حمادة إمام
في 30 مارس عام 1976 عم الاضراب الأراضي الفلسطينية ,بعد أن قامت السّلطات الصهيونية بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة واندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط ستة فلسطينيين, وأُصيب واعتقل المئات.
ومن يومها اعتبر الحدث حدثاً محورياً في الصراع على الأرض ,بعد أن سادت دعاية صهيونية بأن الفلسطينيين باعوا أراضهم للصهاينة
وحكاية بيع العرب أراضيهم إلي اليهود أكد التاريخ كذبها. ففي الماضي كانت العادة تقوم علي أن يهب الفلاحون أراضيهم إلي الخليفة العثماني ولكنهم يستمرون في زراعتها واستثمارها مقابل حصول الخليفة علي خمس ريع زراعة الأرض، مقابل ذلك تعفيهم الحكومة من حصة العشر ورسم الويركو وهذه الأراضي بعد الاحتلال البريطاني كان طبيعيًا أن تنتقل إلي الحاكم الجديد للبلاد وهم الإنجليز الذين أصبحوا ملاكا لهذه الأرض، وهذه ليست نهاية الأكذوبة فلها بقية، فكافة ملاك هذه الأراضي كانوا من كبار العائلات في لبنان وسوريا، وكانوا جميعاً يسخرون أهل القري في زراعتها، وذلك كله مقابل اعترافهم بملكية الخليفة لها وبهذه الطريقة استطاع كبار الإقطاعيين الحصول علي مساحات شاسعة في البلاد وعقب انتهاء الخلافة العثمانية وصيرورة الحكم إلي الإنجليز أصبحت كافة الأملاك ملكا خاصاً للحكومة الإنجليزية وخاصة أن قرار الانتداب فصل سوريا ولبنان ووضع الدولتين تحت الانتداب الفرنسي فكان طبيعياً أن تصبح التركة العثمانية في فلسطين ملكاً للإنجليز وعرفت تلك الأراضي باسم الأرض المدورة وقام هربرت صموئيل بتوزيع هذه الأراضي علي اليهود داخل فلسطين وأصبح اليهود هم الملاك الحقيقيون لهذه الأراضي
في عام 1898 هاجمت القوات الخاصة لأخر قياصرة الروس نيقولا الثانى, المؤتمر الاول للصهيونية الذى كان منعقد بمدينة بازل في سويسرا , ورغم ضعف شخصيته وعدم تمتعه بأي حب جماهيري الا انه كان يكن مشاعر عداء ناحيه اليهود شأنه شأن كل ملوك اوروبا وكان يعتبرهم مصدر لكل الشرور ولابد من تخليص اوروبا منهم. ضعف شخصيته أغرى اليهود فقرروا التعجيل بتوسيع مخططهم واعلنوا عن عقد مؤتمرهم الاول فى بازل 1898بسويسرا .
الا نيقولا كان متيقظ ومتابع لكل تحركاتهم فأوفد مجموعه من خيرة ضباطه المحترفين متنكرين فى زى تجار الى سويسرا قبل انطلاق المؤتمر اليهودى الاول
ومع الساعات الاولى لبدء فعاليات المؤتمر بحضور كبار اليهود من رجال اعمال ومال واقتصاد وسياسه
هاجم ضباط نيقولا مقر الؤتمر واستولوا على اوراق المؤتمر مقابل عدم الحاق الاذى بالحضور وحملوها قبل أن تصل الشرطة السويسرية , فى روسيا غربلت هذه الاوراق واعيد ترتيبها فكانت محصلتها هى مخطط اليهود لحكم العالم خلال مئه عام واقامه دولتهم والتى عرفت فما بعد باسم “بروتوكولات ال صهيون”
والتى تقوم على اساس ان سلوك للبشر يغلب فيها الشر على الخير وان ذوي الطبائع الفاسدة من الناس أكثر عددًا من ذوي الطبائع النبيلة. واهتدوا الى ان خير النتائج في حكم العالم ما ينتزع بالعنف والارهاب، لا بالمناقشات الأكاديمية ومن هذه النتيجة انطلق الصهاينة في وضع اسس البناء لقيام دولتهم تحت شعار ان “الغاية تبرر الوسيلة”.
………………………..
خلال الفترة من 1917وحتى1948أى خلال واحد وثلاثين عام
استطاعت الحركة الصهيونية أن, تحقق أهم انجازين لها الاول وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين عام 1917، والثاني هو إقامة وطن قومي لليهود سمي دولة إسرائيل عام 1948، من خلال تنفيذ مخطط سمى برتوكولات ال صهيون قائم على فكرة فلسفية خلاصتها ان ذوي الطبائع الفاسدة من الناس أكثر عددًا من ذوي الطبائع النبيلة. واهتدوا الى ان خير النتائج في حكم العالم ما ينتزع بالعنف والارهاب، لا بالمناقشات الأكاديمية ومن هذه النتيجة انطلق الصهاينة في وضع اسس البناء لقيام دولتهم تحت شعار
“ان الغاية تبرر الوسيلة”، وعلينا ـ ونحن نضع خططنا ـ ألا نلتفت إلى ما هو خير واخلاقي بقدر ما نلتفت إلى ما هو ضروري ومفيد وبين أيدينا خطة عليها خط
موضح. وما كنا لننحرف عن هذا الخط الا كنا ماضين في تحطيم عمل قرون.
ان من يريد انفاذ خطة عمل تناسبه يجب ان يستحضر في ذهنه حقارة الجمهور وتقلبه، وحاجته إلى الاستقرار، وعجزه عن أن يفهم ويقدر ظروف عيشته وسعادته. وعليه أن يفهم أن قوة الجمهور عمياء خالية من العقل المميز، وأنه يعير سمعه ذات اليمين وذات الشمال.
إذ قاد الأعمى أعمى مثله فيسقطان معاً في الهاوية. وأفراد الجمهور الذين امتازوا من بين الهيئات ـ ولو كانوا عباقرة ـ لا يستطيعون أن يقودوا هيئاتهم كزعماء دون أن يحطموا الأمة.
………………………………………….
في عام 1914 كتب حاييم وايزمان إلي صديقه رئيس تحرير “المانشيستر جارديان” شارحا الخط الصهيوني والتي جاء فيها: ” من الممكن الآن أن نقول: إنه إذا وقعت فلسطين في دائرة النفوذ البريطاني وإذا شجعت إنجلترا بعد ذلك توطن اليهود هناك، مستعمرة بريطانيا فإننا نستطيع أن نوجد خلال الثلاثين سنة القادمة حوالي مليون يهودي في تلك البلاد فيطورونها وينقلون الحضارة إليها ويكونون بمثابة حرس فعال لقناة السويس”.. وبتلك الرسالة حدد الطرفان شروطهما فكانت الطلبات اليهودية هي تسهيل استيطان اليهود في فلسطين في مقابل استمرارهم في خدمة مصالح إنجلترا بحراسة قناة السويس لحسابهم.
في مارس 1915 بدأت بريطانيا تتخذ الخطوات الرسمية لتنفيذ زرع اليهود في فلسطين فأرسل سير إدوارد جاري وزير الخارجية إلي سير إدوارد بوكانان سفير إنجلترا في سان بطرسبرج عاصمة روسيا القيصرية في ذلك الوقت مذكرة يشرح فيها رأي الحكومة البريطانية في العلاقة بين فلسطين والصهيونية. وقد رد الروس علي المذكرة بالموافقة بشرط المحافظة علي مصالح الكنيسة الروسية في الأراضي المقدسة وقد عين في نفس السنة “مارك سايكس” مساعداً لوزير الحربية البريطاني وأصبح الشرق الأوسط داخلا في اختصاصه وبعد وصول مذكرة سير إدوارد جراي إلي سان بطرسبرج بقليل وصل سايكس إلي العاصمة الروسية والتي انتهت باتفاقية “سايكس ـ بيكو”، المعروفة في التاريخ العربي وقد أقنع مارك سايكس جورج بيكو وزير خارجية فرنسا بأهمية إعطاء الصهيونية حق إقامة وطن قومي في فلسطين وانتهت الاتفاقية بتسليم فلسطين إلي إنجلترا دون البت في مسألة منح اليهود حق إقامة وطن لهم في فلسطين، ولكن بعد تشكيل الوزارة الجديدة في بريطانيا بشهرين عقد في منزل “موسي جاستر اليهودي” لقاء بين مارك سايكس وهربرت صموئيل وحاييم وايزمان وهاري ساشر، وقد تكلموا في ضرورة إعطاء اليهود صفة قومية ووضعاً رسمياً في فلسطين مع منح نفس القومية لكل يهود العالم دون أن يكون لها أثر علي وضعهم في بلادهم من الناحية السياسية، كما طالبوا بإباحة الهجرة إلي فلسطين دون قيد، ورد سايكس أن هناك بعض الاعتبارات التي قد تحول دون تحقيق هذه المطالب كلها فروسيا مترددة والعرب سوف يعارضون وفرنسا ما زالت تري أن تكون “سوريا الكبري” كلها من نصيبها بعد الحرب بما فيها فلسطين. وكان الرد اليهودي أن الكيان الذي سيولد سيكون جزءًا من الإمبراطورية البريطانية وحارساً مضمونا لها في المنطقة.
وحل اليهود مشكلة روسيا بالموافقة علي مبدأ إقامة هيئات دولية تشرف علي الأماكن المقدسة، فبقيت فرنسا التي تطلب سوريا كلها بما فيها فلسطين ثم إيطاليا التي يوجد فيها نفوذ البابا المسيحي. وفي 8 فبراير 1917 رتب سايكس لقاءً بين سوكولوف وزير خارجية روسيا وجورج بيكو وزير خارجية فرنسا بمقر السفارة الفرنسية بلندن. وقال سوكولوف: الصهيونيين يعتقدون أنه من المهم جدا لمصالحهم أن تكون إنجلترا هي التي تُشرف علي فلسطين بعد الحرب ونجح سوكولوف في كسب جورج بيكو ولكن بقي أن يكسب ثقة الوزارة الفرنسية التي كان معظم أفرادها يتمسكون بضرورة استيلاء فرنسا علي سوريا الكبري كلها.
……………………
وفي مارس من نفس العام سافر سوكولوف مع سايكس إلي باريس حيث تمكن حاييم وايزمان من إقناع أسرة روتشيلد اليهودية وأغني الأسر في فرنسا علي الإطلاق بضرورة التدخل بكل نفوذها وثقلها المالي للضغط علي الوزراء والحكومة الفرنسية وعندما سافر سايكس إلي إيطاليا لإقناع البابا عاد مرة أخري إلي فرنسا ليجد “جول كامبون” سكرتير عام وزارة الخارجية الفرنسية يسلمه بياناً بإعلان تأييد الحكومة الفرنسية للمطالب اليهودية “الصهيونية” وأصبحت بذلك روسيا وإيطاليا وفرنسا. وهكذا أعلن بلفور في نوفمبر 1917 وعده الشهير في صورة كتاب إلي روتشيلد.
….
المصادر……..
فى قبضة الاخطبوط ..دونالد كودادر
المخابرات الاسرائيلية..مجدى نصيف
الوعد الثانى لبنى اسرائيل …جلال عبد الفتاح
الموساد والاخفاقات الاخيرة ..مروان توفيق
المخابرات الامريكية من التأسيس الى العهد ..ابى ضاهر
اوراق الموساد المفقودة ..جاك تيلور
الخداع عن طريق الخداع ..فيكتور اوستروفسكى
الجاسوس 288….عبد الله يسرى
الجمعيات السرية…نورمان ماكنزى
اطول الحروب..جاكو بوتيمرمان
الامن القومى…عميد محمد عبد الكريم نافع
مجلة الهلال …يونيو 2006
منتدى حوار الخيمة العربية
شبكة فلسطين للحوار
المصدر: صفحة حمادة إمام