وائل عصام
نفى المتحدث باسم «الجيش الوطني السوري» الرائد يوسف حمود الأنباء التي نشرتها وسائل إعلام روسية، عن وصول مقاتلين من المعارضة السورية إلى أوكرانيا، للمشاركة في صد الاجتياح الروسي.
وفي تصريح خاص لـ«القدس العربي»، قال: ننفي نفياً قاطعاً أن يكون الجيش الوطني قد أرسل حتى مقاتلاً واحداً إلى أوكرانيا، وهدف روسيا من بث هذه الشائعات التغطية على عمليات التجنيد الواسعة التي تقوم بها في مناطق سيطرة النظام. والخميس، ادعت وكالة «ريا نوفوستي» أن تركيا أرسلت أكثر من ألفي مقاتل سوري إلى أوكرانيا.
وقالت نقلاً عن مصادر في المعارضة السورية – لم تسمها – إن «تركيا أرسلت أكثر من 2000 مقاتل من سوريا إلى ناغورنو كاراباخ في أذربيجان للمشاركة في القتال ضد أرمينيا في عام 2020».
ولفتت إلى أن «معظم هؤلاء المقاتلين بقوا هناك بعد انتهاء الأعمال العسكرية، ثم أرسلت تركيا جزءاً من المقاتلين السوريين ودول أخرى من كاراباخ، إلى أوكرانيا للمشاركة في الصراع إلى جانب الجيش الأوكراني».
وحسب الوكالة، انضم هؤلاء المسلحون إلى الفيلق الأجنبي الذي أنشأته السلطات الأوكرانية سابقاً. لكن حمود أكد أن روسيا تسعى من خلال بث هذه الأنباء «المغلوطة» إلى التغطية على ما يجري من عمليات تجنيد في مناطق سيطرة النظام لمساندة القوات الروسية في اجتياحها لأوكرانيا. وحسب المتحدث باسم «الجيش الوطني»، أرسلت روسيا حتى الآن 500 مقاتل سوري إلى أوكرانيا، بعد أن افتتحت مكاتب تطويع في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
وأوضح أن فرع «الأمن العسكري» التابع للنظام السوري بدأ إعداد لوائح للمقاتلين في روسيا، وكذلك بدأت مليشيات «الدفاع الوطني» في منطقة محردة ذات الغالبية المسيحية في ريف حماة بتطويع المقاتلين، مؤكداً أن قائد «الدفاع الوطني» سيمون الوكيل يزور روسيا حالياً.
وتابع حمود بالإشارة إلى أن عمليات التجنيد تتم بالتعاقد مع شركة «فاغنر» الروسية، حيث يتم تخصيص رواتب شهرية كبيرة تقدر بنحو 1500 دولار أمريكي للعنصر الواحد. وفي السياق ذاته، أشار الرائد حمود إلى قيام النظام بالضغط على المطلوبين في مناطق التسويات (جنوب سوريا، ريف دمشق، ريف حمص)، وتخييرهم بين الذهاب إلى قتال خلايا التنظيم في البادية السورية وتدمر، وبين القبول بالذهاب إلى أوكرانيا، لكن برواتب ضئيلة جداً تبلغ نحو 200 دولار أمريكي شــهرياً.
وأكمل حمود بأن المطلوب روسياً أن يصل عدد المقاتلين السوريين إلى نحو 20 ألف مقاتل، وخصوصاً أن المعارك في أوكرانيا تقترب من الدخول في مرحلة حرب المدن. ولم تحصل «القدس العربي» على تأكيدات من مصدر محايد بخصوص قوال الرائد حمود.
والأسبوع الماضي، قالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها تعتقد أن روسيا تحاول الآن تجنيد مقاتلين سوريين لتعزيز المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا.
وذكر المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي للصحافيين، أن «هناك أنباءً عن سعي موسكو لاستجلاب مقاتلين سوريين لزيادة قواتها في أوكرانيا، ونعتقد أن هناك حقيقة في ذلك». وأضاف أنه «من المثير للاهتمام أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيضطر إلى الاعتماد على المقاتلين الأجانب».
وأكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن روسيا تبحث عن سوريين شاركوا في القتال، ويمكن أن يساعدوا روسيا في السيطرة على مدن مثل العاصمة الأوكرانية كييف. وكان النظام السوري قد أعلن عن دعمه للهجوم الروسي على أوكرانيا، واعتبر رئيس النظام بشار الأسد أن «روسيا اليوم لا تدافع عن نفسها فقط وإنما عن العالم وعن مبادئ العدل والإنسانية»، في خطوة متوقعة نظراً للتحالف الذي يجمع البلدين.
المصدر: «القدس العربي»