رياض الزين
عززت قوات النظام السوري نقاطها العسكرية في محيط مدينة جاسم في ريف درعا الشمالي، أمس الأربعاء. إذ أنشأت نقطة عسكرية جديدة شمال مدينة جاسم، وعززت الحواجز والنقاط العسكرية المحيطة بالمدينة من الجهتين الغربية والشمالية، وأجرت عمليات تمشيط للمنطقة بواسطة طائرات استطلاعية تزامناً مع عمليات تفتيش دقيقة في المزارع القريبة من النقاط العسكرية. ومنعت المزارعين الموجودين في الأراضي الزراعية من مغادرتها، ودققت ببطاقاتهم الشخصية. كما انتشرت قوات عسكرية حكومية على الطريق الواصل بين مدينة جاسم – سملين.
وقالت مصادر محلية إن رتلا عسكريا لقوات النظام السوري شوهد على الخط الحربي غرباً المعروف محلياً بمنطقة السهم 100 قرب تل الجابية. ويتألف الرتل من عربات عسكرية تحمل عناصر يرافقها دبابتان وعربات BMB، وسيارات تحمل رشاشات أرضية ثقيلة.
وسبقت هذه التحركات الجديدة في أطراف مدينة جاسم، تعزيزات عسكرية أخرى دخلت المدينة في منتصف يوليو (تموز) الماضي. إذ عززت قوات النظام السوري نقاطها بعناصر وآليات جديدة في تل مطوق العسكري الواقع شرق جاسم، وضاعفت عدد النقاط العسكرية في محيط التل ودعّمته بنقطتين عسكريتين جديدتين. فيما تم تعزيز عدة حواجز عند أطراف المدينة بعناصر جديدة، بين بلدة جاسم وبلدة نمر، وتحصين حاجز المزيرعة غرب المدينة، وإغلاق الطرقات هناك بسواتر ترابية.
كذلك، جرى تعزيز المركز الثقافي الذي يعتبر نقطة عسكرية لعناصر فرع أمن الدولة، وتحويله لما يشبه الثكنة العسكرية، وسط مخاوف من قيام قوات النظام بتنفيذ عمليات اقتحام وتهديد لمدينة جاسم كما حصل مؤخراً في مدينة طفس بريف درعا الغربي، لاسيما بعد اجتماعات عقدت قبل فترة بين ضباط من اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في درعا وأعضاء من لجنة التفاوض في المدينة، طالب خلالها النظام بـ«طرد خلايا داعش الموجودة في البلدة»، أو القيام بعمليات عسكرية تهدف إلى ملاحقة هذه الخلايا، بحسب زعمهم. في وقت تعيش مدينة جاسم ومحيطها حالة انفلات أمني كبقية مناطق محافظة درعا التي تتمثل بعمليات قتل واغتيالات استهدفت معارضين سابقين وقوات حكومية سورية.
وما زال الانفلات الأمني يفضي بظلاله على مناطق جنوب سوريا، حيث أفادت شبكة «درعا 24» بأنه تم العثور على جثة الشاب باسم محمد ياسر المحاميد على أوتوستراد دمشق درعا بالقرب من مفرق بلدة الغارية الغربية بريف درعا الشرقي، ويظهر عليها آثار إطلاق نار من مسافة قريبة. وأضافت أن الشاب ينحدر من بلدة أم المياذن في ريف محافظة درعا الشرقي. وبحسب مصدر محلي، فإنه متهم بالانتماء إلى تنظيم «داعش»، وفُقد الاتصال به قبل يومين. في وقت قال ناشطون من درعا إنه لم يتم التأكد من انتماء المحاميد لتنظيم «داعش»، لكنه تعرض للاعتقال مع شخص آخر في منطقة يوجد فيها حاجز عسكري تابع للقوات الحكومية عند بلدة نصيب الحدودية مع الأردن.
وبالحديث عن المنطقة الحدودية السورية – الأردنية، أعلنت وكالة الأنباء الأردنية أول من أمس الثلاثاء إحباط محاولة تهريب 10 كيلوغرامات من مادة الكريستال المخدر في مركز جمرك جابر الأردني. وقال الناطق الإعلامي باسم دائرة الجمارك الأردنية، إنه أثناء التفتيش الدقيق من قبل موظفي الجمارك للمركبة القادمة من إحدى الدول المجاورة وجدت المضبوطات مخبأة بطريقة فنية متقنة بإحكام ضمن تصفيحة حديدية داخل جسم المركبة تم إعدادها خصيصًا لهذه الغاية، وتم تنظيم محضر ضبط أصولي بالمحتويات المهربة وتسليمها مع السائق إلى إدارة مكافحة المخدرات لإجراء المقتضى القانوني.
ويقابل معبر جابر الأردني معبر نصيب السوري. وتعلن الجمارك وقوات حرس الحدود الأردنية بشكل متكرر إحباط محاولات تهريب المخدرات من المنطقة الجنوبية باتجاه الأردن، حتى وصل الأمر إلى وصفها من قبل الجانب الأردني بأنها حرب يخوضها على حدوده الشمالية ضد شبكات التهريب والمخدرات. وأعيد تفعيل معبر نصيب السوري وجابر الأردني في عام 2018 بعد أن سيطرت قوات النظام السوري على المنطقة بموجب اتفاق تسوية مع الفصائل المعارضة التي كانت تنتشر هناك برعاية الجانب الروسي. وقبل ذلك، أعلنت الأردن إغلاق حركة معبر جابر مع سوريا بعد أن سيطرت عليه الفصائل المعارضة في عام 2015.
المصدر: الشرق الأوسط