بدأت تتضح معالم خريطة الطريق بشكل أكبر نحو عودة العلاقات بين تركيا والنظام السوري، بعد سلسلة من التلميحات والتصريحات التي أثارت جدلاً واسعاً، كان أبرزها كلام لوزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو حول ضرورة المصالحة بين النظام والمعارضة السورية.
وقالت صحيفة “Türkiye Gazetesi” المقرّبة من الحزب الحاكم، في مقال الأربعاء، أن “دمشق تريد أن تصبح جاراً لتركيا بعد 11 عاماً، وهي تطالب في المقام الأول بنقل إدلب وبوابة سيلفيجوزو الحدودية وجمارك كسب. في المقابل تطالب أنقرة، بضمانات للتطهير الكامل لمناطق حزب العمال الكردستاني، من التنظيم الإرهابي وعودة اللاجئين السوريين بطريقة آمنة”، بحسب الصحيفة.
وأضافت أنه “في محادثات دمشق وأنقرة، بدأت المطالب ذات الأولوية لحكومة بشار الأسد تتضح. ويطالب نظام البعث، الذي يشترط عودة إدلب إلى أحضانه، بنقل جمارك كسب إلى جانب بوابة الريحانية-سيلفيجوزو الحدودية”. فيما “طرحت إدارة الأسد، التي تريد أن تعود جاراً لتركيا مرة أخرى بعد 11 عاماً، شرط السيطرة الكاملة في الممر التجاري بين سيلفيجوزو ودمشق والطريق الدولي إم-4 مع مدينتي دير الزور و الحسكة شرقي سوريا. ومن المطالب الأخرى لدمشق دعم تركيا لرفع العقوبات الأوروبية والأميركية ضد البيروقراطيين ورجال الأعمال والشركات التي تدعم نظام عائلة الأسد”.
في المقابل طالب الوفد التركي بإخلاء مناطق حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب بشكل كامل من الشريط الحدودي، وأن يدعم نظام الأسد مكافحة الفصائل الكردية المتاخمة للحدود التركية. كما إشترطت تركيا أن ترى العودة الآمنة للاجئين وممارسات إيجابية ما بعد العودة، مع القضاء التام على التهديد الإرهابي على الحدود، واستكمال عمليات التكامل السياسي والعسكري بين المعارضة ودمشق بطريقة صحية.
وطالبت أنقرة، بحسب الصحيفة، بأن تكون حمص ودمشق وحلب مناطق تجريبية لعودة آمنة وكريمة في المرحلة الأولى، وأن يتم توسيع هذا الإطار لاحقاً. في حين أن نظام الأسد قد عجز عن القيام بأي أعمال بنية تحتية وإعادة إعمار في المناطق التي فقد السيطرة عليها في الفترة الأولى من الحرب، ومنها حلب وحمص وريف دمشق وحماة ودرعا ودير الزور ، ثم استعاد السيطرة عليها.
بالإضافة إلى عرض تركيا للتعاون مع دمشق في مجال مكافحة الإرهاب ونقل النفط السوري إلى الحكومة المركزية في دمشق، طلب نظام الأسد بالدعم في مجالات مثل دعم بناء السدود والطرق السريعة والكهرباء والمؤسسات التعليمية والمياه والزراعة. كما أعلن نظام الأسد أنه سيحترم قرارات الثلاثي (الروسي الإيراني التركي) في ما يتعلق بعودة اللاجئين وما بعدها.
وقالت الصحيفة إن “لدى الحكومة البعثية وروسيا أيضاً طلبات مفتوحة للحصول على دعم من تركيا في استعادة إدلب لأحضان النظام في دمشق، من ناحية أخرى، بعد إبرام اتفاقية حدودية جديدة وأكثر تقدماً مع أنقرة بناءً على اتفاقية أضنة من بين الموضوعات التي تمت مناقشتها على الطاولة”.
ومن بين بنود المناقشة، طُلب دعم تركيا لإعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمؤسسات والمنظمات الدولية المماثلة، والذي تم تعليقه. في هذه المحادثات، التي لم تذكر الصحيفة مكانها وزمانها، أصرت تركيا على عملية جنيف، والدستور الديمقراطي، وإجراء انتخابات حرة، والإفراج الفوري عن السجناء السياسيين، وخاصة النساء والأطفال وكبار السن وذوي الظروف الصحية السيئة.
المصدر: المدن