قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن دعم موسكو وطهران أصبح عاملاً حاسماً “ساعد سوريا في تجاوز التهديدات الإرهابية في أراضيها”، فيما اعتبر الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي أن “تجربة التعاون بين روسيا وإيران في سوريا تهيئ لتطبيقها في مجالات أخرى”.
وجاء ذلك خلال القمة الروسية الإيرانية التي انعقدت بين بوتين ورئيسي في موسكو الأربعاء والتي تهدف إلى مناقشة “مجموعة القضايا المرتبطة بالتعاون الثنائي بما في ذلك الاتفاق النووي الإيراني”، بحسب بيان للكرملين.
وقال بوتين في مستهل اجتماع عقده مع رئيسي في موسكو الأربعاء: “نتعاون بشكل وثيق جداً على الصعيد الدولي، فضلاً عن أن جهودنا ساعدت بدرجة كبيرة الحكومة السورية في تجاوز التهديدات المرتبطة بالإرهاب الدولي”.
وأعرب بوتين عن رغبته في الاطلاع على مواقف نظيره الإيراني بشأن مستجدات الوضع في أفغانستان وحول الاتفاق النووي الإيراني، وقال: “من المهم جداً بالنسبة لي أن أعرف موقفكم من خطة العمل الشاملة المشتركة”.
وأشاد بتطوير العلاقات بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي، مشيراً إلى أن العمل جارٍ لإنشاء منطقة تجارة حرة، مضيفاً أن “التجارة بين البلدين زادت بأكثر من 38 في المئة عام 2021 على الرغم من جائحة فيروس كورونا”.
بدوره، أشار رئيسي إلى أن تجربة التعاون بين روسيا وإيران في سوريا يمكن أن تخلق شروطاً مسبقة لتطبيقها في مجالات أخرى. وقال: “لدينا تجربة جيدة للغاية في التعاون مع روسيا في سوريا وهذا تعاون في مكافحة الإرهاب في المنطقة.. هذه التجربة الجيدة للغاية يمكن أن تهيئ لنا الشروط المسبقة لتطبيق هذه التجربة في كثير من المجالات الأخرى”.
وأضاف رئيسي أن إيران لن توقف تطورها أبداً بسبب العقوبات الغربية. وقال: “إننا نقاوم الأميركيين منذ أكثر من 40 عاماً ولن نوقف تقدم البلاد وتنميتها أبداً بسبب العقوبات أو التهديدات”، متابعاً: “نحن الآن نبذل جهوداً لضمان رفع العقوبات”.
ورجح رئيسي أن موسكو وطهران قد تتعاونان في مواجهة الخطوات الأميركية أحادية الجانب على الصعيد الدولي، مضيفاً “ليس لدينا أي قيود على تطوير وتوسيع العلاقات مع روسيا الصديقة.. هذه العلاقات لن تكون قصيرة المدى وتكتيكية بل إنها ستكون دائمة واستراتيجية”.
وأعرب رئيسي عن تطلع إيران إلى تطوير علاقاتها مع روسيا في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والعلمية والتكنولوجية والدفاعية والعسكرية، بالإضافة إلى الأمن والفضاء ومجالات أخرى.
وكان رئيسي قد قال في مؤتمر صحافي قبل توجهه إلى روسيا إن زيارته إلى موسكو ستشكل “نقطة تحول” في علاقات طهران وموسكو وتعزز التعاون الإقليمي في مواجهة “الأحادية”.
ويقوم رئيسي بزيارة رسمية إلى موسكو تلبية لدعوة نظيره الروسي بوتين.وتُعد هذه المرة الأولى منذ 2017 التي يزور فيها رئيس إيراني روسيا التي تربطها بطهران علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية متنامية.
المصدر: المدن