مصطفى محمد
أجرى رئيس الحكومة المؤقتة السورية عبد الرحمن مصطفى زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، بدعوة رسمية من الخارجية الأميركية.
والتقى مصطفى والوفد المرافق له المؤلف من وزير الإدارة المحلية والخدمات محمد سعيد سليمان، ووزيرِ الصحة مرام الشيخ، ومديرِ العلاقات الخارجية ياسر الحجي، بعدد من المسؤولين الأميركيين، ومنهم نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية إيثان غولدريتش، ومديرة ملف سوريا والعراق في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض زهرة بيل، بالإضافة إلى مجموعة من المسؤولين في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع.
وكذلك التقى مصطفى المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا جيمس جيفري، وشخصيات ممثلة للجالية السورية، والسفير التركي لدى واشنطن مراد مرجان.
وعُدت الزيارة ب”السابقة” منذ تشكيل المعارضة للحكومة المؤقتة في آذار/مارس 2013، وحظيت باهتمام لافت لجهة تزامنها مع اقتراب انطلاق العملية العسكرية التركية في الشمال السوري التي تعارضها واشنطن.
ووصف أحد أعضاء وفد الحكومة المؤقتة الزيارة ب”الناجحة”، من دون أن يُعلق على أهداف الزيارة أو الملفات التي جرت مناقشتها.
لكن المستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية حازم الغبرا وصف الزيارة ب”الروتينية”. وبيّن ل”المدن” أن “الزيارة ركزت على ملف المساعدات مع اقتراب التصويت في مجلس الأمن على تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى الشمال السوري، والوضع الإنساني في الشمال السوري”.
وأشار الغبرا إلى علاقة الحكومة المؤقتة المميزة والقوية بتركيا. وقال: “بالتأكيد جرى نقاش عن جدية تركيا بالتحرك عسكرياً، وأميركا تركز الآن على المعلومات ووجهات النظر حول العملية العسكرية التركية المُرتقبة، وتحاول بأدوات القوة الناعمة إقناع المعارضة السورية بمخاطر التحرك العسكري التركي، الذي قد يؤدي لتأزم الاوضاع وظهور نتائج سلبية”.
من جهة أخرى، أثارت الزيارة جدلاً في أوساط المعارضة السورية، بسبب الأنباء عن عدم علم الائتلاف الذي يشكل المظلة والمرجعية السياسية للحكومة المؤقتة.
وهاجم “تيار الإصلاح” الذي شكله المبعدون عن الائتلاف السوري، رئيس الحكومة المؤقتة، معتبراً أن الزيارة تؤشر إلى سحب ملف العلاقات الخارجية من الائتلاف وإلحاقه بالحكومة المؤقتة، مضيفاً أن عقد رئيس الحكومة لقاءات سياسية مع وزارة الخارجية الأميركية دون علم الائتلاف ودون إشراك ممثله في واشنطن قتيبة إدلبي، وعدم إطلاع سالم المسلط على جدول أعمال الزيارة التي تجري بمساعدة خارجية، تعد مؤشراً على ذلك.
وقال التيار إن تعامل الخارجية الأميركية مع زيارة عبد الرحمن مصطفى حملت أكثر من إشارة، فقد جاء الإعلان عنها عبر “تويتر” من حساب السفارة الأميركية في دمشق، ما يطرح تساؤلات عن هدف زيارة واشنطن.
وبهذا الخصوص، يرى الباحث في مركز “الحوار السوري” الدكتور محمد سالم أن زيارة مصطفى إلى واشنطن تؤشر فعلاً إلى تراجع دور الائتلاف في موضوع العلاقات الخارجية. ويضيف ل”المدن” أن رئيس الحكومة المؤقتة بدأ يلعب مؤخراً دوراً أكبر في ملف العلاقات الخارجية.
لكن سالم رفض ربط الزيارة بالعملية العسكرية التركية، قائلاً: “لا أعتقد ان لتلك الزيارة علاقة بترتيب ملف العملية العسكرية التركية، هذه تناقش بين أنقرة وواشنطن، ومصطفى لم يلتقِ بمسؤولين أميركيين من المستوى الرفيع، بل بموظفين في الخارجية الأميركية”.
والخميس وفور عودته إلى تركيا، التقى رئيس المؤقتة عبد الرحمن مصطفى وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في أنقرة. وقالت الحكومة المؤقتة إن الاجتماع ناقش آخر مستجدات العملية السياسية والأوضاع السائدة على الساحة السورية وخاصة التصعيد الأخير في درعا وإدلب، وتم التأكيد على مواصلة التعاون وتنسيق المواقف بين الجانبين في كافة المنابر وعلى كافة الصعد وخاصة مكافحة الإرهاب.
المصدر: المدن