أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء، حظر جميع واردات النفط الروسي إلى الولايات المتحدة، ما يزيد من خسائر اقتصاد روسيا رداً على غزوها لأوكرانيا، لكنه أقر بأن ذلك من شأنه يؤدي إلى زيادة التكاليف على الأميركيين، لا سيما في ما يتعلق بضخ الغاز.
ويأتي هذا الإجراء بعد مناشدات من الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي للمسؤولين الأميركيين والغربيين بقطع الواردات والتي كانت بمثابة إغفال صارخ للعقوبات الهائلة المفروضة على روسيا بسبب الغزو.
وقال بايدن الثلاثاء: “لن نكون جزءاً من دعم حرب بوتين”، واصفاً الإجراء الجديد بأنه “ضربة قوية” ضد قدرة روسيا على تمويل الهجوم الجاري. وحذر من أن الأميركيين سيشهدون ارتفاعاً في الأسعار، مضيفاً أن “الدفاع عن الحرية سيكون مكلفاً”. وقال: “لن تكون أوكرانياً انتصاراً لبوتين أبداً”.
كما قال بايدن إن الولايات المتحدة تتصرف بالتشاور الوثيق مع الحلفاء الأوروبيين الذين يعتمدون أكثر على إمدادات الطاقة الروسية والذين أقرّ بأنهم قد لا يتمكنون من الانضمام على الفور.
يمثل هذا الإعلان أحدث محاولة من جانب بايدن لعزل روسيا عن جزء كبير من الاقتصاد العالمي والتأكد من أن غزو أوكرانيا يمثل خسارة إستراتيجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حتى لو تمكن من الاستيلاء على الأراضي.
كذلك أعلن الاتحاد الأوروبي التزامه بالتدرج في التخلي عن اعتماده على الطاقة الروسية في أقرب وقت ممكن لضمان عدم مواجهة قرارات صعبة تضر باقتصادات دوله ال27 في أزمات جيوسياسية مثل غزو أوكرانيا.
ويلتقي قادة الكتلة الخميس في فرساي خارج باريس لقمة تستمر ليومين للعمل على إيجاد سبل لتقليل الاعتماد على موسكو في إمدادات الوقود الأحفوري.
وقالت مسودة إعلان من القمة اطلعت عليها “أسوشيتد برس”: “اتفقنا على التدرج في التخلي عن اعتمادنا على واردات الغاز والنفط والفحم الروسية”. وفي الوقت نفسه، تعدّ المفوضية الأوروبية مقترحات الثلاثاء لتحقيق ذلك.
وفي مسودة البيان، التزم القادة بتنويع “إمداداتنا وسبلنا التي تتضمن استخدام الغاز الطبيعي المسال وتطوير الغاز والهيدروجين الحيوي”. ومع الالتزام المسبق بالتطوير السريع لمصادر الطاقة المتجددة بسبب تغير المناخ، سيسرع القادة العملية الآن لدفع استقلالهم السياسي أيضاً.
وستتحرك الكتلة لتحسين اتصالاتها بين الدول الأعضاء ليتسنى على سبيل المثال إرسال الغاز الطبيعي المسال الذي يصل إلى إسبانيا إلى بقية أنحاء القارة سريعاً.
وشهدت أسعار الطاقة ارتفاعا مستمرا على مدى شهور بسبب نقص الإمدادات، ما رفع تكلفة كل شيء من فواتير الخدمات إلى منتجات البقالة، بينما تمرر الشركات تكاليفها ليتحملها المستهلكون. وأصبح سعر الغاز الطبيعي أعلى 10 مرات مما كان عليه في بداية 2021. ورغم الحرب، يستمر الغاز في التدفق عبر أنابيب ضخمة من روسيا إلى أوروبا، ومنه ما يمر عبر أوكرانيا.
المصدر: المدن