقفي مدينة أريحا”. وأضاف سليمان ” إنها خطوة على الطريق الصحيح، نحو إرادة شعبية، تعبر عن حرية الرأي وتحقيق الديمقراطية”.
عضو اللجنة نور حلاق قال لجيرون ” لقد قامت اللجنة بالاجتماع أمس لتضع التفاصيل الكاملة لسير العملية الانتخابية، وحتى اللحظة لا توجد أية معوقات، والأمور تجري بسلاسة، والاجراءات سيتم اعلانها بالتفصيل، وقد جرى ذلك الآن لأن الفترة الانتخابية للمجلس القديم انتهت “.
أما المدرس رائد زين وهو عضو مجلس محلي سابق ومدعو إلى اجتماع اللجنة لكنه لم يحضر قال لجيرون ” لماذا الآن؟ لأن انتخابات المجلس المحلي جرت العام الماضي بتاريخ 22/4/2017 وباشر المجلس عمله بتاريخ 1/5/2017 وتنتهي ولايته بتاريخ 30/4/2018 وبالتالي هذا هو الموعد الطبيعي للانتخابات”. وعن حيثيات ذلك قال” قام مجلس المدينة بتوجيه الدعوة لعدد من الفعاليات والأعيان بالبلد وتم الاجتماع مساء يوم الثلاثاء 10/4/2017 بحضور أكثر من خمسين شخصًا من أهالي أريحا، حيث وضعت شروط الترشح وعينت لجنة إشراف على الانتخابات، وقامت اللجنة بالاجتماع بعد ذلك لتضع التفاصيل الكاملة لسير العملية الانتخابية”.
المصدر: جيرون