هبة محمد
قضى أربعة أطفال، من طلاب المدارس، الاثنين، نتيجة قصف مدفعي لقوات النظام السوري، استهدفهم في ريف إدلب، بينما شنت المقاتلات الحربية الروسية موجة من الغارات بالصواريخ الفراغية على المنطقة شمال غربي سوريا، في تصعيد عنيف يصادف الذكرى الخامسة للمجزرة التي ارتكبها النظام السوري في خان شيخون في ريف إدلب، عبر قصف المدينة بصواريخ محملة بغازات كيميائية سامة راح ضحيتها نحو 100 مدني نصفهم نساء وأطفال عام 2017، بينما أصيب أكثر من خمسمئة آخرين بالتسمم.
وقال الناشط الإعلامي محمد الخطيب من إدلب في اتصال مع « القدس العربي» إن مدفعية قوات النظام استهدفت بلدة معارة النعسان شمال شرقي إدلب بقصف مكثف ومباشر على الأحياء السكنية، ما أدى إلى مقتل 4 أطفال أثناء عودتهم من المدرسة. ونعت منظمة الدفاع المدني السوري، التي انتشلت الجثامين «مقتل 4 أطفال، في ثالث أيام شهر رمضان، بقصف لقوات النظام وروسيا استهدفهم أثناء عودتهم من المدرسة وسلمت فرقنا جثامين الأطفال لذويهم ليتم دفنهم في البلدة».
ونشرت الخوذ البيضاء صوراً لبقايا الجثث وأشلاء الأطفال، وبجانبها حقائب ودفاتر ومستلزمات مدرسية، كانت قد وزعتها منظمة اليونيسف، مرفقة بمنشور للدفاع المدني جاء فيه «اليونيسف وزعت لهم دفاتر ليدرسوا فيها لكن وقف العالم أجمع عاجزاً عن حماية الأطفال السوريين من إجرام نظام الأسد وروسيا. أربعة أطفال قتلتهم قوات النظام وروسيا أثناء عودتهم من مدرستهم في بلدة معارة النعسان شمال شرقي إدلب». وترافق القصف المدفعي المكثف، مع تنفيذ الطائرات الحربية الروسية 8 غارات جوية، مستهدفة أطراف قريتي سفوهن وفليفل جنوبي إدلب.
ويصعّد النظامان السوري والروسي من قصفهما مع ذكرى كل مجزرة ارتكباها في المناطق الخارجة عن سيطرتهما، إذ يصادف الاثنين ذكرى مجزرتين مروعتين في خان شيخون بريف إدلب، حيث نفذ الطيران الحربي في الرابع من نيسان من عام 2017، بـ 15 غارة جوية استهدفت المناطق السكنية تحوي مادة غاز السارين السام. وقد قتل هذا السلاح الكيميائي أكثر من مئة شخص معظمهم من النساء والأطفال كما أصاب أكثر من 500 آخرين بأعراض التسمم والتعرض الشديد للأسلحة الكيميائية. وصنف هذا الهجوم الأعنف في تاريخ النزاع السوري، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان وفاة 31 طفلاً دون سن الثامنة عشرة و21 مواطنة، بالإضافة لإصابة عشرات آخرين.
وجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الاثنين، دعوته «الأطراف الدولية الفاعلة ومجلس الأمن الدولي، للتحرك من أجل وقف سفك دماء أبناء الشعب السوري وإزهاق أرواحهم، كما دعا للتحقيق بشكل غير مسيَّس عبر لجنة تحقيق دولية مستقلة، في مجزرة خان شيخون التي جرى تنفيذها في الرابع من نيسان من العام 2017، وأن تجري إحالة كافة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في سوريا، إلى محكمة الجنايات الدولية، أو محاكم دولية مختصة، ليلقى المجرمون عقابهم على ما ارتكبوه بحق أبناء الشعب السوري، كما ندعو المجتمع الدولي للعمل في مساعدة أبناء الشعب السوري من أجل الوصول إلى دولة الديمقراطية والعدالة والحرية والمساواة، التي تكفل كافة حقوق مكوناتها، دون أن يتدخل أي طرف أو جهة دولية في قرار الشعب السوري، أو يملي عليه شروطه أو قراراته». وقال في بيان له «بعد 5 سنوات من مجزرة الثلاثاء الأسود في خان شيخون، التي أزهقت أرواح 88 مواطناً بينهم 52 طفلاً ومواطنة، والتي جرى توثيقها، والتي تبعتها عمليات قتل متتالية بحق أبناء الشعب السوري، موقعة آلاف الشهداء وآلاف الجرحى».
واعتبرت منظمة الدفاع المدني السوري، في بيان سابق لها أن الاستهتار الكبير الذي يبديه المجتمع الدولي والأمم المتحدة تجاه استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية لعشرات المرات منذ عام 2011 غير مفهوم ولا يمكن تبريره، وذلك في الذكرى السنوية الرابعة لمجزرة الكيميائي في مدينة خان شيخون. وأكدت الخوذ البيضاء، أن وضع آلية سريعة وجادة لمحاسبة نظام الأسد وحلفائه على جرائمهم بحق السوريين يجب أن يكون على رأس أولوياتهم، لافتة إلى أن آلية التحقيق المشتركة المحايدة، أكدت في تقريرها لمجلس الأمن، أن نظام الأسد هو المسؤول عن مجزرة خان شيخون في 4 نيسان عام 2017، ورغم ذلك لم يكن المجتمع الدولي جاد في محاسبة النظام على هذه الجريمة وغيرها من الجرائم.
وأوضحت أن أربعة أعوام على المجزرة التي ارتكبها نظام الأسد بالسلاح الكيميائي في خان شيخون، قد يكون العالم نسي أو تناسى هذه المجزرة التي قتل فيها أكثر من 90 شخصاً خنقاً حتى الموت بغاز السارين، لكن السوريين لم ولن ينسوا هذه الجريمة. كما طالب الدفاع المدني السوري ومديرية الصحة في سوريا، المجتمع الدولي بالوفاء بالتزاماته والتحقيق العاجل في هذه الجريمة ومحاسبة مرتكبيها وفقاً للقوانين الدولية. وطالبوا باحترام وحماية المنشآت الطبية وعمال الطوارئ الإنسانية كي يؤدوا واجباتهم بتقديم المساعدة للجرحى.
المصدر: «القدس العربي»