عدنان أبو عامر
بعد أن خططت قوات الاحتلال لتنفيذ عملية خاطفة لاعتقال عدد من المطلوبين الفلسطينيين في مخيم جنين، خاصة في قرية برقين، فقد ووجهت بمقاومة عنيدة، دفعت أوساطا عسكرية إسرائيلية للإعراب عن قلقها مما تحلى به المسلحون الفلسطينيون من جرأة لافتة في التصدي للجنود والوحدات الخاصة التي شاركت في عملية الاقتحام التي تمت في وقت مبكر من صباح الجمعة، وأسفرت عن مقتل ضابط إسرائيلي كبير من وحدة “اليمام” التي قتلت الصحفية شيرين أبو عاقلة.
وتواترت في الساعات الأخيرة العديد من التصريحات الإسرائيلية “المنزعجة” مما وصفته بشدة الاشتباكات العنيفة التي شهدتها القرية الفلسطينية، منذ ساعات الصباح، واشتدت على مدار اليوم، واستخدمت فيها كميات كبيرة من الذخيرة من جانب المسلحين الفلسطينيين.
أمير بوخبوط المراسل العسكري في موقع “واللا” كشف في تقرير ترجمته “عربي21” أن “اشتباكات عنيفة شهدتها قرية برقين قرب مخيم جنين قتل خلالها ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي بالرصاص، هو ناعوم راز، حيث أطلق المقاومون الفلسطينيون خلال الاشتباكات آلاف الرصاصات والذخيرة الحية، وظهر أن إطلاق النار غير خاضع للسيطرة وغير منضبط، وعلى مسافات قريبة جدًا من القوات الإسرائيلية ما أوقع هذا الضابط قتيلا على بعد مسافة قريبة من المسلحين”.
وأضاف أن “هذه الخسارة التي مني بها الجيش تتطلب إجراء التغييرات والاتجاهات، وإعادة التفكير في مسارات العمل العسكرية في المناطق الفلسطينية، لأنه سيكون من المستحيل من الآن فصاعدا تجاهل حجم الأسلحة والذخائر التي يحوزها المقاتلون الفلسطينيون، حتى إن أحد كبار الضباط الإسرائيليين لم يتردد في القول إنني أخدم في الجيش منذ أكثر من عشرين عامًا، شاركت في حرب لبنان الثانية 2006، الجرف الصامد في غزة 2014، لكنني لم أشاهد ما شاهدته في جنين اليوم”.
وأوضح “أننا أطلقنا آلاف الرصاصات، قمنا بتبديل إطارات مدرعاتنا أربع مرات لكثرة الثقوب فيها، ووجدنا صعوبة بالغة في الانسحاب من المكان، رغم أن المشاركين في الاشتباكات كانوا من وحدات النخبة مثل غولاني، وشرطة حرس الحدود، ووحدة التنقل 511، وقوات أخرى”.
بدأت أحداث الجمعة الساعة الـ06:30 فجرا، حين اقتحمت قوة مستترة من الجيش الإسرائيلي أحد أحياء جنين، وبدأت في جمع المعلومات الاستخبارية، واستولى القناصة على أسطح المنازل، وسدت الشرايين الرئيسية في المنطقة، لكن القوة الرئيسية التي أحاطت بالمبنى المستهدف كان من بينها الضابط ناعوم راز، وشملت العملية إلقاء القنابل الصوتية وغيرها من الوسائل التي تهدف إلى ردع الموجودين داخل المنزل، وبعد تقييم الموقف تقرر إطلاق النار من أسلحة خفيفة على جدران الغرف، ودعوة المطلوب محمود الدبعي وأخيه لتسليم نفسهما.
في الوقت نفسه، أطلق العشرات من المسلحين النار، ورد الجيش الإسرائيلي عليها، ثم تم اتخاذ قرار بإطلاق صاروخين على المبنى، حيث انهارت جدرانه، واندلع حريق في الطابق العلوي، وحين قررت القوة الانسحاب من المكان، فقد ووجهت بنيران كثيفة، أسفرت عن إصابة راز بجراح خطيرة، توفي على إثرها.
في وقت لاحق، ظهر لافتا حجم الخسارة التي تكبدها جيش الاحتلال بعد أن تبين أن الضابط القتيل ناعوم راز، 47 عاما، انخرط في الوحدات الخاصة القتالية الإسرائيلية منذ 23 عامًا قضاها في وحدة “يمام”، وشارك في عدد لا يحصى من العمليات الخاصة.
المصدر: عربي21-