وصول مدنيين تم إجلاؤهم من مصنع آزوفستال إلى زابوريجيا ولندن تعلن عن عقوبات تجارية جديدة ضد موسكو.
في تطور ميداني لافت، قُتل 60 شخصاً السبت في قصف استهدف مدرسة في منطقة لوغانسك بشرق أوكرانيا، وفق ما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد خلال اجتماع لمجموعة السبع التي أكدت وحدة صفها ودعمها كييف في مواجهة الهجوم الروسي.
ومع استكمال روسيا الاستعدادات لإحياء ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية عام 1945، تواصل موسكو حربها على أوكرانيا، وغالباً ما تشير إلى أوجه تشابه بين النزاعين.
وقال زيلينسكي في مداخلة عبر الفيديو خلال مشاركته في قمة لمجموعة السبع “أمس، في قرية بيلوغوريفكا بمنطقة لوغانسك، قتلت قنبلة روسية 60 مدنياً”. وأضاف “كانوا يبحثون عن ملاذ في مبنى مدرسة عادية استهدفت بغارة جوية روسية”.
من جهته قال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي في تصريح لقناة “كارنت تايم” الناطقة بالروسية، إن “قنبلة ألقيت من الجو أصابت مدرسة وقتل 60 شخصاً تحت الأنقاض”.
وأضاف “لا تزال بيلوغوريفكا تشهد ضربات عنيفة جداً”. وتابع “أود حقاً الاعتقاد بأن هناك ناجين”، موضحاً “ما إن يتوقف القصف سنباشر عمليات البحث بين الأنقاض”.
وكان غايداي قد أعلن صباح الأحد أن هناك ما مجموعه 90 شخصاً في الموقع المستهدف. وتابع “تم إنقاذ 27″، موضحاً أن الحرارة كانت مرتفعة جداً في الموقع بعد الضربة.
وتتهم أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون القوات الروسية باستهداف المدنيين في الحرب، وهو ما تنفيه موسكو.
السيدة الأميركية الأولى تلتقي نظيرتها الأوكرانية
في اليوم نفسه، التقت السيدة الأولى الأميركية جيل بايدن نظيرتها الأوكرانية أولينا زيلينسكا في مدرسة في أوكرانيا قرب الحدود مع سلوفاكيا. وقالت للصحافيين “أردتُ أن آتي يوم عيد الأمّهات. أظنّ أن من المهمّ إظهار (…) أن الشعب الأميركي يدعم الشعب الأوكراني”.
في زيارتين مفاجئتين أخريين، توجه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى ضاحية إيربين في كييف التي دمرها القتال، فيما زارت رئيسة مجلس النواب الألماني باربل باس ضاحية بوتشا بالعاصمة التي شهدت فظائع ضد مدنيين.
وقال ترودو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأوكراني “من الواضح أن فلاديمير بوتين مسؤول عن جرائم الحرب الوحشية هذه، ويجب محاسبته”.
وتعهّدت مجموعة السبع التي تضم إلى كندا الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا واليابان، بالتخلي عن النفط الروسي، من دون وضع جدول زمني واضح لهذه الغاية.
والأحد أعلن البيت الأبيض في بيان أن “مجموعة السبع بجميع أعضائها تعهّدت اليوم حظر استيراد النفط الروسي، أو منعه تدريجاً”.
وأكدت الرئاسة الأميركية أن هذا القرار “سيوجّه ضربة قاسية للشريان الرئيسي لاقتصاد (فلاديمير) بوتين وسيحرمه عائدات هو بحاجتها لتمويل الحرب”.
على مستوى الاتحاد الأوروبي، ستتواصل المفاوضات “مطلع الأسبوع” بين الدول الأعضاء لإزالة العوائق أمام الحظر الأوروبي المقترح على النفط الروسي، والذي تعطله المجر.
“قصف مروع”
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ”المروّع” قصف المدرسة في الشرق الأوكراني، وطالب بحماية المدنيين، وفق ما صرّح الأحد المتحدث باسمه.
وجاء في بيان للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن “القصف الذي استهدف في السابع من مايو (أيار) مدرسة في بيلوغوريفكا في أوكرانيا حيث لجأ كثر بحثاً عن ملاذ من المعارك الدائرة مروع”.
وتابع “يجدد غوتيريش التأكيد على وجوب حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية في زمن الحرب”. وأشار إلى أن هذا الهجوم “يذكر مرة جديدة بأن في هذه الحرب وفي كثير من النزاعات، المدنيين هم من يدفعون الثمن الأكبر”.
وصول مدنيين تم إجلاؤهم من مصنع آزوفستال إلى زابوريجيا
وصلت ثماني حافلات تقل 174 مدنياً، بينهم 40 شخصاً تم إجلاؤهم من مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول الواقعة على البحر الأسود، إلى زابوريجيا الخاضعة لسيطرة أوكرانيا، وفق ما أفاد شهود وكالة الصحافة الفرنسية.
والأشخاص الـ 40 تم إجلاؤهم السبت من “آزوفستال” حيث يتحصّن آخر الجنود الأوكرانيين الذين تحاصرهم القوات الروسية.
وأعربت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أوكرانيا أوسنات لوبراني عن “ارتياحها” لتأكيد وصول 174 شخصاً إضافيين إلى منطقة “آمنة” بعد نقلهم من “جحيم ماريوبول”. وتابعت “عملنا لم ينته بعد. لم أنسَ أولئك الذين تركوا هناك”.
والأحد استبعد آخر المقاتلين الأوكرانيين المتحصنين في ماريوبول الاستسلام على رغم تكثيف روسيا ضرباتها على شرق أوكرانيا.
وصرّح الضابط في جهاز الاستخبارات الأوكرانية إيليا سامويلينكو في مؤتمر صحافي عبر الفيديو بأن “الاستسلام ليس خياراً لأن حياتنا لا تهمّ روسيا”، في إشارة إلى المقاتلين في مصنع أزوفستال للصلب.
والأحد أعلن مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك على منصة للتواصل الاجتماعي أن كييف “لن تستكين حتى إجلاء كل أبنائنا” من آزوفستال.
وطلبت أوكرانيا من منظمة أطباء بلا حدود السبت تنظيم مهمة لإجلاء ومعالجة المقاتلين المتحصنين في مصنع آزوفستال، وفق ما أورد بيان حكومي بعد ساعات على إعلان إجلاء المدنيين من الموقع.
ومصنع آزوفستال هو آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في المدينة المدمرة، وباتت لمصيره رمزية كبيرة في الحرب الأوسع نطاقاً التي تشهدها أوكرانيا.
احتياطات النقد الأجنبي
على خط العقوبات، قال جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في مقابلة أجرتها معه صحيفة “فايننشال تايمز” إن دول الاتحاد الأوروبي يجب أن تدرس مصادرة احتياطات النقد الأجنبي الروسية المجمدة للمساعدة في دفع تكاليف إعادة بناء أوكرانيا بعد الحرب.
لندن تعلن عن عقوبات تجارية جديدة
وأعلنت الحكومة البريطانية الأحد عقوبات تجارية جديدة ضد روسيا وبيلاروس على خلفية الهجوم على أوكرانيا، بما في ذلك حظر للصادرات يستهدف الصناعة الروسية وزيادة في الرسوم الجمركية تشمل خصوصاً البلاديوم.
وقالت وزيرة التجارة الدولية آن-ماري تريفليان في بيان “حزمة العقوبات الكبيرة هذه ستلحق مزيداً من الضرر بآلة الحرب الروسية”.
وستزيد الرسوم الجمركية بـ35 نقطة مئوية، لا سيما على البلاتين والبلاديوم المستخدمَين في صناعة السيارات، بينما يشمل حظر الصادرات بضائع مخصصة لقطاعات التصنيع والآلات الثقيلة في روسيا مثل البلاستيك والمطاط والآلات.
وقالت الحكومة البريطانية إن “روسيا هي إحدى الدول الرئيسية المنتجة للبلاتين والبلاديوم وتعتمد بشدة على المملكة المتحدة لتصديرهما”.
وأوضحت الحكومة أن هذه العقوبات تتعلق بـ1.7 مليار جنيه استرليني من البضائع (نحو مليارَي يورو)، ما يرفع إلى أكثر من 4 مليارات جنيه قيمة السلع المُستهدَفة بعقوبات تجارية منذ الهجوم الروسي في 24 فبراير (شباط).
كما فرضت بريطانيا عقوبات على أكثر من ألف فرد وما يزيد على 100 شركة منذ بدء الهجوم.
زيلينسكي يمنح كلباً وساما لمساهمته في الكشف عن الألغام
وفي خطوة لافتة، نال كلب أوكراني شهير يدعى “باترون” وصاحبه وساماً من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقديراً لخدماتهما المتفانية بعد أن استطاع الكلب الكشف عن متفجرات وألغام باستخدام حاسة الشم.
ويُنسب للكلب وهو من سلالة “جاك راسيل” صغيرة الحجم الفضل في اكتشاف أكثر من 200 عبوة ناسفة والحيلولة دون تفجيرها منذ بداية الحرب، وسرعان ما أصبح رمزاً للوطنية الأوكرانية.
ومنح زيلينسكي الجائزة في مؤتمر صحافي في كييف مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، وخلال تقديم الجائزة نبح الكلب وهز ذيله، ما أثار ضحك الجمهور.
وذهبت الجائزة أيضاً إلى مالك “باترون”، وهو ضابط برتبة ميجر في خدمة الحماية المدنية.
المصدر: وكالات /اندبندنت عربية