فايز هاشم الحلاق
يا زائِرًا شامي بَلِّغْهُ أَحلامي
جَعَلْتُها حِبْرًا فاضَتْ بِأَقْلامي
سَلِّمْ على بَرَدى واصْغي إِلى نَغَمٍ
الماءُ يَعْرِفُهُ يا حُسْنُ أَنْغامي
ثُمَّ احْتَسي كَأْسًا من كَوْثَرِ الفيجَهْ
فَإِنَّها خَمْرٌ للعابِدِ الظَّامي
سَلَّمْتُ قَلْبي إِلى القِرْطاسِ والقَلَمِ
ورِيْشَةٍ رَسَمَتْ سُطورَ إِلْهامي
جَرَّبْتُ أَكْتُبُها رِسالَةً حَرَّى
حُروفُها صارَتْ مَلْهاتَ أَوْهامي
الشَّوْقُ أَرَّقَني أَفْرَغْتُهُ وَرَقًا
قد باتَ مِرآتي في كُلِّ أَحلامي
كَتَبْتُها وأَنا نَشْوانَ من فَرَحٍ
والقَلْبُ مُحْتَفِظٌ بجرحِهِ الدَّامي
أَدْعوك يا رَبِّي وأَدْمُعي تَشْهَدْ
لَيْسَ المُنى إِلا عَوْدٌ لِأَيَّامي
هُجّرْتُ حتَّى جنى التُّفاحَ أَوْغادٌ
ونَصَّبوا قِرْدًا مكان أَهْرامِ
أَتى على دِيارِ المَجْدِ زِلْزالٌ
فَالجُرْحُ في قاسيونَ زادَ آلامي
لا يَهْجُرُ العُصْفورُ جَنَّةً لَوْ لَمْ
يَرى رويْبضَةً مَكانَ ضِرْغامِ
الشَّرُّ قَوَّالٌ للعَدْلِ أَحيانًا
الشَّرُّ يُسُقي فَيُعطي السُّمَّ للظامي
الشَّرْقُ والغَرْبُ ذو حِقْدٍ على الضَّادِ
والحَقُّ في نَقْصٍ عامًا على عامِ
والعَدْلُ نَبْتٌ بِأَرْضِ الشَّامِ مَزْروعٌ
نَسيمُهُ يُشْفي من داءِ إِجْرامِ
إِنَّ المسيحَ دَعا لِعِبادَةِ الواحِد
وكانَ مَنْبَرَهُ في قُدْسِهِ الشَّامي
مُحَمَّدٌ بْنُ عَبْدِ اللهِ بَشَّرَهُ
عيسى بِتَوْحيدٍ لِرَبِّهِ السَّامي
ناقوسُهُمْ مبني من قَبْلِ مِئْذَنَةٍ
رُهُبانُهُ باتوا أَنْصارَ إِسْلامِ
والحَقُّ كالشَّمْسِ لا تُخْفى أَشِعَّتَهُ
مَهْما اِبْتَلَتْ فَيحاؤنا بِظُلَّامِ