هبة محمد
أعلن برنامج الإنذار المبكر والاستجابة عن وصول أعداد المصابين بمرض الكوليرا إلى نحو 1800 حالة، بينما أعلن النظام السوري عن تسجيل أكثر من 200 إصابة نحو 150 منهما في محافظة حلب وحدها. وأكد البرنامج، الثلاثاء، تسجيل أول حالة إصابة مثبتة بالكوليرا لمريضة في منطقة رأس العين في ريف محافظة الحسكة، كما سجل أول أمس أول حالة إصابة مثبتة بالكوليرا لمريض في منطقة جرابلس في ريف حلب.
مدير برامج منظمة «الرابطة السورية للمغتربين السوريين» (سيما)، الدكتور واصل الجرك قال لـ«القدس العربي» إن عدد الحالات المثبتة بلغ 1762 حالة، بينها 300 حالة جديدة شمال شرق سوريا، مشيراً إلى أن «الاستجابة الدولية لا تزال في طور التخطيط وتجهيز حملات التبرع لصالحة برنامج الإنذار المبكر».
تفشٍ سريع
ولمواجهة التفشي السريع، أعلنت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء إرسال شحنة من الإمدادات الطبية إلى سوريا لمكافحة تفشي وباء الكوليرا. وقالت المنظمة، إنها أرسلت شحنة تتضمن محاليل معالجة الجفاف عن طريق الفم، واختبارات تشخيصية سريعة، تكفي لعلاج 2000 حالة كوليرا حادة، ونحو 190 ألف حالة إسهال خفيف، وذلك من مركزها اللوجستي في مدينة دبي لدعم الاستجابة لتفشي وباء الكوليرا في سوريا.
ووجهت منظمة فريق «استجابة سوريا» تحذيراً للمدنيين شمال غرب البلاد وتحديداً في المخيمات المنتشرة في المنطقة، من المرض، مطالبة بتوخي الحذر الشديد بعد تسجيل أول حالة في مشفى جرابلس شرقي حلب بعد نقلها من إحدى القرى. واعتبرت المنظمة أن الوضع في المنطقة مهيأ بشكل خاص لانتشار المرض، مؤكدة أن «تفشي المرض سيكون كاسحاً لدى آلاف الأشخاص في حال انتشاره، وخاصةً القاطنين في المخيمات الذين تتعرض حالتهم الصحية للخطر أصلاً بسبب نقص الغذاء والمياه النظيفة».
وناشدت المنظمة من أجل تأمين الدعم اللازم للمخيمات بشكل خاص، خاصةً ما يتعلق بتأمين المياه والعمل على إصلاح شبكات الصرف الصحي مع انتشار ظاهرة الصرف الصحي المكشوف ضمن مخيمات النازحين، الأمر الذي يزيد من معاناة النازحين، حيث تبلغ نسبة المخيمات الخدمة بالصرف الصحي 37% فقط من إجمالي المخيمات، في حين أن المخيمات العشوائية بالكامل لا تحوي هذا النوع من المشاريع، فضلاً عن غياب المياه النظيفة والصالحة للشرب عن 43% من مخيمات النازحين، حيث وصلت أعداد المخيمات غير المخدمة بالمياه أكثر من 590 مخيماً، ويتوقع زيادة أعدادها نتيجة توقف المشاريع الخاصة بها. ودعا الفريق المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة إلى التحرك بشكل عاجل لاتخاذ إجراءات الوقاية من مرض الكوليرا ضمن المخيمات.
في غضون ذلك، كشف مصدر طبي من مشفى الرازي الحكومي في مدينة حلب، الثلاثاء، أن أعداد الحالات التي راجعت المشفى، عانت من أعراض مشابهة لمرض الكوليرا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وقال المصدر في تصريحات صحافية إن 2452 حالة وصلت إلى المشفى مع مراجعات يومية مستمرة، مشيراً إلى انعدام التدابير الاحترازية مما ينذر بكارثة في المدينة. وخلال الـ 48 ساعة الماضية، وصلت الإصابات المثبتة ضمن مختبرات المشفى إلى 116 إصابة، وتتغير خلال ساعات حسب إجراء الفحوصات السريعة، دون ذكر أي حالة وفاة، حسب المصدر.
وأشار إلى أن أغلب الإصابات الواردة هي بسبب إهمال نظافة مصادر مياه الشرب، وخاصة بعد تزايد أعداد الأطفال التي تراجع المشفى من الريف الجنوبي لحلب. وكانت وزارة الصحة التابعة للنظام السوري، قد أعلنت في آخر تحديث لها عن ارتفاع حصيلة الإصابات بالكوليرا إلى 201 إصابة مؤكدة، تتوزع على؛ 153 إصابة في حلب و21 في الحسكة و14 حالة في دير الزور و10 في اللاذقية وحالتان في دمشق وحالة في حمص. وقالت الوزارة إن عدد الوفيات بلغ 14 منها 11 في حلب وحالتان في دير الزور وحالة واحدة في الحسكة. وفي العاشر من أيلول/سبتمبر الجاري، سجلت أول إصابة مؤكدة بالكوليرا في مدينة حلب، حسب وزارة الصحة لدى النظام السوري.
وزير الصحة السوري، حسن محمد الغباش قال قبل أيام إن «الوضع الوبائي للكوليرا تحت السيطرة» ولفت خلال اجتماع عمل مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة في الشأن الصحي لمناقشة الاستجابة الصحية الطارئة للكوليرا إلى أنه «تم تحديد الخطة التشغيلية الوطنية للسيطرة على وباء الكوليرا بثلاثة محاور أساسية – الصحة والمياه والتواصل ورفع الوعي المجتمعي – وتفعيل فرق الاستجابة السريعة في كافة مديريات الصحة، مطالباً بتنسيق الأدوار بين المنظمات».
مستلزمات تدعم الاستجابة
وأكد نائب المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سوريا ورئيس بعثة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سيفانكا دانا بالا التزامهم الاستجابة للحد من انتشار الوباء وتسريع تسليم سوريا مستلزمات تدعم الاستجابة حسب وزارة الصحة السورية. كما أوضحت ممثلة منظمة الصحة العالمية بالإنابة في سوريا الدكتورة إيمان الشنقيطي أن استعداد المنظمة لزيادة التعاون والتنسيق القائميّن مع الوزارة لا سيما في مجال زيادة عدد المسحات السريعة للكشف عن المرض مثمنة الجهود التي تبذلها الوزارة واستجابتها السريعة لإقرار تدبير الحالات وتعميمها لبروتوكول العلاج الموحد، بينما لفتت نائب ممثل منظمة اليونيسيف في سوريا الدكتورة غادة كجه جي إلى أهمية إجراءات الوزارة في أخذ زمام المبادرة وبينت أنه منذ الإعلان عن المرض في سوريا يتم العمل مع الوزارة ومديريات الصحة ومؤسسات المياه لا سيما في موضوع كلورة المياه وخاصة في المحافظات التي سجلت حالات لضمان عدم انتشار المرض بشكل كبير.
ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سوريا بالإنابة الدكتور حمير عبد المغني بيّن أهمية توجيه التوعية للمرأة كونها تقوم بالدور الأكبر للحد من انتشار المرض من خلال العناية بالأطفال بشكل جيد والعناية بغذائهم والنظافة خلال تحضير الطعام، كما أوضح منسق شؤون الصحة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر غوغليلمو زامبياسي أهمية عمل الوزارة في تحديد الاحتياجات مشيراً إلى أنه ستكون هناك خطة للتنسيق مع الوزارة بهذا الشأن.
المصدر: «القدس العربي»