أمال شحادة عز الدين أبو عيشة
أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق صفارات الإنذار السبت، السادس من أغسطس (آب)، في مدينة تل أبيب، إثر إطلاق صواريخ من قطاع غزة، وذلك للمرة الأولى منذ بدء موجة العنف الأخيرة مع حركة “الجهاد الإسلامي”.
وأكد الجيش في بيان مقتضب، أن صفارات الإنذار دوّت في غوش دان بالقرب من تل أبيب، بينما أكد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية سماع الصفارات. ولم ترد على الفور أنباء عن وقوع إصابات، وسُمع فى المدينة ما لا يقل عن ثلاثة انفجارات ربما نجمت عن اعتراض صواريخ.
وتوقع الجيش الإسرائيلي أن يواصل قصف قطاع غزة في إطار عملية “الفجر الصادق” لمدة أسبوع، مشيراً إلى عدم وجود أي محادثات حالياً بشأن وقف إطلاق النار مع حركة “الجهاد الإسلامي”، فيما تبذل مصر جهوداً للوساطة بين الطرفين وتهدئة التوتر.
وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن قوات تل أبيب تستعد “لتواصل العملية لمدة أسبوع… ولا يجري حالياً أي مفاوضات لوقف إطلاق النار”، في تأكيد لتقارير أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية.
في المقابل، نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن قائد الحرس الثوري الميجور جنرال حسين سلامي، قوله إن “الإسرائيليين سيدفعون مرة أخرى ثمناً باهظاً جراء جرائمهم الأخيرة”، في إشارة إلى غزة خلال اجتماعه مع زياد النخالة، الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” الموجود حالياً في إيران.
توقف محطة الكهرباء
توقفت محطة الطاقة الوحيدة في قطاع غزة عن العمل السبت بعد نفاد الوقود، وفق ما أفاد ناطق باسم شركة الكهرباء، بعد خمسة أيام من إغلاق إسرائيل معبراً مع الجيب الفلسطيني.
وقال الناطق باسم شركة الكهرباء محمد ثابت “توقفت محطة توليد الكهرباء في غزة بسبب نقص في الوقود وسينقطع التيار الكهربائي 16 ساعة”.
وأوضح ثابت أن شركة توزيع الكهرباء ستعمد إلى “خطة طوارئ قاسية لتوفير أربع ساعات وصل للتيار الكهربائي كل 24 ساعة” مبيناً أن “الوضع صعب جداً وأن توقف المحطة سينعكس سلباً بشكل كارثي على كل مناحي الحياة”.
ويحتاج قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل منذ 15 عاماً ما بين 500 إلى 550 ميغاواط، إذ توفر المحطة وهي الوحيدة في القطاع نحو 60 ميغاواط، وتوفر شركات إسرائيلية للطاقة نحو 120 ميغاواط للقطاع.
دعوات للتهدئة
من جهة اخرى، دعا الاردن إلى “الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي المدان” على قطاع غزة، مطالباً في بيان ليل الجمعة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف التصعيد وتوفير الحماية للفلسطينيين.
وطالبت وزارة الخارجية الأردنية “المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفاعل لوقف التصعيد وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق”.
ونقل البيان عن الناطق الرسمي باسم الوزارة هيثم أبو الفول تحذيره “التبعات الخطيرة للتصعيد الإسرائيلي وترويع المدنيين لن يؤدي إلا لزيادة التوتر والعنف وتعميق بيئة اليأس”.
وأكد أن “حل مشكلة قطاع غزة والحؤول دون تفاقم العنف يكمن في إيجاد أفق سياسي حقيقي بالعودة لطاولة المفاوضات لتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين، ورفع الحصار الجائر عن القطاع والمعالجة السريعة للاحتياجات الإنسانية فيه”. ورغم هذا الموقف واصلت القوات الإسرائيلية، فجر السبت السادس من أغسطس (آب)، قصف غزة بينما أطلقت حركة “الجهاد الإسلامي” صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية. وليل الجمعة، كانت الضربات الإسرائيلية مستمرة، وقال الجيش إنها تتركز على أهداف للمسلحين في القطاع الخاضع للحصار منذ أن سيطرت عليه حركة “حماس” في 2007.
روسيا أعربت بدورهاعن “قلقها البالغ” إزاء التصعيد بين إسرائيل وحركة “الجهاد الإسلامي” في قطاع غزة ودعت إلى إبداء “أقصى درجات ضبط النفس”. وجاء في بيان للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، “نراقب بقلق بالغ تطور الأحداث التي يمكن أن تؤدي إلى استئناف المواجهة العسكرية على نطاق واسع وتفاقم تدهور الأوضاع الإنسانية المتردية أصلاً في غزة”، داعيةً “كل الأطراف المعنيين إلى إبداء أقصى درجات ضبط النفس”.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إنها تدعم حقّ إسرائيل “بالدفاع عن نفسها”، داعيةً إلى “نهاية سريعة للعنف”. وأضافت في تغريدة، “ندين المجموعات الإرهابية التي تطلق النار على مدنيين والعنف الذي أسفر عن ضحايا من الجانبين”. وتابعت، “ندعو إلى نهاية سريعة للعنف”.
وقال بيتر ستانو، المتحدث باسم المسؤول عن الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن التكتل يتابع أعمال العنف في قطاع غزة “بقلق بالغ” ويدعو جميع الأطراف إلى “أقصى درجات ضبط النفس” من أجل تجنب تصعيد جديد. وأكد ستانو في بيان أن “إسرائيل لها الحق في حماية سكانها المدنيين ولكن يجب القيام بكل ما يمكن لمنع نشوب نزاع أوسع من شأنه أن يؤثر في المقام الأول على السكان المدنيين من كلا الجانبين ويؤدي إلى ضحايا جدد والمزيد من المعاناة”. وأشار إلى أن “هذه الأحداث الأخيرة تؤكد من جديد على ضرورة إحياء أفق سياسي وضمان وضع مستدام في غزة”.
وتجمع المئات في غزة لتشييع الجعبري وبقية قتلى الضربات الإسرائيلية.
اعتقال 19 عنصراً من “الجهاد” بالضفة
وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، اعتقال 19 عنصراً من حركة “الجهاد الإسلامي” في الضفة الغربية، وجاء في بيان للجيش أن الجنود وعناصر من جهاز الأمن الداخلي “شين بيت” نفذوا عمليات في مواقع عدة في الضفة الغربية “لإلقاء القبض على عناصر من حركة الجهاد الإسلامي الإرهابية”. وأفاد أن من بين 20 شخصاً اعتقلوا خلال عمليات الدهم التي تمت، صباح السبت، “19 هم عناصر في الجهاد الإسلامي”.
عملية عسكرية واسعة
وبدأ الجيش الإسرائيلي، الجمعة الخامس من أغسطس، تنفيذ عملية عسكرية واسعة في غزة ضد حركة “الجهاد الإسلامي”، وأطلق عليها اسم “الفجر الصادق”، وشنت المقاتلات الحربية سلسلة غارات جوية على مناطق متفرقة في جميع محافظات القطاع، استهدفت بشكل مباشر ناشطين مسلحين ومواقع عسكرية تابعة للفصيل السياسي المسلح.
وسقط ضحية الغارات الإسرائيلية في غزة 10 أشخاص بينهم قائد عسكري كبير وامرأة وطفلة، وأصيب نحو 55 آخرين على الأقل، بينهم أربعة قاصرون، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي، إن الضربات أسفرت عن مقتل القيادي في “الجهاد الإسلامي” تيسير الجعبري ونحو 15 “إرهابياً”، لكنه أوضح أن الجيش ليس لديه عدد إجمالي نهائي.
وأكد مسؤول في “الجهاد الإسلامي” مقتل الجعبري، الذي وصفه الجيش الإسرائيلي بأنه المنسق الأساسي بين “الجهاد” و”حماس”، في الضربات التي استهدفت عدة مواقع في أنحاء القطاع المكتظ بالسكان.
وتصاعد الدخان من البناية التي قتل فيها الجعبري، وتناثر الزجاج والأنقاض في الشارع، وسط أصوات أبواق سيارات الإسعاف التي كانت تنطلق لمواقع أخرى.
وجاءت الضربات بعد أن ألقت إسرائيل القبض على بسام السعدي، القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي”، خلال مداهمة في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة في وقت سابق هذا الأسبوع.
عائلة غزاوية
ويتحدر الجعبري من عائلة غزاوية، وانضمّ في ثمانينيات القرن الماضي إلى “حركة الجهاد” في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وتولى مسؤولية “قسم العمليات” في “سرايا القدس”، قبل أن يصبح قائداً لمناطق شمال قطاع غزة، خلفاً لبهاء أبو العطا الذي اغتالته إسرائيل في غارة على منزله عام 2019.
وعلى أثر اغتيال أبو العطا، شهد القطاع مواجهة عسكرية عنيفة استمرت نحو ثلاثة أيام بين الجيش الإسرائيلي وعناصر “الجهاد الإسلامي”، وقُتل خلالها خمسة وثلاثون فلسطينياً، وفق وزارة الصحة.
وكان للجعبري “دور كبير في الإشراف على تنفيذ عديد من العمليات” ضد إسرائيل، وفقاً لمصدر في “الجهاد الإسلامي”، تحدث إلى وكالة الصحافة الفرنسية.
محاولات اغتيال
وتعرّض الجعبري الحائز شهادة بكالورويس في “دراسات الشريعة الإسلامية”، لمحاولات اغتيال إسرائيلية عدة، كان آخرها خلال حرب مايو (أيار) 2021، وفقاً لمسؤول الإعلام في “حركة الجهاد”، داوود شهاب.
من جانبها، ردت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، مساء الجمعة، برشقات صاروخية في اتجاه بلدات في جنوب إسرائيل. وقالت “سرايا القدس” الجناح المسلح لحركة “الجهاد الإسلامي” إنها أطلقت أكثر من 100 صاروخ على مدن إسرائيلية بينها تل أبيب، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن القبة الحديدية تصدّت لنحو 40 منها. وبعد نحو ساعة أُطلقت رشقات أخرى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن صافرات الإنذار دوّت في بلدتين إسرائيليتين تقعان شمال قطاع غزة.
وواصلت الطائرات العسكرية الإسرائيلية شن غارات جوية جديدة على مناطق عدة في غزة، استهدفت خلالها مواقع تدريب تابعة لسرايا القدس، بحسب شهود عيان ومصادر أمنية فلسطينية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لبيد، إن الجيش الإسرائيلي شن عملية تهدف إلى احتواء “تهديد داهم”.
أضاف لبيد في تصريح متلفز، أن “إسرائيل شنت عملية لمكافحة الإرهاب محددة الهدف”. وتابع، “الجهاد الإسلامي وكيلة لإيران تريد تدمير دولة إسرائيل وقتل إسرائيليين أبرياء (…) سنفعل كل ما يقتضيه الأمر للدفاع عن شعبنا”.
خطوة استباقية
والعملية وفق الجيش الإسرائيلي هي خطوة استباقية لإحباط ما سماه “مخططات الجهاد الإسلامي ضد أهداف إسرائيلية”، ويُستدل من المعطيات الأولية لهذه العملية بأنها ستستمر أياماً عدة، ومن الصعب تحديد فترة زمنية لها.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن حركتي “الجهاد الإسلامي” و”حماس” بذلتا جهوداً حثيثة في الآونة الأخيرة وقامتا بتشكيل خلايا عسكرية داخل الضفة الغربية، “ما استدعى بلورة خطة عسكرية للقضاء على البنى التحتية للحركتين في غزة، وإضعاف جهودهما في الضفة”.
ومنذ أيام، بدأت إسرائيل المرحلة الأولى من هذه العملية بعد إعلان حالة طوارئ قصوى في بلدات الجنوب وغلاف غزة، وأوقفت جميع النشاطات في هذه البلدات، وتفقدت الجبهة الداخلية الملاجئ لضمان جهوزيتها، وقبل إطلاق الصاروخ الأول من “الفجر الصادق” طلب الجيش والجبهة الداخلية من سكان بلدات الجنوب البقاء في القرب من الملاجئ والأماكن الواقية خشية الرد على العملية بقصف صاروخي مكثف.
وأغلق الجيش الإسرائيلي لليوم الثالث على التوالي إلى حين إطلاق العملية العسكرية طرقات، وفرض حظر تجوال في ساعات النهار في بلدتي كيرم شالوم وناحال عوز، ومنع سكان بقية البلدات من السفر عبر شوارع التفافية. وفي قرار استثنائي تم نقل سكان كيرم شالوم إلى فندق في القدس.
منظومات دفاعية وجهود استخباراتية
ومع مصادقة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي على عملية “الفجر الصادق”، وصلت قوات معززة من الجيش وآليات حربية ومدرعات إلى الحدود الجنوبية، وتم تعزيز فرقة غزة بقوات مدفعية وهندسية ومشاة، إلى جانب القوات الخاصة. وفيما أبقى الجيش الإسرائيلي جزءاً كبيراً من القوات العسكرية على أهبة الاستعداد، أصدر قراراً بوقف إجازات الجنود ونشر منظومات مضادة للصواريخ في مختلف المناطق من الجنوب وحتى مركز إسرائيل وفي مدينة القدس.
وأجرى كوخافي مداولات لتقييم الوضع، وأوعز برفع جهوزية الجيش لاحتمال التصعيد، علماً بأن القرار بتوقيت إطلاق العملية العسكرية كان قد صادق عليه أيضاً. وخلال هذه الفترة اجتهدت إسرائيل في جمع معلومات استخباراتية حول شخصيات قيادية من “الجهاد الإسلامي” و”حماس”.
غانتس يصعد تهديده قبل العملية
وقبل ساعات من إطلاق العملية العسكرية، صعد وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس خطابه ضد “حماس” و”الجهاد الإسلامي” ليعلن أنه خلال فترة قصيرة سيتم القضاء على هذا التهديد، قائلاً، “أقول لقادة (حماس) و(الجهاد الإسلامي) بشكل واضح إن وقتكم محدود، والتهديد سيزول بطريقة أو بأخرى”. أضاف في نهاية مداولات أمنية “يستعد جهاز الأمن لأية عملية وفي أية جبهة، ونحن لا نفرح بالقتال، لكننا لا نتردد في التوجه إليه إذا ما إضطررنا إليه”.
وانعكست القيود التي فرضها الجيش الإسرائيلي على بلدات غلاف غزة على الحياة اليومية لأكثر من خمسة آلاف إسرائيلي. وبعد ثلاثة أيام من بقائهم في حالة طوارئ قصوى باشرت الجبهة الداخلية بنقلهم من أماكن سُكناهم إلى أماكن آمنة في فنادق بعيدة عن خطر صواريخ غزة.
وتبين من تقارير إسرائيلية أن الملاجئ والأماكن الآمنة المتوفرة في الجنوب لا تضمن الأمن والحماية من الصواريخ. ما أثار اعتراضاً شعبياً ضد الحكومة الإسرائيلية والجيش واتهامهما بإهمال أمنهم، وهو ما استدعى نقلهم إلى مناطق سكنية بعيدة.
من جهة أخرى، وفي حالة غير مسبوقة لدى تنفيذ عملية عسكرية، صدرت تعليمات إلى جميع مستشفيات الجنوب في إسرائيل للاستعداد لاحتمال استقبال إصابات بأعداد كبيرة. وصدرت تعليمات بوقف جميع النشاطات والتجمهر وإغلاق المؤسسات التعليمية.
أوامر عسكرية
وعقب استهداف الجيش الإسرائيلي لبنية “الجهاد الإسلامي” أعطت الحركة أمراً ميدانياً لمقاتليها بالرد العسكري على أن يشمل نطاق ذلك مدينة تل أبيب، ومن دون أي خطوط حمراء في المعركة. الأمر الذي اعتبره مراقبون عسكريون بداية عملية طويلة ومعقدة قد تستخدم خلالها أسلحة جديدة.
وكشف مسؤول المكتب الإعلامي في “الجهاد الإسلامي” داوود شهاب، أن “الحركة كانت على اتصال مع الجانب المصري قبل ساعة من العملية، وأبلغنا أن اجتماعاً سيعقد بداية الأسبوع مع قادة إسرائيل لحلحة الأزمة، لكن تنفيذ عملية عسكرية ضدنا يعد رسالة استخفاف بالوسطاء”.
وأكّدت مصادر عدة أن مصر “تحاول التوسط لتهدئة التوتر” في غزة. وقال مصدر أمني مصري لوكالة الصحافة الفرنسية، إن جهود الوساطة التي تبذلها القاهرة “مستمرة منذ الجمعة”، مضيفاً، “نأمل التوصل إلى توافق، من أجل عودة الهدوء في أقرب وقت”.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيشت قد أشار في وقت سابق إلى الوساطة المصرية عندما كان يتحدث إلى صحافيين عن التطورات الجارية، لكنه لم يخُض في التفاصيل.
ومن جهته، قال مصدر مصري إن وفداً من “الجهاد الإسلامي” قد يتوجه إلى القاهرة، السبت. وتعتبر إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هذه المنظمة “إرهابية”.
بدوره، تحدث زعيم حركة “حماس” إسماعيل هنية، المقيم في الدوحة، مع قيادة الاستخبارات المصرية في شأن التطورات الحالية، بحسب بيان للحركة.
وتعد مصر وسيطاً بين إسرائيل والجماعات المسلحة في غزة، وقادت وساطة في مايو أفضت إلى وقف لإطلاق النار أنهى قتالاً كان الأعنف منذ سنوات بين إسرائيل و”حماس” المسيطرة على غزة.
من جانبه، قال الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” زياد النخالة، إن “ما جرى يعد طعنة في ظهر، لذلك سنرد بكل قوة، وطالما بدأ القتال فإنه لا حسابات للخسائر، ولا لدمار المنازل، ولا لسقوط القتلى، وهذا يعني أننا سنرد عسكرياً حتى النهاية”.
أضاف نخالة، “الحرب ضد الجميع، فإما أن نواجه موحدين، وإما أن ندفع الثمن متفرقين، لذلك على مقاتلي الفصائل الوقوف جنباً مجتمعين ضد إسرائيل”. وقال إن “القتال العسكري مجرد رد طبيعي، وفي المرحلة الحالية لن توجد أية مفاجآت ميدانية، بل مجرد تثبيت معادلة الردع مع إسرائيل”.
وفي الواقع، لم تتخذ حركة “حماس” أي قرار في شأن المشاركة في العملية العسكرية، لكنها لمحت إلى أنها لن تقف مكتوفة الأيدي. وقال القيادي فيها إسماعيل رضوان، إن “إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء، ولن يمر ذلك من دون حساب، لذلك ستندم تل أبيب على ارتكابها هذه الجريمة، وستكون كلمة الفصل لغرفة العمليات المشتركة”.
أضاف، “الفصائل المسلحة بكل أذرعها العسكرية موحدة في هذه المعركة، وستقول كلمتها وبكل قوة، ولم يعد ممكناً القبول باستمرار هذا الوضع على ما هو عليه، لذلك نعمل على توازن الردع”، لكن من دون أن يؤكد رسمياً إذا ما اتخذت حركته قرار خوض المعركة من عدمه.
قلق بالغ
في الردود، قال السفير الأميركي توم نايدز، إن واشنطن تشدد على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”. وجاء في تغريدة أطلقها، “نحن على تواصل مع فؤقاء عدة، ونحضّ جميع الأطراف على التحلي بالهدوء”.
من جهته، أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور وينيسلاند عن “قلقه البالغ”، محذراً من أن التصعيد “شديد الخطورة”.
المصدر: اندبندنت عربية