أحمد مستو
الحالم هو شخص منقاد للخيال يجد لذة في الأفكار المبهمة، وفي التخيلات في بعض الأوقات، ولكثرة ما يشطح بأفكاره الرومانسية والأفلاطونية يتعرض للانتقاد بسبب أفكاره المجنونة ويصفونه بالحالم .. وأنا من هؤلاء..
أعترف بأن افكارًا غريبة تراودني منذ نشأتي الأولى حين كنت في ريعان الصبا.. وتراني تارة أقول هي ردة فعل وتمرد على البيئة الاجتماعية المحيطة، والعنف المستشري بين تجمعاتنا السكنية في أحياء حلب العشوائية حيث العصبية العائلية والعشائرية السائدة.. فقد كنت على الدوام فتى مسالمًا ميالًا للسلم. وتارة أخرى أقول: إن تلك القصص والكتب التي اشتريها من فوق الأرصفة جعلتني منفصلًا عن الواقع وأعيش الحياة، وكأنها مخبأة في صفحات تلك الروايات المنفلوطية وغيرها..
ومن الفاجعة -(رحيل سامح) وبحكم أني لم يسبق لي أن تلقيت صدمة بهذا الحجم مذ عرفت الحياة وأنا في حال ذهول تام لا أدري ما أفعله وكيف عليَّ أن أتصرف.. وهل الأشياء كل الأشياء ستبقى كما كانت قبل سامح وبعده..؟ بالطبع استحالة ان تبقى هي ذاتها.. إذًا ما علي فعله لإعادة حياتي كما كانت عليه..
هو اليقين بأن سامح لم يرحل أساسًا..
مثله كمثل الكثيرين الذين فقدناهم.. فقد ركبوا الطائرة قاصدين موطنًا آخر وبلدًا آخر.. وهو مجرد وقت ويتم استكمال الأوراق للم شمل عائلته.. متمنيًا له حياة سعيدة ..
بهذه الطريقة عادت الأشياء كما كانت.. أما عن اتهامي بالـ (الحالم) فليكن أساسًا فأي أمر يجلب المتعة لصاحبه هو شيء عظيم مهما كان..
سامح سافر.. بالنسبة لي على الأقل، أما إذا كان لغيري رأي مختلف فهذا شأنه.
المصدر: صفحة أحمد مستو