عدنان أحمد
تتواصل أجواء التسخين العسكري في الشمال السوري على وقع التحضيرات للعملية العسكرية التركية، وسط أنباء عن دفع قوات النظام السوري بمزيد من التعزيزات إلى الجهات المحتملة لاندلاع المعارك، وخاصة مدينتي تل رفعت ومنبج بريف حلب، في وقت واصلت القوات التركية توجيه ضربات لـ”قوات سورية الديمقراطية” (قسد).
وذكر مراسل “العربي الجديد” أن القوات التركية قصفت موقع (تل السيريتيل) الذي يتمركز فيه عناصر “قسد”، في قرية الحلونجي شمال مدينة منبج بريف حلب، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من العناصر، فيما قتل عنصر آخر جراء انفجار لغم أرضي في سيارة عسكرية في محيط بلدة تل السمن شمال الرقة، إضافة إلى إصابة عنصرين آخرين بهجوم مسلح لمجهولين استهدف سيارة عسكرية في بلدة الكرامة شرق الرقة.
ومن جهته، استهدف “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا، خلال الساعات الماضية، مواقع “قسد” بالمدفعية، في قرى صيدا ومعلق، ومواقع أخرى على الطريق الدولي شمال الرقة.
تعزيزات جديدة لقوات النظام
في غضون ذلك، ذكر مصدر مطلع، لـ”العربي الجديد”، أن قوات النظام دفعت بتعزيزات جديدة إلى محيط مدينتي تل رفعت ومنبج بريف حلب، تتبع للفرق الثالثة والخامسة والتاسعة و18 والفيلق الخامس، وتوزعت في محيط تل رفعت، مثل مرعناز وكفرنايا وام الحوش والوحشية ومنطقة منغ شبخ عيسى وغيرها. وفي منطقة منبج توزعت في العريمة وقرية أم عدسة ومنطقة خربة ماضي.
ولفت المصدر إلى أن التعزيزات تضم دبابات من أنواع مختلفة، مشيرا إلى أن عديد القوات التي وصلت إلى منطقة تل رفعت يبلغ حوالي 1500 عنصر، ونحو ألف عنصر في منطقة منبج.
وبيّن أن دخول الأرتال تزامن مع تحليق للطيران الحربي الروسي في سماء المنطقة.
وأفاد بأن قوات “قسد” رفعت، يوم أمس، أعلام النظام السوري على عدد من مقراتها العسكرية في مدينة تل رفعت شمال حلب، كما رفعت صور رئيس النظام بشار الأسد على أسطح مقراتها العسكرية القريبة من خطوط التماس مع الجيش الوطني السوري، في إشارة إلى التمويه لتجنب استهداف مواقعها من جانب القوات التركية.
كما حلّقت مروحيات روسية على طيلة الشريط الحدودي شمال الحسكة، وصولاً إلى المناطق الفاصلة بين مناطق سيطرة قسد والنظام السوري من جهة، ومناطق سيطرة القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” من جهة أخرى.
اجتماعات تنسيقية
وفيما شهدت بلدة عين عيسى شمالي الرقة اجتماعاً عسكرياً ضمّ ضباطاً روساً مع قياديين من قسد وضباط من قوات النظام السوري لبحث التطورات الأخيرة في المنطقة والعملية العسكرية المرتقبة، نفى مدير المركز الإعلامي لقوات “قسد”، فرهاد الشامي، لـ”العربي الجديد”، علمهم بالمعلومات المتداولة عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين “قسد” ومليشيات إيرانية وتشكيلات من قوات النظام السوري باسم “صاعقة الشمال” بإشراف روسي.
وكانت وكالة “باسنيوز” الكردية نقلت، اليوم الأحد، عن مصدر كردي قوله إنه تم تشكيل الغرفة في 25 مايو/أيار الماضي بناء على طلب روسي، وهي تضم إضافة إلى “قسد” كتيبة تابعة للواء فاطميون، وكتيبة لحزب الله، ومجموعات حماية نبل والزهراء، ومليشيات من أبناء الساحل، وعناصر حيان، حريتان، عندان، مسقان، وكتائب البعث، ووحدات قيادية من قوات النظام.
وأوضح أن الغرفة تضم 2 من الضباط الروس، 3 ضباط إيرانيين، 3 قيادات كردية قنديلية و2 من ضباط قوات النظام، مشيرا إلى أن الهدف من هذه الغرفة هو “تشكيل إدارة مشتركة للمنطقة عسكريا، وفق الوضع الراهن، إضافة إلى تنسيق وتأمين خطوط انسحاب وإمداد للوحدات الكردية في حال حصول هجوم تركي”.
وأوضح أن الوجود الميداني العسكري لتلك القوات يقدر بحوالي 600 عسكري، إضافة لرفد النقاط الحساسة بصواريخ حرارية تابعة لكتائب حزب الله.
وذكر المصدر أن موقع الغرفة في قاعدة روسية في قرية حردتنين بريف حلب الشمالي، بعيداً عن مناطق القصف، وتعتبر القرية بأكملها محمية من روسيا.
موعد العملية
وأشار الموقع من جهة أخرى، نقلاً عن مصدر في المعارضة السورية، أن تركيا قررت تأجيل الحملة العسكرية تجاه مناطق تل رفعت ومنبج في ريف حلب إلى حين انتهاء اجتماع أستانة حول سورية في 15 الشهر الحالي.
غير أن مصدراً في المعارضة السورية المسلحة أفاد، لـ”العربي الجديد”، بأن الموعد المحتمل للعملية قد يكون 27 الشهر الحالي.
وعقدت الإدارة الذاتية في شمال شرق سورية وقوات “قسد”، أمس، بمشاركة مجلس سورية الديمقراطية (مسد) اجتماعاً مشتركاً لبحث التطورات المتعلقة بالتهديدات العسكرية التركية، حيث ناقش المجتمعون، وفق وكالة “هاوار”، المقربة من “الإدارة الذاتية”، مواقف الدول الضامنة لاتفاق أكتوبر/تشرين الأول 2019، والتحضيرات من قبل القوات العسكرية حيال التهديدات التركية، إضافة للإجراءات الممكن اتخاذها من قبل المؤسسات العسكرية والإدارية والسياسية، ووضع آلية عمل مشتركة بينها.
وأقر الاجتماع، الذي حضره قائد “قسد”، مظلوم عبدي، وضع خطة عمل من قبل المؤسسات الثلاث للتعامل مع التطورات وتداعياتها في شمال وشرق سورية من قبل كل مؤسسة، إضافة لتكثيف العمل السياسي والخطاب السياسي والدبلوماسي والعسكري واللقاءات المحلية منها والإقليمية والدولية، وتوحيد الخطاب، وتذكير الأطراف الفاعلة الضامنة بواجباتها تجاه المنطقة، بحسب الوكالة.
مركز حميميم الروسي
من جهته، أعلن مركز حميميم للمصالحة الروسية في سورية، اليوم الأحد، أنه بسبب تفاقم الوضع في منطقة خفض التصعيد شمال غربي سورية، “أعادت وحدات من قوات الحكومة السورية تجميع صفوفها”.
وقال نائب رئيس مركز المصالحة الروسي، أوليغ جورافليف، في بيان، إن “وحدات من الجيش السوري أعادت تجميع صفوفها في الاتجاهات التي يصدر منها التهديد ضمن خفض التصعيد”.
وأضاف أنه “خلال اليوم الماضي، سجل إطلاق تسع قذائف من مواقع جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) في محافظتي حلب وإدلب”.
المصدر: العربي الجديد