التباسات متعددة تطبع آخر ما وصلت إليه العلاقة اللبنانية السورية أو التواصل بين البلدين. لم يعد الخلاف مقتصراً على تحديد موعد لزيارة وفد لبناني إلى دمشق، للبحث في ملف ترسيم الحدود البحرية، ولا في اختلاف بوجهات النظر بين المسؤولين اللبنانيين حول البدء بالترسيم البري قبل البحري. إنما برز معطى جديد يتعلق بتعيين سفير سوري جديد في لبنان. فبعدما أبلغت دمشق لبنان الأسبوع الفائت بأنها ستعمل على تعيين سفير جديد في بيروت، هو أيمن سوسان، بفعل انتهاء ولاية السفير علي عبد الكريم علي، إلا أن شيئاً تغير على ما يبدو، وربما ستعين دمشق سفيراً آخر أو تتريث في ذلك، لا سيما أن لبنان لم يعين سفيراً في سوريا منذ سنوات.
حسب ما تقول مصادر متابعة، فإن هذا التغير في الموقف يعود إلى عدم موافقة لبنان على تعيين سفير في سوريا من الصف الأول، إنما تعيين سفير من الدرجة الثالثة. ولذلك تراجعت دمشق عن تعيين سفيرها الجديد. أما بما يتعلق بتأجيل زيارة الوفد اللبناني إلى دمشق، فإن ذلك يعود إلى سببين أساسيين، الأول أن لبنان لم ينسق مع سوريا حول موعد الزيارة وأعلن عنها من جانب واحد، والنقطة الثانية والأهم هي أن دمشق تريد تصحيح العلاقات بشكل كامل قبل البدء بهذه الملفات.
في هذا السياق برزت الزيارة الوداعية التي أجراها السفير السوري علي عبد الكريم علي إلى رئيس الجمهورية ميشال عون وقال السفير السوري بعد اللقاء: “إنّ الرئيس عون كان من أوائل من راهن على صمود سوريا في أشرس حرب مركّبة”. وتمنّى عبد الكريم علي، أن يتعافى البلدان الشقيقان سوريا ولبنان، لأن لكليهما مصلحة للتنسيق والتعاون والتكامل، لأن التحديات تفرض هذا التنسيق بين البلدين.
وقال السفير السوري، إن “هناك قوى وطنية فاعلة وحقيقية ونسبتها غالبة وكبيرة في لبنان وسوريا، تحرص على العلاقة الأخوية والتكامل”. وحول قضية ترسيم الحدود البحرية، أشار إلى أنّ “هناك لبس حدث فيما خص زيارة الوفد اللبناني إلى سوريا والموعد لم يلغ”.
وأوضح أنّه “طلبت كتاباً لمخاطبة الخارجية السورية، وتبلّغت بالكتاب في وقت متأخّر من يوم الأحد، وقد أُعلن الموعد من لبنان قبل مناقشته مع سوريا”. وشدد السفير السوري، على أنّ “هناك أتفاقية أخوة وتعاون بين سوريا ولبنان وملتزمون بها”. وأكد أن سوريا لم تدّخر جهداً لتسهيل عودة النازحين إلا وقامت به، والدول المانحة هي التي تحرض وتشوش على عودة السوريين إلى بلدهم.
المصدر: المدن