نائلة الامام
يبكي أدونيس من خلال قصائده رأس الحسين ويرى أنّ استشهاده قد أحدث أثره في كلّ مظاهر الوجود. الحجر، الزهرة، النهر ـ وهذه الحادثة ما هي إلا تعبير عن الخيانة، والقتل وتلاشي المرؤة والفضيلة. .. هو رمز مناضلة الانسان الباطل ومكافحة الجهل في البلاد العربية.
في قصيدة طويلة من ديواني ربيع الدم والحرية سأنقل لكم منها على فقرات دفعا للإطالة ردي على أدونيس …أنتقي منها ردي عليه وهو يهاجم اسلامنا ويعيب علينا إيماننا
………………………..
مهيارُ لم يمتْ فينا الإلهْ
ما زال يرفدُنا بجندٍ منَّا
وتمدُّنا بعتادِنا هذي السماءْ
………………………….
(ويعيب علينا خروجنا من المساجد)
مهيار قد كذبتنا مهيارْ
الجمعةُ الغرَّاءُ ما أضحتْ سرابا
فرسانُها الدراويشُ
من التكايا ينفرون
سُبحاتُهم بنحورِهم
عقودُ جمراتِ الرصاصِ
يُسبِّحونَ برميهم ويكبِّرونْ
وبخورهم سحائبُ الغازِ المسيِّلِ
للجليدِ وللركونْ
يحصبونَ بجمرِهم أبالسةَ الطغاةْ
…………………………..
هاهم أوﻻء على خطواتهم
يتوهَّجُ الأفقُ براكينُ الجبالْ
أنصتْ إلى وقع السلاسلِ تهوي
مجنزراتِ الهولِ
في صدى الوديانِ في القيعانْ
مقبرةِ الحصونْ
…………………………….
هذي كتائبُ قهرنا
امتشقَ السلاحْ
هذي زحوفُ جراحِنا
ساحاً فساحْ
رجعُ حشرجةِ الأسارى
قد تحشَّدَ قد تعملقَ واستطارا
هو ذا صوتنا المذبوحُ دهرا
في مدى الأكوانِ هدرا
كان سراً هامساً صعقاً
فقصفاً فانفجارا
……………………..
أ فتنا مهيارْ
لِمَ يهدمُ الطاغوتُ بيتَ الله
من دونِ دكاكينكم ؟!!!
يفري بغلٍّ ما حفظنا
من رسائلهِ إلينا في الصدورْ
كيف يطوي العصرُ من محرابهِ
ليلَ العصورْ ؟!!!
ما سرُّهُ التكبيرُ يحدو الخلقَ
زحفاً للنشورْ ?!!!!
……………………………..
مهيارُ قد كذبتنا مهيارْ
واليومَ تسلقُنا بألسنةٍ مِراضْ
معمماً تنسِلُ من مقامِ الأولياءْ
تتخفَّى محنقاً بين السطورْ
وفي دهاليزِ الكلامْ
لإلهكَ الرأسِ الذبيحْ
ترفعُ الصلواتْ
تدمى بأسياطِ الحديدْ
وبنارِ المجوسْ
بسيفِ ذي الفقارْ
تودُّ لو تُعيدُ الأرضَ
زوجاً للطغاةْ
لبيتِ طاعتِها الوئيدْ
………………………
سقطتْ خيلُكَ فارسَ الكلماتِ
الغريبةِ والرؤى في مهاوي العجزِ
والتكرارِ والألفةِ والهذرِ البليغْ
وملَّكَ الحرفُ الذي يوماً مللتهْ
مباركٌ طعمُ الكفنِ
يفوحُ من لحمِ القصْيد
تطبقُ الصحراءُ في أَنَفٍ
على أشلائِهِ يحْتَنِكُ الجرادْ
…………………………
أنا ﻻ أطاولُ من سفحي
ما تداعى من ذراكْ
أطاعنُ فيك فرسانَ الهواءْ
نهلتُ يوماً من فراتِكَ
ما ارتويتُ
تهت دهراً في هُذاءٍ
واهتديتْ