وسام سليم
حمّل وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو النظام السوري مسؤولية فشل الجولة الثامنة من اجتماعات اللجنة الدستورية التي عقدت مطلع الشهر الجاري في جنيف، مؤكداً في الوقت ذاته أن أنقرة لا يمكن أن تتسامح مع “الهجمات الإرهابية” التي تشن من داخل الأراضي السورية.
وقال أوغلو، في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بأنقرة، إن الموقف السلبي للنظام السوري أدى إلى فشل الجولة الثامنة لتلك الاجتماعات، وأكد في الوقت ذاته أن تركيا تؤيد استمرار مباحثات أستانة، لا سيما أنها تحظى بدعم الأمم المتحدة أيضاً.
وأضاف، بحسب ما نقلت وكالة “الأناضول”، الحل الوحيد للأزمة السورية هو سياسي، يجب جلوس النظام مع المعارضة المعتدلة على طاولة المفاوضات من أجل إقرار مستقبل البلاد.
من جانبه، اتهم لافروف الولايات المتحدة بأنها “ترعى عدة تنظيمات في سورية بشكل غير قانوني”، وأكد في الوقت ذاته أن روسيا تأخذ في الحسبان قلق أصدقائها الأتراك حيال التهديدات التي تشكلها القوى الأجنبية على حدودهم، كما لفت إلى أن موسكو وأنقرة ستواصلان تعاونهما في مسألة سورية.
كذلك اتهم لافروف المجتمع الدولي والغربيين بمفاقمة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في سورية بدل حلها من خلال العقوبات المفروضة على النظام. مضيفاً أن الولايات المتحدة “خنقت” سورية بالقيود، وأنه لا يمكن تقديم المساعدات الإنسانية إليها بشكل صحيح.
وحول دلالة التصريحات الأخيرة، قال وائل علوان، وهو باحث رئيسي في مركز جسور للدراسات، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن تركيا تتموضع جيوسياسياً اليوم في موقع مهم جداً ضمن المعطيات الدولية الجديدة التي بدأت تفرزها الحرب الأوكرانية، مضيفاً أن الأمن القومي التركي وتأمين الحدود الجنوبية مع سورية هي جزء من الفرص التي من الممكن أن تستفيد منها أنقرة اليوم في موقعها ومواقفها من المواجهة الغربية الروسية في أوكرانيا.
وأردف: “من الملاحظ أن لافروف جاء إلى أنقرة وبرفقته وفد عسكري رفيع المستوى والنقاشات التي تمحورت لم تكن فقط عن سورية وهو ما يدلل على وجود حزمة من التفاهمات التي يمكن أن تجريها تركيا مع روسيا تكون مفيدة لكافة الأطراف وتكسب بها أنقرة مصالح سياسة أو أمنية أو اقتصادية”.
وأكد علوان أن روسيا تتفهم أن تركيا تحتاج لمكتسبات، وهو ما عكسته التصريحات “اللينة” التي صدرت من موسكو تجاه العملية العسكرية التركية في سورية وموضوع تسهيل تأمين المنطقة الآمنة.
المصدر: العربي الجديد