نائلة الإمام
كنت قبل الثورة عضوة في ملتقى أدباء فلسطين أطلعتني صديقة على تسجيل للشهيد شاكر حسونة الذي قتله العدو الكيوت ثم قام جنوده بجر جثته الشهيدة في الدروب ليكون عبرة لمن يعتبر وقلت أبكيه في مقاطع من قصيدة بعنوان (لن تمروا )
…………………….
أيقظوهُ منْ مَواتِهْ
روَّعوا في جفنِهِ سِرْبَ حمامْ
جرَّروهُ فـي دروبِ الذاكره
في رؤى القدسِ ودمعِ الناصره
جرَّحوا جرحاً تَبَرْعمْ
عندَ سفحِ القلبِ يَدمى
في سهولِ الخاصرهْ
…………………* * *
يحجِلُ الرأسُ المدلَّى
فـوقَ خيلِ الأرضِ يُومي:
لن تمروا
ثم يهوي في طريقِ الجلجله
…………………..
وسِّديهِ صدرَكِ العاري
وضُمي جذعَ نخله
أسرجتْ للريحِ صهواتِ الحجرْ
في مدى عينيهِ، مرآةِ النجومْ
تلهثُ الشطآنُ والغاباتُ تعدو والكرومْ
لم يزلْ في الجرحِ فُضلهْ
رُبَّ رمله
لم تعطرْ من شذاهُ
في عروقِ الأرضِ جذلى
…………………………….
طوِّفيهِ في الدروبْ
في تصاويرِ صباهُ
وحكاياتِ الطفوله
علّ سمراءَ خجوله
خلفَ شباكِ الغيوبْ
أسلمتْ للكفِّ جمرَ الوجنتينْ
تنهبُ الأخبارَ وجْلى
تسكنُ الدمعَ تصلِّي
لمسيحٍ صلبوهُ مرتينْ
……………….
هذهِ الأجداثُ نُهديها لكمْ فاستوطنوها
واتركونا في العراءْ
قبرُنا هذا الهواءْ
إلفنا الموتُ فأردوه قتيلا
…………………………………
قد طعمنا خبزَهُ والملحَ نأتيهِ ويأتينا
على غيرِ انتظارْ
لهُ لونُ الزيتِ
والزيتونِ والزعترْ
وربيعٌ قلبهُ الأخضرْ
………………………………
يلبسُ السهدَ لنا
إنْ غطَّ جارْ
فوقَ زندٍ منْ عبيرْ
نُسرجُ القنديلَ من عينيهِ
في ليـلِ الحصارْ
نمتطي الأكتافَ أمواجَ البيارقْ
نضفرُ الألوانَ من شوكِ المنافي
زهرةِ الدمِّ وأشلاءِ الزنابقْ
يستحي من لحمِنا العاري
صياصيكم وأحداقُ البنادقْ
لن تمروا