أميرة موسى
على الرغم من كون ثورة 25 يناير 2011 انتهت بإغلاق تام للفضاء السياسي، إلا أنها عكست تطورًا عميقًا للمجتمع، وساعدت على تعزيزه. ويتواصل الصراع في المجال الخاص ومن أجل تطوير العقليات، على أمل التأثير على مستقبل البلاد على المدى الطويل.
الثورة ليست مجرد مظاهرات سياسية ولا احتجاجات عامة وإنما هي كل ما يحدث في حياتنا نحن. المعارك التي نخوضها بالمنزل مع الأهل ثورة. صراع انتزاع الحقوق الإنسانية ثورة. الوجود في الشارع ثورة. أفكر بصوتٍ عال في ذلك. أسأل عادل (اسم مستعار)، وهو ناشط بالعمل العام وأحد الكوادر المدنية بالإسكندرية، والذي يبلغ من العمر 45 عاما عن رأيه، فيرد مؤكدًا: “الثورة ليست دُبًا في الشارع”، أي أنها ليست ضربًا واشتباكات ميدانية فقط. يقول إن مفاهيم الثورة في حياة الناس ليست محصورة على السلطة السياسية، وإنما تمتد لتشمل رفض كثير من الممارسات الشخصية، وقد انعكست على ترتيب أولويات الأشخاص في يومهم وحيواتهم الخاصة.
بالذكرى الحادية عشر لثورة يناير، أُجلس مع عادل لنسترجع جزءًا من ماضيها وماضينا. لا نكاد نُفرق بينهما حينا من فرط الالتحام بين عام(ها) -أي عام الثورة- وخاص(نا)، نحن المؤمنين بها. وحينا آخر، نبدو كمن أخذ مسافة وأطلّ من بعيد متحدثا عن تاريخ لا ينتمي إليه. كأن هذه الثورة غريب لم ولن نلتقيه أبدًا، فقط نتأملها ونُقيم ما كان ونتساءل حول ما هو كائن بعدها.
في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني، نزل المصريون في الميادين تحت شعار “عيش، حرية، عدالة اجتماعية”. على مدار ثمانية عشر يوما، ذابت كل الفروق. أجمعت الجماهير رغم اختلافاتها على ثلاثة مطالب، دون تفكيك. اتفقوا عليها ضمنيا في وهج الثورة. هتفوا جميعا لأجلها، فلما سقط رأس السلطة يوم تنحي حسني مبارك، كشف نفس الشعار عن معان مختلفة لدى كل فئة من هذه الجماهير. وصف البعض مطالب البعض الآخر بـ“الفئوية”. اعتُبرت بعض الحقوق أقل أهمية من غيرها، ورُفع شعار أولويات النضال التي لا تستوعب كل جماهير الثمانية عشر يوما، ثم تراجعت الثورة باعتبارها مؤامرة وسقوطاً مدويّاً، وتحوّل أبطالها إلى متهمين/ات، وكان ما كان.
أكثر من حدث سياسي
نحن نعيش اليوم تحت وطأة حكم يقوده رجل عسكري. ووفق مؤسسات حقوقية، يقبع آلاف النشطاء والسياسيين من رموز الثورة في السجون. تحتفل السلطات الرسمية في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني نفسه بعيد الشرطة. تُطارد شبح الثورة في خطابِها كل عام، وتستخدم التماهي بين الدولة والمسئولين عن السلطة للترويج لفكرة أن المساس بالمسؤولين هو مساس بالدولة ذاتها، وتُشدّد على عدم السماح لهذا التهديد بالعودة ثانية. من هذا المنطلق، يُمكن رؤية الانحسار الثوري سياسيا، أو ما يُوصف بـ “فشل ثورة الشعب المصري”. لكن وبغض النظر عن التسميات، فقد دفع ذلك العديد من الأفراد نحو إعادة إنتاج معركة الحصول على الحق بشكل شخصي. اختار كلٌّ منهم/ن ثورته/ا الذاتية، وهو ما ينعكس بالتبعية على إحداث تغيير اجتماعي، ليست الدولة مصدره، كما أنه لا يتحقق بالاستيلاء على السلطة، وإنما بتحلّلها، وفقا لنظرية المفكر الماركسي المنتمي لتيار الزباتيستا جون هولواي 1.
حينما نتطرق للأثر الاجتماعي، فمن الضروري توسيع مفهوم السلطة ليشمل تنويعات أخرى -بخلاف السياسي- كالسلطة الأبوية على سبيل المثال، والانتقال من النظرة المختزلة للثورة في أحداث عامة إلى مثيلتها الشخصية. يقول عادل تعليقا على ذلك: “بالتأكيد، الثورة غيّرتنا جميعا”. أخبرني كيف ساهمت الثورة على مستوى حياته الشخصية وقناعاته وقبوله لأنماط وهويات جنسية غير معيارية لم يكن ليتقبلها من قبل. تَحَفَّظَ عادل على نشر بعض التفاصيل. إلا أنه أرجع إلى الثورة الفضل في اتساع استيعابه النفسي لمغايرين كُثر رفض من قبل الانخراط معهم من منطلق عدم تمكنه حينها من التنازل عن أفكاره كمواطن مصري ذكر ينتمي للطبقة الوسطى، على حد وصفه.
يرى عادل في خلع الحجاب أحد أشكال التغيير في حياة النساء بمحيطه الاجتماعي. يشير إلى أن القيم الشخصية المُحددة لقرارات الأفراد تأثرت بالثورة وأفكارها. يضحك ساخرا حينما يستذكر مقطعا لأحد الإسلاميين المرددين لعبارة “الثورة يعني أمك تخلع الحجاب”. خطاب الإسلام السياسي الذي روّج لنشر خوف من إبداء أي تحرر ولا سيما لو كان نسائيًا، تلاشى مع الهزيمة السياسية التي لحقت بالإخوان في 2013، وهو ما خدم اجتماعيا في تقدير داليا (اسم مستعار) -وهي مترجمة في الثلاثينات من عمرها- شريحة من النساء، هي واحدة منهن. لا يعني ذلك خلوّ معارك النساء لنيل حقوقهن من معارضين حاليًّا، إلا أن انحسار نفوذ الإسلاميين قلّل جزءا من الوصم والصدام معهن. توضّح داليا: “على الأقل، لم يعد هناك قنوات مُخصصة لنشر خطاب كراهية ضدنا، تحت شعار ’الكاسيات العاريات’ وما شابه”.
تُعرب داليا عن دور الثورة في تغيير مسار حياتها: “الثورة كانت دفعة لكي أتمرد، وأتحرر من القيود”. أسألها عن معنى القيود فـتقول “لا يتوقف الأمر عند التحرر من سطوة الأسرة سواء التي كوّنتها مع زوجي أو أسرتي التي أتيت منها، لكن كل القيود حتى الداخلية، مثل تلك المتعلقة بالدين”. شاركت داليا في الثورة بمحدودية، نظرا لرفض والد ابنتها وزوجها آنذاك. لكن بعد 2011، زادت مشاركتها ببعض الأحداث فيما بعد، ولا سيما الأنشطة العامة، ومنها تعرفت على عادل أثناء العمل الميداني. عمل عادل وداليا معا منذ ذلك الحين على تصميم حملات للقضاء على العنف ضد النساء.
يُعقب عادل على ملاحظته لمسار التغيير الاجتماعي من واقع عمله: “دعينا نتفق أن الوعي تغّير من 2011 للآن. حقوق النساء هي أحد تجليات هذا التغيير”. يشير إلى أن التماهي مع ممارسات مرتبطة بالقيم الذكورية قَلّ، حتى وإن لم تقل القيم الذكورية نفسها. يضرب بالتحرش مثالا. يرى أن منطق “إيه اللي وداها هناك” يهتزّ. لم يعد اعتبار المرأة مخطئة مُسلَّماً به. قلّ الاستهتار تجاه النساء، في حين زاد التعاطف والفهم لقضيتهن، كما أن البعض ممن كانوا يرون أن دعم المرأة ليس أولوية، استوعبوا مركزية القضية في حياتنا”. ويعترف أن التغيير ليس هائلًا، لكنه موجود.
“الانتقال من الحيز المغلق إلى المتاح”
ما زال الثنائي (عادل وداليا) إلى الآن يواصل نشاطه التوعوي في مجال حقوق المرأة والطفل والوعي البيئي، قدر المسموح. وهذا ما يمكن تسميته في تقدير عادل بـ “معركة الوعي”. يعتقد الأخير أن على المحاربين فيها أن يكونوا على وعي بأن التغيير لا يحدث بين عشيّة وضحاها، وأن المهم الآن هو ما يمكن القيام به حاليا، سواءً أحدث فرق فيما بعد أو لا.
في حال حدوث تغيير سياسي في المستقبل، فإن وجود التواصل والنشاط المجتمعي وإبقاءه، والمُراكمة عليه، هو أهم ضمانة للقدرة على الفعل لاحقا. لا يُمكن إنجاز أي شيء حينها دون وجود فاعلين، أشخاص يعملون ولديهم خبرة وقدرة، تُمكن أصحابها من عمل شيء فيما بعد. يضيف عادل:
سيكون لدينا قدرة على التعامل مع الغد ما دمنا نواصل العمل اليوم، أيّا كان مجال نشاطنا. يتطلب ذلك منا التحايل على القيود، بالانتقال من الحيز المغلق إلى المتاح. إذا وجدنا مجال العنف ضد المرأة مغلقاً، سنعمل في حقوق الطفل، ولو أغلق بدوره، ننتقل إلى البيئة. تصبّ جميع الطرق والمجالات في النهاية بالاتجاه نفسه، ولصالح معركة الوعي ذاتها.
ينطبق تصور عادل مع رؤية أستاذ الاجتماع ودراسات الشرق الأوسط آصف بيات، الذي يعتقد أن الثورة تتعدى مجرد كونها تغييرًا في النظام وإصلاحاً للدولة، لأن الهدف من إصلاح الدولة رعاية وتسهيل إنشاء نظام اجتماعي جديد وشامل وقائم على المساواة. يستشهد بمنظور السياسي الماركسي أنطونيو غرامشي عن إمكانية العمل على هذا المشروع، حتى في ظل الدول السلطوية والاقتصادات الليبرالية الجديدة. فالبداية بالنسبة لبيات تكون بتشكيل ما يسميه “مواطَنة فاعلة”، لديها الشجاعة والإبداع للتأكيد على الإرادة الجمعية في مواجهة كل الصعاب بالتحايل على القيود، واستخدام المتاح، واكتشاف مساحات جديدة بداخلها لتجعل صوتها مسموعًا.
بالمقابل، هناك آراء تعارض هذا الطرح وتعتبر أنّ “التغيير السياسي المفاجئ في مصر نتيجة الثورة لم يأتِ بتغيير اجتماعي كاسح، ما أدّى إلى إحباط تطلّعات المواطنين، وأنه في ظل غياب محاولة جذرية لمعالجة الأسباب الجوهرية لمحركات التنمية الاجتماعية، فمِن المرجح استمرار الصراع الأهلي وانعدام الاستقرار السياسي” 2. لكن من ناحية أخرى، تسبّبت عوامل عدة مثل الإحباط وغياب الحلول الجذرية للوضع الاجتماعي الدافع للتغيير، وتوقع استمرار التأزم السياسي بسبب المسؤولين في أعلى الهرم، في أخذ أعداد متزايدة من الأفراد لمفهوم الثورة ومدّه إلى حياتهم، نظراً لشدة وعمق الحاجة إليه. وهكذا تسفر أشد التجارب دموية وقسوة في التراجع والفشل السياسي والإخفاق العام، إلى دفع الناس لإدراك أهمية ما أسمته الكاتبة السورية سمر يزبك “تعبئة الفراغ” بوصفه الفعل السياسي الأجدى، في ظل وضع الحرب والشتات.
تطوّرات صغيرة تمهّد لتغيّرات عظيمة
يتفق عادل من جانبه مع ذلك بالقول إنه في مرحلة الحراك والسيولة الثورية، كان التطلع والشعور بالقدرة على التغيير والفعل حاضراً بقوة. لكن مع الانكماش، أدرك الناس أن التغيير العام ليس بالسهولة المتوهمة. لم يمنع هذا التغيير، بالعكس أحدث قبولا بين المختلفين. يرصد عادل بعض جوانب التحول لدى أشخاص شديدي الراديكالية، إذ أصبحوا أكثر انفتاحا، ومجموعات من “الأغلبية الصامتة” أو بمسمى العوام “حزب الكنبة”، صاروا أكثر فاعلية ونشاطا. يذكر قصة صديق له كأحد نماذج التحول الاجتماعي، إذ قرر الأخير تعقيم نفسه، اتساقًا مع التغيير النسوي الذي طرأ عليه بعد الثورة. فهو لا يريد أن تتحمل شريكته عبء منع الحمل، بما يضر بصحتها هي، دون أن يكون هو طرفًا في المسؤولية المشتركة لعدم الإنجاب. يرى عادل أن “فكرة كهذه كان من المستحيل حتى سماعها قبل 2010، لم تكن واردة أصلاً”.
يعتبر أن أحد التغييرات “العظيمة” أيضا هو تبدل مواقف بعض التيارات السياسية مثلا في قضايا تعاملوا معها سابقا بنمطية شديدة: “كان الناصريون في السابق يتعاملون مع النوبيين باعتبارهم مجموعة خوارج لا حق لهم في أكثر مما هم عليه الآن. لكنني بدأت ألاحظ في السنوات الأخيرة أن من بينهم من يعترف بأحقية وعدالة قضية النوبة”. يشير كذلك إلى خلخلة المكانة المقدسة لمفاهيم وأشخاص كُثر: “هناك تأثير قوي حصل للناس، وانعكس على رؤيتهم لطبيعة دورهم، ومفاهيم التعايش فيما بينهم، حتى اقتصاديا، كان الوعي باحتياجات الطبقات الدنية شديد السذاجة، وهذه قناعة اهتزت مؤخرا”.
رجوعًا لفكرة بيات حول المواطنة الفعالة، “نستطيع انتقاد بعض الممارسات الثورية وإعادة النظر فيما نقوم به الآن لإدراك أهميته ليس على نطاق ضيق أو قصير الأمد، ولكن في المساهمة على المدى الطويل والتأثير العام والأوسع من الممارسات الخاصة الفردية، ولا يعني ذلك نزع الأهمية عن هذه الممارسات لو كانت خاصة وفردية فقط”، بحسبه. تمثّل تجربة داليا نموذجًا لانعكاس الثورة على حياة الأفراد من ناحية، ومثالا كاشفًا عن تداعي أبعد منها هي وحدها، كما قصد بيات، من ناحية أخرى. يظهر ذلك في عِدة صور، منها تجربتها في مجال العمل العام مع عادل، وفي نمط تربية ابنتها، تحت تأثير تغييرها الشخصي.
قبل الثورة كان لداليا رغبة في التحرر من القيود الموضوعة عليها. 25 يناير/كانون الثاني كانت دافعا لأخذ خطوة أبعد: “شعرتُ أنه لابد أن يكون لي دور في الحياة والمجال العام، مع أني لم أكن أعرف ما هو هذا الدور”. بدأت من السعي لاكتشاف ذاتها، لكن لم يكن لديها الحرية لهذا الاكتشاف، لذا قررت التركيز في الحصول على الحرية والتخلص من القيود التي تعوق اكتشافها لمن تكون فعلا. كان هذا هدفها الأول. حقّقته من خلال الانفصال عن زوجها، ثم تحركّت للخطوة التالية كما تصفها: العائلة. خاضت معهم معركة دامت ثلاث أو أربع سنوات. كان هدفها الأكبر هو ألا يتدخل أحد بحياتها ولا يكون لأحد سلطة أو حكم عليها في أي شيء. لم تكن معركة سهلة كما تقول، ثم بدأت في رحلة اختبار واختيار روحاني، وسياسي. حاولت الإجابة على أسئلة من قبيل: مع من تريد أن تقف؟ وإلى ماذا تنتمي؟
تغيير نوعي
بعد أعوام من العمل موظفة حكومية، بشهادتها الجامعية، تخلصت من قيد آخر بالاستقالة. تقول داليا: “لم أكن أفهم نفسي وقتها، ولا أعرف من أكون. تخبّطت كثيرًا”. حين أسألها عن تأثير التغيير على تربية ابنتها، وعلاقتها بها، تصمت لدقائق. تفكّر، وتحملق بعينيها، ثم تقول:
الأشياء متشابكة جدا. لا أعرف العلاقة بين ما سأقوله وبين الثورة، لكن ما وصلت إليه الآن من حرية، ساعدني على التخلص من شعور كبير بالغضب داخلي نتيجة شعوري بالحصار، وإن لم يقض عليه تماما. إلا أني حينما صارت حياتي مستقلّة، صرت أهدأ. تأثرت ابنتي بهذا المسار، بغضبي ونوبات اكتئابي، وكذلك بهدوئي واستقلالي. حاولت العمل على نفسي وتنمية وعيي لأجلها أيضا. صاحبتها وأصبحت علاقتنا أفضل.
تتخيل لو لم تتغير وتتأثر بكل ما مرت به، كيف كانت ستعاملها؟ “مثل تربية أهلينا، كنت سأصرخ وأفرض رأيي وأتحكم وأعمل ما أراه صوابا من وجهة نظري، دون الاستماع إليها، عكس ما أفعل الآن”.
صحيح أن الوضع المظلم الذي تعيشه البلاد سياسيا، يحيل إلى قتامة على حد وصف بيات، إلا أن هذا يقتصر على قمَّة الهرم، أي إلى الدول، وأنظمة الحكم، وأشكال الحوكمة، التي لم تتغير تغيرًا كبيرًا عما كانت عليه قبل الثورات. ولكنه يذهب إلى تقييم مختلف بالنظر إلى ما يسميه القاعدة السفلية أي إلى العالم الاجتماعي، والذاتيات الشعبية بين النساء والشباب والأقليات، وغيرها من المجموعات، ما يجعله متفائلًا بمستقبلٍ ديمقراطيٍّ، على حد وصفه. وهذا ما يتجلى في قصة داليا، وغيرها من الناس.
في 2019، أجريت تحليلًا بيانيًا لمئة تدوينة بين مجموعة من المشاركين بالثورة في ذكراها. استهدف التحليل رصد التغيير في حياة المشاركين ومواقفهم منها. اختار حوالي ربع المشاركين استرجاع وتوثيق الثورة عن طريق سرد التأثير الذي أحدثته على الصعيد العام والشخصي، بدلا عن رواية أحداثها أو مشاركة التأريخ لمراحلها أو تضمين اقتباسات. 84% من المشاركين كانت مشاعرهم إيجابية تجاه الثورة. 90% لا يشعرون بأي ندم حيال مشاركتهم فيها. تمحورت أفكار قرابة 40% منهم حول ما أسموه “عظمة الثورة” باعتبارها أهم حدث وقع في حياتهم الشخصية، بل وفي البلاد كلها. إضافة إلى 13% اعتبروها محرّكا للتغيير العام والخاص، أدّى لتَبدُل الأدوار والمفاهيم، و7% من النساء عبرن عن علاقة التأثير المتبادل بينهن وبين الثورة، ودورها في تشكيل وعيهن.
اختتمت داليا حديثها قائلة بأنه رُغم كل ما حدث سياسيا، ومن هزيمة الثورة، يوجد مشترك بين مجموعاتها وأفرادها وهو الإيمان بها كفكرة، بكل ما تشمله من قيم، وفي مقدمتها الحرية. قالت بهدوء:
نحن نفهم بعضنا بقدر ما. لدينا إيمان بالحرية الشخصية التي خرج الناس وثاروا لأجلها. لم يتحقق كل ما حلمنا به، لكن هذا لا يُغيّب التغيير الذي لحق بنا وبالمجتمع، وأنا أرى أنه للأفضل.
أميرة موسى صحافية مستقلة. درست الإعلام بجامعة القاهرة. نشرت كتابها الأول “في فلك البيوت” عام 2020، وشاركت في عدد من الكتب الأخرى.
المصدر: موقع أوريا21