أعلنت سوريا، الخميس 22 سبتمبر (أيلول)، العثور على جثث 34 شخصاً قبالة الشواطئ السورية بعد أيام على انطلاق زورقهم من شمال لبنان، فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين محتملين.
وأفادت وزارة الصحة في بيان، بـ”ارتفاع عدد ضحايا غرق المركب إلى 34 شخصاً والذين يتلقون العلاج في مشفى الباسل في طرطوس هم 20 شخصاً”.
وأوضح البيان أن معظم الناجين يتلقون مساعدة بواسطة الأوكسيجين وبعضهم نقل إلى العناية المركزة، مؤكداً استنفار جميع المعالجين في المنطقة. ونقل التلفزيون السوري أن المركب كان يستقله ما لا يقل عن 150 شخصاً.
وكان المدير العام للموانئ البحرية العميد سامر قبرصلي قال في بيان إن “كوادرنا تعمل الآن بكل جهودها على إنقاذ زورق بحري… في مقابل منطقة المنطار و(جزيرة) أرواد ومواقع عدة على شاطئ طرطوس”، مشيراً إلى أنه “تم العثور على 15 وفية، وثمانية ناجين تم إسعافهم إلى مستشفى الباسل في طرطوس”.
ونقل البيان عن ناجين قولهم إن “الزورق انطلق من لبنان – المنية (شمال) منذ أيام عدة بقصد الهجرة”، وعلى متنه ركاب من جنسيات عدة.
وأضاف قبرصلي أن الجثة الأولى التي تم العثور عليها، وهي لشاب، كانت قرب جزيرة أرواد قبالة مدينة طرطوس حوالي الساعة 13:30 ت غ، مضيفاً أن من بين الضحايا طفلاً لم يحدد عمره.
وأكد المسؤول السوري أنه تم إرسال فرق الإنقاذ إلى مكان غرق المركب في محاولة للعثور على ناجين آخرين.
وقال “كوادرنا تعمل الآن بكل جهودها على إنقاذ زورق بحري وذلك في موقع مقابل منطقة المنطار ومقابل أرواد وعدة مواقع على شاطئ طرطوس”. لكن جهود البحث في البحر توقفت في المساء بسبب الأمواج القوية.
مشاركة روسية
من جهته، قال وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني علي حمية عبر “تويتر” إن نظيره السوري زهير خزيم أبلغه “بأن حوامة روسية تقوم حالياً بعمليات مسح لمكان غرق الزورق”.
وأشار حمية في تغريدة أخرى إلى أن “الزورق يحمل على متنه لبنانيين” لم يحدد عددهم.
ولبنان الذي يبلغ عدد سكانه 4,5 مليون نسمة، يستضيف 1,5 مليون لاجئ سوري فروا من الحرب التي تعصف ببلدهم منذ أكثر من 10 سنوات. إضافة إلى ذلك يعيش عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، غالبيتهم في 12 مخيماً.
الأزمة اللبنانية
وتتكرر منذ سنوات محاولة الهجرة غير الشرعية من لبنان، ففي ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، تضاعف عدد المهاجرين الذين يحاولون الفرار بحراً وغالباً ما تكون وجهتهم قبرص، الدولة الأوروبية الواقعة قبالة السواحل اللبنانية.
وفقاً للبنك الدولي، يمر لبنان منذ 2019 بواحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية على الصعيد الدولي منذ عام 1850 سببها سوء الإدارة وفساد الطبقة الحاكمة التي ظلت بدون تغيير تقريباً لعقود.
وقد بدأ الأمر مع لاجئين فلسطينيين وسوريين لا يترددون في القيام بهذه الرحلة الخطيرة بحثاً عن بدايات جديدة، قبل أن يسلك لبنانيون الطريق نفسه بعيداً من بلدهم الغارق في الأزمات.
وفي 13 سبتمبر الماضي أعلن جهاز خفر السواحل التركي مقتل ستة مهاجرين بينهم طفلان في عرض بحر إيجه، فيما جرى إنقاذ 73 آخرين كانوا يحاولون الوصول إلى إيطاليا بعدما انطلقوا من طرابلس في شمال لبنان.
وتعلن السلطات اللبنانية مراراً إحباطها محاولات هجرة غير شرعية عبر البحر.
المصدر: اندبندنت عربية