د. مخلص الصيادي
لم يكن اغتيالًا للحمدي رحمه الله، ولكنه كان قرارا بقتل ودفن حلم شعب وأمة بالوحدة والنهضة، ولم يكن هذا القرار شأنا يمنيا اتخذه خصوم الحمدي، وإنما كان قرارا اقليميا ودوليا بضرورة التخلص من رجل حمل حلما ومشروعا، بدأ يزهر سريعا في اليمن تقدما وعدالة اجتماعية، وقيما اخلاقية وروحية وحصن نفسه بطهارة اليد، ونصاعة السيرة، وتوفر له من الأنصار والمؤيدين شيئا كثيرا، فأصبح مثلا وقدوة قومية تحررية اسلامية في اليمن، وقد استطاع أن ينفذوا الى الرجل من أقرب اثنين من العسكريين كان يأمن لهما، أحمد حسين الغشمي، وعلي عبد الله صالح، وقتل الأول بتفجير في العام 1978، وقتل الثاني في العام 2017 على يد حلفائه من الحوثيين بعد أن دمر اليمن وسلمها لهم. مهم مراجعة هذا التاريخ واستذكاره دوما، لأن الحاضر وثيق الارتباط به، والمستقبل شديد التأثر به. رحم الله الشهيد ابراهيم الحمدي ورفاقه، ومن لحق به من شهداء حركة 15 أكتوبر 1978. اللهم اكتب لليمن فرجا قريبا، ولكل ديار العرب والمسلمين.