عدنان أحمد
على غرار آلاف المواطنين السوريين، تترقب الكثير من العائلات الفلسطينية المقيمة في سورية، أو التي اضطرت لمغادرتها خلال السنوات الأخيرة، الأخبار المتعلقة بالإفراجات عن المعتقلين في سجون النظام السوري.
وتشير المعطيات إلى وجود أكثر من 1800 معتقل فلسطيني موثقين، فيما ما يزال 333 شخصاً في عداد المفقودين، بينما توفي أكثر من 600 تحت التعذيب في تلك السجون، وفق الإحصائيات التي تقدمها “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية”، والتي تتابع أوضاع الفلسطينيين في سورية بعد عام 2011.
ويتابع ناشطون فلسطينيون عمليات الإفراج عن المعتقلين من سجون النظام، والتي بدأت اعتباراً من مطلع الشهر الجاري، إثر المرسوم الذي أصدره رئيس النظام السوري بشار الأسد نهاية الشهر الماضي، والقاضي بمنح “عفو عام عن الجرائم الإرهابية” المرتكبة قبل تاريخ نهاية شهر إبريل/ نيسان الماضي.
ووفق هذه المتابعات، اتضح حتى الآن أن عمليات الإفراج التي طاولت حتى الآن نحو ألف معتقل، ضمت نحو 14 فلسطينياً فقط، وفق ما أفاد به فايز أبو عيد، عضو “مجموعة العمل” لـ”العربي الجديد”.
وأضاف أبو عيد أن “من بين المفرج عنهم 4 نساء، وشخصين من مخيم خان الشيح، إذ تم إطلاق سراحهم خلال اليوم الأول، فيما أطلق يوم 3 الشهر الجاري سراح شخص واحد من سكان منطقة عربين، وآخر من مدينة اللاذقية. كذلك، أطلقت الأجهزة الأمنية يوم الخمس 4 من أبناء مخيم اليرموك”، مشيراً إلى أن أحد الأشخاص المفرج عنهم كان فاقداً للذاكرة.
وأوضح أن “مجموعة العمل” أطلقت رابطاً لتمكين الأهالي من إيراد معلومات عن أبنائهم المعتقلين، حيث “تلقينا عشرات الإفادات من الأهالي بشأن ذويهم المعتقلين، وبعضهم غير موثق لدينا سابقاً، حيث كان الأهالي يمتنعون عن الإبلاغ عن أبنائهم المعتقلين لمخاوف أمنية”.
وتوقع أبو عيد أن يرتفع العدد الكلي للمعتقلين الفلسطينيين من 1800 في الوقت الحالي إلى نحو ثلاثة آلاف “في حال استمر توافد المعلومات الجديدة من جانب الأهالي، ووفق التقديرات السابقة لدينا، ولكن غير الموثقة”.
ووفق إحصائيات المجموعة الموثّقة، فإنه يوجد حالياً أكثر من 1800 معتقل فلسطيني في سجون النظام السوري اعتقلوا بعد عام 2011، بينهم 110 لاجئات و48 طفلاً، فضلاً عن أعداد الضحايا الذين قضوا تعذيباً، والبالغة 633 شخصاً.
وقال أبو عيد إنه “وصلت للمجموعة مئات المناشدات من ذوي المعتقلين من فلسطينيي سورية والأردن ولبنان والعراق تطالب بالكشف عن مصير أبنائهم في السجون السورية، وتطالب السلطة والفصائل الفلسطينية والمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والمدنية بالضغط بكل الوسائل على السلطات السورية للإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين والكشف عن مصير المفقودين في سجونها”.
وأضاف أن “الأهالي عبروا عن خيبة أملهم من عدم تدخل السلطة الفلسطينية، التي تعتبر نفسها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لإطلاق سراح أبنائها من غياهب السجون السورية”، معتبراً أن ملف المعتقلين الفلسطينيين في سورية والكشف عن مصير المفقودين واستحضار قضيتهم “يجب أن يكون على رأس أولوياتها”.
وكان “العربي الجديد” قد أشار، في وقت سابق من خلال مقابلات مع الأهالي، إلى أن 3 من ضحايا مجزرة التضامن التي كشف عنها مؤخراً كانوا من الفلسطينيين، وهم من عائلات صيام وخطاب والكبرا، فيما يتوقع أن يشكل الفلسطينيون نسبة عالية من عدد ضحايا المجزرة، نظراً لقرب مخيم اليرموك من حي التضامن، حيث كانت الاعتقالات تتم بشكل رئيسي على مداخل المخيم.
المصدر: العربي الجديد