نائلة الامام
من وحي ماخطه الثوار على جدران الشوارع المؤدية للجزماتية وهي قصيدة طويلة هذه مقاطع منها
مظاهرة
تتظاهرُ هذي الجدرانُ
صمتٌ هادرْ
يلعنُ روحكْ
يلفظك زماناً ومكاناً
يتحداكا
إرحل عنا إرحل إرحلْ
عن روحٍ ضاقت بسُعارِكْ
لا يجدي في قمعها نفعاً
حقدٌ أسودْ
هو أقبحُ قبحاً من قارِكْ …………………………….القار : الزفت
لن تسترَ فيه عورتَكَ
لن تطمسَ فيه رؤى عارِكْ
***
أتشوِّهُها ؟!!!
أتسوِّدُ وجهَ حضارتِها ؟!!!
قبلَكَ كم أغفى على صدرِها
ياسمينٌ تهواهُ
كم تاهت فيها مراياهُ
وأقالَ الفلُّ بأيْكتها
***
قبلكَ قد كانت غوطتُها
بستانَ الدنيا وبهجتَها
قد دمَّرتَها أيكاً أيكاً
حجراً حجراً
والبشرَ نفوساً والشجرا
وذبحتَ الطيرَ زرافاتٍ
لم تُبقِ بحنجرةٍ وترا
ودهََمتَ البلبلَ في عشهْ
وقمعتَ الزهرَة والثمرا
***
هذي الجدرانُ محاورةٌ
أقرؤها بشغفٍ أقرؤها
لا أذكى منها ولا أفهمْ
خطُّوا بالقارِ بدفترِها
وحدك تبقى أو لا أحدٌ
فأجابتهم
في أسفل درْكٍ لجهنمْ
***
رفعوا صورتَكَ بهامتِها
أيقونةَ فخرٍ ووساما
ما أروعها نظرةُ أسدٍ
فأجابتهم:
ياجبنهُ في الحربِ نعامهْ
***
ورأتْ أزلامَكَ قد خرُّوا
للذقنِ ركوعاً وسجودا
لا تعبدُ رباً إلاكَ
فأجابتهم:
قبل استفهامٍ وتعجبْ
كفرٌ وفسادٌ وخيانهْ ؟!!
(وتطول المقاطع في مظاهرة الجدران وفي الختام )
للجدرانِ آذانٌ
قد كنت قديماً تزرعُها
وأبوكَ أبوكَ المقبورُ
واليومَ لها صوتٌ يتحدَّى ولسانُ
يسخرُ من بأسِكَ من فتكِكْ
يهزأُ من أمنِكَ من كبتِكْ
يصنعُ من قيدٍ لكَ قيداً
حبلاً يُدليهِ لمشنقتك