بايدن ينظر في إرسال مسؤولين أميركيين كبار إلى أوكرانيا وكييف تتحدث عن استعداد موسكو لشن هجوم في الشرق.
في ضربة للحملة العسكرية الروسية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطراد موسكفا، السفينة الرئيسية للأسطول الروسي في البحر الأسود، غرق الخميس بعد ما قالت أوكرانيا إنها ضربة صاروخية في حين تحدثت موسكو عن انفجار ذخائر على متنه.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها إن الطراد موسكفا غرق أثناء محاولة قطره إلى الميناء في طقس عاصف. وتمثل خسارة الطراد ضربة جديدة للحملة العسكرية الروسية وهي تستعد لشن هجمات جديدة في شرق وجنوب أوكرانيا ستحدد على الأرجح نتيجة الصراع.
وقالت وسائل إعلام روسية إن الطراد موسكفا، الذي بدأ تشغيله في عام 1983، كان مسلحاً بستة عشر صاروخ كروز مضاد للسفن يصل مداها إلى 700 كيلومتر على الأقل.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد ذكرت في وقت سابق أنه تم إجلاء أكثر من 500 بحار كانوا على متن الطراد الذي يعود للحقبة السوفياتية بعد انفجار الذخائر. ولم تقر الوزارة بوقوع هجوم وقالت إن الحادث رهن التحقيق.
وقالت أوكرانيا إنها استهدفت الطراد بصاروخ نبتون المضاد للسفن الأوكراني الصنع. وقالت الولايات المتحدة إنه ليس لديها معلومات كافية لتقرر ما إذا كان الطراد قد تعرض لضربة صاروخية.
“ضربة كبيرة”
وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي “(لكن) بالتأكيد الطريقة التي حدث بها هذا الأمر يمثل ضربة كبيرة لروسيا”. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الخميس أن غرق الطراد موسكفا “ضربة كبيرة” للبحرية الروسية في البحر الأسود.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي لشبكة “سي إن إن”، “هذه ضربة كبيرة لأسطول البحر الأسود”، مشيراً إلى أن الطراد “جزء رئيسي من جهودهم لممارسة نوع من السيطرة البحرية في البحر الأسود”.
وأضاف “سيكون لهذا تأثير على قدراتهم”. وقال كيربي إن الولايات المتحدة لا يمكنها تأكيد السبب الدقيق للحريق الذي اندلع على متن الطراد.
وتابع “نحن أيضاً لسنا في وضع يسمح لنا بدحض الرواية الأوكرانية لهذا. بالتأكيد أنه من المعقول والممكن أنهم استهدفوا (الطراد) بصاروخ نبتون أو ربما أكثر”، لافتاً إلى أن لصاروخ نبتون “مدى كافياً للوصول إلى موسكفا”.
دوي انفجارات قوية في كييف
أفادت وسائل إعلام محلية بسماع دوي انفجارات قوية في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة في العاصمة الأوكرانية كييف وفي عدد من المدن الأخرى في أنحاء البلاد.
وكانت صفارات الإنذار من الغارات الجوية قد دوت خلال الليل في جميع أنحاء أوكرانيا.
وسُمع دوي انفجارات أيضاً في مدينة خيرسون بجنوب البلاد وفي مدينة خاركيف في الشرق وفي مدينة إيفانو-فرانكيفسك في الغرب. ولم يصدر تأكيد رسمي لوقوع الانفجارات.
هجمات جديدة
يأتي الحادث فيما تواصل القوات البحرية الروسية قصف المدن الأوكرانية على البحر الأسود بعد نحو 50 يوماً من بدء الهجوم. ويستعد السكان في مدينتي أوديسا وماريوبول على بحر آزوف القريب لهجمات روسية جديدة.
وانسحبت القوات الروسية من مناطق بشمال أوكرانيا بعد أن تكبدت خسائر فادحة وأخفقت في السيطرة على العاصمة كييف. وتقول أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إن موسكو تعيد نشر قواتها استعداداً لهجوم جديد.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الأربعاء في خطاب عبر الفيديو “القوات الروسية تزيد من أنشطتها على الجبهات الجنوبية والشرقية في محاولة للانتقام من الهزائم التي منيت بها”.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن الطيران الروسي دمر سبع منشآت عسكرية في أوكرانيا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، منها مستودع لقذائف المدفعية.
وتعليقا على الانتكاسات التي منيت بها روسيا، قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز الخميس إنه لا يمكن الاستخفاف بتهديد روسيا بأنها قد تستخدم أسلحة نووية تكتيكية أو منخفضة القوة في أوكرانيا، لكن الوكالة لم تر الكثير من الأدلة العملية التي تعزز هذا القلق.
حشد قوات
قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني في تصريحات بثها التلفزيون الخميس إن روسيا تحشد قوات ليس فقط على الحدود الروسية-الأوكرانية لكن أيضا في بيلاروس ومنطقة ترانسنيستريا المنشقة عن مولدوفا.
واتهمت مولدوفا الجيش الروسي بمحاولة تجنيد مواطنين منها ولم ترد وزارة الخارجية الروسية بعد على طلب للتعليق. ونفت السلطات في ترانسنيستريا، المحاذية للحدود الجنوبية لأوكرانيا، يوم الاثنين أن تكون روسيا تحشد قوات هناك بما يهدد أوكرانيا.
وأضافت ماليار إن مناطق خاركيف ودونيتسك وزابوريجيا في شرق البلاد تتعرض لضربات صاروخية. وقال حاكم خاركيف إن أربعة مدنيين قتلوا في سقوط قذائف.
وقال مسؤولون روس إن طائرات هليكوبتر أوكرانية استهدفت بنايات سكنية مما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص في منطقة بريانسك. وهذه الواقعة هي الأحدث في سلسلة من الهجمات عبر الحدود التي تقول موسكو إنها ستستتبع تنفيذ هجوم انتقامي على كييف.
وقال حاكم منطقة بلجورود الروسية إن قرية هناك تعرضت أيضا لهجوم دون وقوع إصابات. ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من تصريحات الجانبين ولم يرد الجيش الأوكراني على طلبات للتعليق على القصف عبر الحدود.
وقالت روسيا الأربعاء إن أكثر من ألف من مشاة البحرية الأوكرانية من لواء لا يزال متحصناً في مدينة ماريوبول المحاصرة استسلموا. ولم يعلق مسؤولون أوكرانيون على الأمر.
وإذا سقطت ماريوبول، ميناء أوكرانيا الرئيسي على بحر آزوف، فستكون أول مدينة رئيسية تقع في يد روسيا منذ بدء الهجوم في 24 فبراير (شباط).
ومن شأن سيطرة روسيا عليها أن يضمن لموسكو ممراً برياً بين مناطق في شرق أوكرانيا يسيطر عليها انفصاليون موالون لها وشبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014.
“سامحونا”
وتقول أوكرانيا إنه من المعتقد أن عشرات الآلاف قتلوا في تلك المدينة. وقال فاديم بويتشينكو رئيس بلدية ماريوبول إن روسيا جلبت معها محارق متنقلة “لتتخلص من الأدلة على ارتكابها جرائم حرب”. وألقت موسكو مسؤولية سقوط قتلى من المدنيين على أوكرانيا واتهمت كييف بتشويه سمعة القوات المسلحة الروسية.
وفي قرية لوبيانكا شمال غربي كييف، التي حاولت منها القوات الروسية إخضاع العاصمة وأخفقت قبل أن تضطر للتراجع، كتب جنود روس للأوكرانيين على جدار منزل احتلوه رسالة تقول “لم نكن نريد ذلك… سامحونا”.
ويقول الكرملين إنه يشن “عملية عسكرية خاصة” لنزع سلاح أوكرانيا و”تحريرها” من القوميين والمتطرفين، وهي رسالة يقول قرويون إنها تكررت على مسامعهم من القوات الروسية.
وقال فيكتور شابوشنيكوف أحد سكان القرية “يحرروننا من ماذا؟ نحن مسالمون… نحن أوكرانيون”. وقال قائد شرطة منطقة كييف إنه تم العثور على أكثر من 800 جثة في ثلاثة أحياء كانت تحتلها القوات الروسية.
وأضاف في تصريحات بثها التلفزيون “نعثر على أشياء مروعة، جثث مدفونة ومخبأة لأشخاص عذبوا ثم قتلوا بالرصاص وأشخاص ماتوا بسبب نيران المورتر والمدفعية”. ولم يتسن بعد التحقق من هذه الرواية.
ونفت روسيا استهداف المدنيين وقالت إن تلك التقارير ملفقة لأغراض دعائية.
بايدن ينظر في إرسال مسؤولين أميركيين كبار إلى أوكرانيا
صرح الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس أنه يفكر بإرسال مسؤولين أميركيين كبار إلى أوكرانيا، في ما سيكون بحال حصوله بمثابة دعم كبير لكييف.
ورداً على سؤال إن كان سيرسل مسؤولين أميركيين إلى الدولة الأوروبية التي غزتها روسيا أجاب بايدن “نحن بصدد اتخاذ هذا القرار الآن”، دون أن يحدد هوية المسؤولين.
وفي مقابلة قصيرة مع أحد المراسلين، بدا بايدن كأنه يشير إلى استعداده لزيارة كييف شخصياً. وعندما سئل اذا كان مستعداً للذهاب أجاب “نعم”، رغم استبعاد المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي هذه الفرضية الاثنين الماضي.
ويحتمل أن يكون وزير الخارجية أنتوني بلينكن أو وزير الدفاع لويد أوستن في عداد المسؤولين الأميركيين الذين سيزورون كييف.
وامتنع المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس عن التعليق على الأمر. وأعلن بايدن الأربعاء حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 800 مليون دولار لأوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إنها تتطلع إلى تزويد أوكرانيا أسلحة يمكن أن تعزز قدراتها العسكرية مع استعداد كييف لتصعيد الهجوم الروسي في منطقة دونباس الشرقية.
المصدر: وكالات/اندبندنت عربية