القوات الإسرائيلية تقتل شابين بعد إطلاق نار أسفر عن مقتل جندي وإصابة آخر.
قال مسؤولون فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية قتلت شابين فلسطينيين، السبت الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، في اشتباكات بالضفة الغربية، فيما قالت الشرطة الإسرائيلية إن مسلحا فلسطينيا قتل مجندة إسرائيلية في هجوم بالرصاص في القدس.
وقالت الشرطة إن المسلح فتح النار على قوات الأمن الإسرائيلية عند نقطة تفتيش عند مدخل مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين على مشارف القدس بالقرب من الضفة الغربية مما أدى إلى مقتل مجندة وإصابة حارس أمن بجروح بالغة. وأضافت الشرطة الإسرائيلية أن القوات تبحث عن المهاجم.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في ساعة متأخرة مساء السبت، وفاة جندي إسرائيلي متأثرا بجروح أصيب بها في هجوم بالقدس الشرقية، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي فجر الأحد، فيما أشارت الشرطة إلى أن عملية مطاردة جارية.
وقال متحدث باسم الشرطة إن مهاجما أطلق النار عند معبر مخيم شعفاط ما “أسفر عن إصابة إسرائيليين بجروح خطيرة، توفي أحدهما، بالإضافة إلى إصابة امرأة بجروح طفيفة”.
ووصفت الشرطة الإسرائيلية حادث إطلاق النار في مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين على مشارف القدس بالقرب من الضفة الغربية بأنه “هجوم إرهابي” وقالت إن القوات تبحث عن مشتبه به فر من مكان الحادث.
وأفاد مراسل الصحافة الفرنسية أنه شاهد امرأة بزي قوات الأمن تتلقى العلاج في واحدة من سيارتي الإسعاف الموجودتين في المكان. وتلطخ بالدماء الرصيف عند المعبر الذي أُغلق وضُرب طوق أمني حوله.
مروحيات المطاردة
وأفاد جهاز الإسعاف الإسرائيلي بأن الشخصين المصابين بجروح خطيرة هما في العشرينات من العمر ونقلا إلى مستشفى قريب.
وأشار بيان الإسعاف إلى “امرأة بحال حرجة ورجل بحال خطرة” وإلى “امرأة أخرى تتلقى العلاج ميدانيا” لتعرضها لإصابة طفيفة جراء شظايا، من دون توضيح جنسيتها.
ونشر عشرات الشرطيين في محيط المعبر وداخل مخيم اللاجئين حيث أطلقت ألعاب نارية. وأشارت الشرطة إلى مشاركة قوات خاصة ومروحية في المطاردة.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد إطلاق النار بأنه هجوم “شديد”. وأعرب في بيان عن تضامنه مع المصابين وعائلاتهم، وقال “الإرهاب لن يهزمنا، نحن أقوياء حتى في هذا المساء الصعب”.
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية عام 1967.
إصابات فلسطينية
والسبت أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأنه عالج خمسة أشخاص قرب المدينة القديمة في القدس الشرقية أصيب أحدهم بعيار مطاطي.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها أوقفت سبعة أطفال وشخصا بالغا يشتبه في “مشاركتهم في أعمال عنف ورشق الحجارة ومهاجمة عناصر الشرطة” في المنطقة، ما أسفر عن إصابة عنصر واحد بجروح طفيفة.
وكانت حشود من المسلمين قد تجمعت في وقت سابق عند مجمع المسجد الأقصى للاحتفال بعيد مولد النبي محمد. ونظمت فرق الكشافة الفلسطينية مسيرات في المدينة القديمة وصولا إلى المجمع.
مقتل شابين
وفي السياق، أوضح مسؤولون فلسطينيون أن القوات الإسرائيلية قتلت شابين فلسطينيين، السبت، في اشتباكات اندلعت خلال مداهمة بغرض اعتقال أحد المطلوبين في الضفة الغربية، فيما قالت الشرطة إن إسرائيليين اثنين أصيبا بجروح بالغة، توفي أحدهما، في هجوم بالرصاص في القدس.
وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي إن قوات الأمن تعرضت لإطلاق نار من مسلحين فلسطينيين أثناء عملية لاعتقال مسلح مطلوب ينتمي لحركة الجهاد.
وأضاف الجيش على تويتر “عشرات الفلسطينيين ألقوا متفجرات وقنابل حارقة على القوات وأطلقوا النار عليهم. وأطلقت القوات النار على مسلحين مشتبه فيهم وتم رصد إصابات”.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن فلسطينيين يبلغان من العمر 16 و18 عاما قتلا وأصيب 11. وندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحادثتي القتل.
إصابة صحافيين
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن القوات الإسرائيلية “أطلقت الرصاص الحي بشكل مباشر على عدد من الصحافيين أثناء تغطيتهم للمواجهات العنيفة التي ما زالت مندلعة في مدينة جنين”.
وكان صحافيان جُرحا الأربعاء خلال عملية إسرائيلية في دير الحطب بالقرب من نابلس قُتل خلالها فلسطيني.
ورداً على عملية السبت في جنين، أشادت حركة “حماس” التي تسيطر على قطاع غزة بـ”المقاومة في الضفة الغربية” في مواجهة “ضعف” الجيش الإسرائيلي الذي “يلجأ إلى حشد الآلات العسكرية والطائرات المروحية لاعتقال شخص واحد”.
عنف متواصل
أبرزت أحدث سلسلة من الحوادث شبه اليومية في محيط جنين، وهي معقل للمسلحين، مرة أخرى المناخ الأمني المتقلب في الضفة الغربية بينما تتجه إسرائيل نحو إجراء انتخابات في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني).
ولقي نحو 80 فلسطينيا حتفهم في الضفة الغربية منذ أن شنت إسرائيل عملية ضد المسلحين في 31 مارس (آذار) ردا على سلسلة من الهجمات الدامية من فلسطينيين في شوارع إسرائيل. وتشمل الحصيلة مسلحين ومدنيين.
ويمثل العنف المتصاعد في الضفة الغربية، حيث يتمتع الفلسطينيون بحكم ذاتي محدود، أحد أسوأ الموجات من هذا القبيل منذ سنوات.
وقال مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينسلاند إنه يشعر بالقلق من أعمال العنف ودعا إلى التهدئة.
وانهارت محادثات السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة بهدف إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية في 2014 ولا تظهر أي بوادر على استئنافها.
ودعا مسؤولون أمنيون إسرائيليون السلطة الفلسطينية برئاسة عباس إلى بذل مزيد من الجهد لكبح جماح عنف المسلحين.
لكن السلطة الفلسطينية، التي يزداد عدم التأييد لها بين كثيرين في الضفة الغربية، تقول إن قدرتها على بسط سيطرتها جرى تقويضها بشكل منهجي بسبب التوغلات الإسرائيلية.
وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس في بيان إن حكومة إسرائيل “واهمة” في الاعتقاد بأن مثل هذه الأعمال ستعزز السلام والاستقرار.
وأضاف “شعبنا الصامد سيبقى متمسكا بحقوقه وثوابته، مدافعاً عن أرضه ومقدساته مهما كان الثمن”.
المصدر: اندبندنت عربية