اختطف مسلحون مجهولون، مساء الثلاثاء، أربعة مواطنين ينحدرون من منطقة اللجاة بريف درعا، وذلك في منطقة تقع شمال غربي محافظة السويداء جنوب سورية، وساروا بهم باتجاه الريف الشرقي لمحافظة درعا، في خطوة جديدة لتأجيج الخلاف بين أهالي المحافظتين، وزرع الفتنة بين عشائر بدو اللجاة في درعا وأهالي السويداء.
وتعتبر هذه العملية هي الثانية خلال هذه الفترة، حيث سبقها مقتل الشابين حمزة البلعوس وخليل زاعور في الثامن من سبتمبر/ أيلول الفائت، بالإضافة إلى خطف يافعين تمت إعادتهما في نفس اليوم بعد تعرضهما للتعذيب.
وقالت مصادر محلية من أبناء المنطقة، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن المخطوفين الأربعة من عائلتي الغوطاني، و أبو حمرة من بلدة لاهثة التي تقع في الريف الشمالي من محافظة السويداء، فيما أكدت مصادر إعلامية محلية أنه تم تسليمهم إلى “اللواء الثامن” المدعوم من روسيا، والذي يتمركز في الريف الشرقي من محافظة درعا.
وعلى الرغم من أن منطقة اللجاة بريف درعا تخضع لسيطرة القوات الروسية بعد العملية العسكرية لقوات النظام السوري وروسيا عام 2018، حيث وضعت روسيا نقاط مراقبة هناك، ويتبع لها “اللواء الثامن” الممتد على جزء من منطقة اللجاة وصولاً إلى بصرى الشام؛ إلا أنه ثمة جيوب وأذرع للقوات الإيرانية، و”حزب الله” (اللبناني) وجهاز “الأمن العسكري” في المنطقة.
محاولة تأجيج الخلاف
ويرى الشيخ أبو زياد من عشائر البدو القاطن في قرى “اللجاة”؛ أن الضامن الروسي في هذه المنطقة يتخلى عن دوره في الحفاظ على أمن وسلامة الأهالي، في الوقت الذي تسعى فيه الجهات الأخرى لتأجيج الخلاف وتحويله إلى نزاع بين عشائر البدو وأبناء الطائفة الدرزية، وقد شهدت المحافظة في الأشهر الماضية أكثر من حادثة اختطاف في المنطقة الواقعة بين بلدات القريا، وبصرى الشام، وكذلك في قلب مدينة السويداء.
وأشار أبو زياد في حديث لـ”العربي الجديد”، إلى أنه في كل مرة يذهب عدد من الضحايا والجرحى من الطرفين، ويتدخل العقلاء من الجهتين لوأد الفتنة والمصالحة وغالباً بضمانات الجانب الروسي.
بدوره، قال الناشط الإعلامي حمزة المعروفي، لـ “لعربي الجديد” إن منطقة اللجاة تتعرض أشجارها الحراجية للإبادة على يد حطابين من أبناء السويداء، ودرعا، وقد بدأ بهذه التجارة ضابط لجيش النظام مع عناصره، حيث كشفت تقارير إعلامية عديدة دوره في فتح الطريق نحو هذه التجارة، وبنفس الوقت زرع الفتنة بين الطرفين، حتى وصلت للقتل والتهديدات اليومية.
ويبدو أن الجهات الأمنية وجدت ببعض المهربين وتجار المخدرات من عشائر البدو وشركائهم من أبناء محافظة السويداء فرصة لإعادة التناحر والخلاف بين الطرفين من خلال معضلة التحطيب.
وكان النظام السوري قد دفع بعدد كبير من السكان نحو الاحتطاب الجائر بغرض التدفئة والتجارة، خاصة بعد عجزه عن تأمين المشتقات النفطية المخصصة للتدفئة منذ ثلاث سنوات.
المصدر: العربي الجديد