• من نحن
  • اتصل بنا
الجمعة, يونيو 6, 2025
  • Login
مصير
  • الرئيسية
  • أخبار
  • متابعات
  • تحقيقات وتقارير
  • مقالات
  • حوارات
  • أبحاث ودراسات
  • أدب وثقافة
  • المعرض
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • أخبار
  • متابعات
  • تحقيقات وتقارير
  • مقالات
  • حوارات
  • أبحاث ودراسات
  • أدب وثقافة
  • المعرض
No Result
View All Result
مصير
No Result
View All Result
Home محمد علي شريف

الوطن ليس خيمة

2022/07/02
in محمد علي شريف, مقالات
Reading Time: 1 mins read
الوطن ليس خيمة
0
SHARES
52
VIEWS
Share on FacebookShare on Twitter

علي محمد شريف

دون إرادة من أمّه وبرغبة ملحّة من أبيه يكبر ثائر، يقفز الطفل الوسيم فوق سنيّه السبع بخفة مدهشة ويكاد بأطراف أصابعه الطويلة الناحلة يلامس الدلو المتدلّي من رأس عمود خيمتهم، لقد بات يعرف جميع الخيم المجاورة عن يسارهم ويمينهم، ويمكنه أن يعدد أسماء قاطنيها في الصفّ الطويل المتعرّج بدءاً من تلّة الشوك وأبي حميد الغوطاني وانتهاءاً بحفرة الشيطان، تلك الحفرة الغائرة التي أحدثتها الطائرة الحربية الروسيّة في القصف الأخير، محرقة عدداً من الأسر وراسمة حدوداً جديدة للمخيّم العنيد.

يستطيع ثائر وكذلك رفاقه ملهم وفاطمة وحسن وأحمد التمييز بين هدير طائرات الميغ والسوخوي واللام وبين الهليكوبتر، وبين صوت رصاص الكلاشنكوف والبي كي سي وبين قذائف الراجمات والمدافع، يمكنهم أن يعلموا بقرب حدوث القصف الجويّ بعد ملاحظتهم لتحليق طائرت الاستطلاع، يمكنهم أيضاً أن يحددوا الجهة التي تأتي منها القذائف وفيما إذا كانت من طرف نظام الأسد أم الإيرانيين أو الروس أم من فصائل البي يه دي وأخواتها.

ثائر ونظراؤه باتوا يدركون ما ينتظرهم عند حلول الشتاء من أمطار وسيول وثلوج وجليد، سيمنعهم البرد القارس والوحول القذرة من التجمع وسيعوّقهم عن اللعب، وعن تأمين الماء وحطب التدفئة وبقية احتياجات أسرهم، كذلك أصبحوا يعرفون ما يعنيه قيظ الصيف وعجاجه الخانق وشمسه اللاهبة التي تسوط رؤوسهم وأجسادهم الطرية، وما يحيق بهم وبعائلاتهم في هذه الظروف القاسية من أخطار الأمراض والجوع والعواصف، ومن غرق خيامهم وانجرافها أو تهتكها وتمزّقها..

جميع أطفال المخيّم لن ينسوا مشهد حنين الرضيعة في حضن أختها هاجر وقد تجمّدتا من البرد في الثلجة الأخيرة بينما أمهما التائهة في الليل الجليديّ تتوسل السماء، وتبحث عن مصدر للدفء في جحيم أرضٍ لا تعرف العدالة ولا الرحمة..

في خيمته وبين أزقة المخيّم اكتسب ثائر معرفة مبكرة بالعقارب والأفاعي وبكثير من الحشرات الطائرة والزاحفة، وشاهد بعينيه الواسعتين الثعلب في القفص الحديدي بعد إمساك جارهم حازم به، ورأى عضّة الكلب على ساق صديق والده العاجز، بل وسمع من المخيّم الغربيّ المجاور حيث تقطن عمته، عن الضبع الذي كاد أن يفتك بالطفلة قبل أن يتمكن والدها وأخوتها من النيل منه وقتله.

يكبر ثائر بالرغم من إرادة أمّه ومن بطء الوقت، قريباً سيتمكن من معرفة العديد من أنواع الفطور والحشائش والنباتات البرية، وسيساعد والدته في جمع ما يصلح منها للأكل أو العلاج، وسيكون بمقدوره التمييز بين الحيوانات التي يمكن ترويضها والتعايش مع وجودها، وبين تلك التي ينبغي التخلص منها وإلى الأبد.

يدرك ثائر وكثير من أطفال المخيّم أنّهم غرباء في أرضٍ ليست لهم، بيداء تكتظّ بالوحشة والقهر والخوف، وأن لا شيء حقيقيّ في هذا المستنقع البهيميّ سوى طفولتهم وأحلامهم التي يتناهبهما الوحوش، وأنّهم ضحايا هاربون من موتٍ يطارد وجودهم ومستقبلهم، موتٍ على هيئة غولٍ بمخالب فولاذية تنهش بيوتهم وبساتينهم الجميلة وشوارع قراهم ومدنهم الأليفة المشبعة بالطمأنينة والحبّ، يدركون أن لا سبيل للعودة إلى الحقيقة إلا بزوال هذا الموت المقنّع بصورة ذئب بشريّ يقطر من أنيابه القيح والسمّ، وأنّ هذا الكابوس الرهيب لن ينتهي إن بقي بشار الوحش وعائلة القتلة يحتلون أرضهم ويدمّرون بلادهم.

بكثير من اللهفة يستعجل ثائر ورفاقه الزمن، يريدون أن يغدوا رجالاً مثل آبائهم وأخوتهم الكبار، كي يحملوا عنهم ويتحملوا عبء المسؤولية ويخففوا من مشاقّ الحياة عن أحبّائهم، ربّما يفكرون في القبض على العدالة الهاربة والانتصاف لذويهم ولذواتهم المكلومة المعذبة، ولعلّهم يكنسون سجادة الحرية من الأوساخ، ومن العلّيق والقرّاد والطفيليات الماصّة لنقيّ الدمّ.

بالرغم مما تتمنّاه الأمّ يسيل الوقت في أوردة الصغار ويكبر ثائر، سيتعلّم عدداً من الدروس وسيعلم الكثير من الحقائق عن الإنسان والخير والشرّ، وسيعشق الحرية والجمال والبطولة، سيرفض أن يبقى وطنه خيمة يلتحف أسمالها، أو أرضاً لا يحمل ترابُها جيناته وتضاريس روحه، لكنّ ما تخشاه الأم أن يكبر ثائر دون أن يعرف المدرسة ويتنقل بين صفوفها، أن يبقى هائماً في بيداء لا تعرف الأبنية العالية والشوارع العريضة المخططة بالأبيض وإشارات المرور، والأرصفة المظللة بأشجار السنديان والدردار والزنزلخت.

المصدر: صحيفة اشراق

 

ShareTweetShare
Previous Post

السوريون بين الخيمة والأمل

Next Post

حر الصيف يضاعف معاناة النازحين في مخيمات إدلب

مقالات ذات صلة

لبنان وسورية: فك الحصار والعقوبات مشروط بـ”تسوية” مع إسرائيل

by maseer
فبراير 28, 2025
0
لبنان وسورية: فك الحصار والعقوبات مشروط بـ”تسوية” مع إسرائيل

منير الربيع يتشابه دفتر الشروط الأميركي المفروض على لبنان مع ذاك المفروض على سوريا. على الرغم من دخول البلدين في...

Read more

سوريو الخارج والداخل… من الأحقّ بالمناصب؟

by maseer
فبراير 28, 2025
0
سوريو الخارج والداخل… من الأحقّ بالمناصب؟

رشا عمران ثمّة حالة استعلاء متبادلة ظهرت بعد سقوط نظام بشّار الأسد، بين سوريّي الخارج وسوريّي الداخل. والمقصود بالخارج كلّ...

Read more
Next Post
حر الصيف يضاعف معاناة النازحين في مخيمات إدلب

حر الصيف يضاعف معاناة النازحين في مخيمات إدلب

ابحث …

No Result
View All Result

الأكثر قراءة

الإسماعيليون في سورية: مؤشرات الاندماج
أبحاث ودراسات

الإسماعيليون في سورية: مؤشرات الاندماج

by maseer
ديسمبر 12, 2020
0

د. طلال مصطفى مقدمة منهجية يُقدر عدد أفراد الطائفة الإسماعيلية في العالم بنحو 12 مليوناً، ويقيمون في كل من الهند،...

Read more
في ذكرى الثورة السورية مازال الأمل باقٍ

في ذكرى الثورة السورية مازال الأمل باقٍ

مارس 5, 2024
رؤية سياسية وإدارية لسورية بعد التغيير (1 – 3) 

رؤية سياسية وإدارية لسورية بعد التغيير (1 – 3) 

يناير 18, 2025
القامشلي مدينة السلام بين المسيحية والإسلام

القامشلي مدينة السلام بين المسيحية والإسلام

أبريل 11, 2021
قصة المثل الشعبي الحلبي من كيس خرو ولاعاش كل بخيل

قصة المثل الشعبي الحلبي من كيس خرو ولاعاش كل بخيل

أبريل 10, 2022
مصير

"مصير" موقع الكتروني، يواكب قضايا التحرر والتغيير في الواقع العربي، وتوفير منبر مفتوح تتنوع فيه الأفكار والأقلام وأشكال التعبير المختلفة، ضمن معايير موضوعية ومهنية. ويسعى إلى إطلاق ديناميات التفكير الحر، بما يسهم في انتاج ثقافة سياسية ومجتمعية فاعلة، كما يركز على وقائع وتحولات الثورات العربية، وعلى جدليات التحرر بين الثورة السورية، وقضايا التحرر من قوى الطغيان والاحتلال، وليس للموقع أو عليه من رقيب، سوى صوت المعرفة والحق والضمير، ومراعاة القيم الأدبية في احترام حق التعدد والاختلاف. كما أن المقالات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

تابعنا على

الأكثر مشاهدة

  • مصطفى العقاد قتله النظام الأسدي أيضًا

    مصطفى العقاد قتله النظام الأسدي أيضًا

    0 shares
    Share 0 Tweet 0
  • ” الثورة العربية الكبرى ” والحركات القومية في بلاد الشام – 1

    0 shares
    Share 0 Tweet 0

كاريكاتير

كاريكاتير
كاريكاتير

كاريكاتير

by maseer
فبراير 28, 2025
0

Read more
  • من نحن
  • اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لمصير © 2018

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • أخبار
  • متابعات
  • تحقيقات وتقارير
  • مقالات
  • حوارات
  • أبحاث ودراسات
  • أدب وثقافة
  • المعرض

جميع الحقوق محفوظة لمصير © 2018

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

Add New Playlist